رام الله: أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاثنين ان السلطة الفلسطينية لن تستمر في مفاوضات السلام مع اسرائيل اذا قررت استئناف الاستيطان بعد 26 سبتمبر/ ايلول المقبل. وفي مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الاثنين في رام الله ، قال عريقات "ان اعادة الامور للصفر غير وارد، وتبديل المفاوضات الى املاءات غير وارد". وكان عريقات يشير الى تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امس التي اشترط فيها لاستئناف مفاوضات السلام موافقة الفلسطينيين على اعلان اسرائيل كدولة يهودية والمح الى استئناف الاستيطان بعد 26 سيتمبر/ ايلول. وتابع كبير المفاوضين الفلسطينيين: " لا يمكن ان تجمع اسرائيل بين الاستيطان والاحتلال وتتحدث عن سلام .. نأمل ان تختار في سبتمر/ ايلول توقف الاستيطان والا تكون تعطل السلام، ونأمل من اعضاء اللجنة الرباعية بذل كل جهد لوقف الاستيطان والامتناع عن الاملاءات والاغتيالات والحصار والاغلاق ". واضاف: "امامنا 12 شهر وبامكاننا التوصل لاتفاق سلام شامل على اساس الشرعية ونثمن دعوات المجتمع الدولي للمفاوضات المباشرة ،ولم نكن في لحظة ضدها". وأكد: "ان قرر نتنياهو ان يستمر في الاستيطان فيعني القضاء على السلام قبل ان يبدأ ". واشار الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعث اول امس رسالة الى اعضاء الرباعية اعلمهم فيها قبول الدعوة للمفاوضات المباشرة وفق المحددات الدولية". وتابع: "بامكاننا خلال 12 شهر التوصل لاتفاق سلام ليس فقط على المستوى الفلسطيني الاسرائيلي وانما كذلك المستوى اللبناني الاسرائيلي والسوري الاسرائيلي". وقال: " نتنياهو خرج بالامس من مربع الشروط الى قائمة اشتراطات وتحول من مفاوضات الى املاءات والفرق شاسع". ومن جانبه ، قال رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إسماعيل هنية إن موافقة السلطة الفلسطينية على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل سياسة فاشلة لن يكتب لها النجاح. وأضاف هنية، في كلمة له في أحد مساجد شمال قطاع غزة مساء امس أن سياسة المفاوضات فاشلة لن يكتب لها النجاح ولن تستعيد الحقوق والمقدسات. واعتبر هنية أن إستراتيجية الصبر والصمود والثبات أثبتت نجاحها وهزمت إستراتيجية العدو. وشدد على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يثق بنصر الله الذي سيكون حليفا للفلسطينيين الذي هم الآن على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل النصر والأمل والتأييد والتمكين للمشروع الإسلامي. واعتبر أن الشعب الفلسطيني أصبح أملا تقتدي به الأمة العربية والإسلامية، وتنظر إليه على أنه المستقبل وعزة الإسلام، نتيجة صبره سنوات صعبة من الحصار والكيد والمؤامرات. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي استبق بدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين والتي أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن انطلاقتها في الثاني من سبتمبر /أيلول القادم بجملة شروط تشكل المدخل الوحيد لتوقيع أي اتفاق سلام حسب قوله مع السلطة الفلسطينية. وقال نتنياهو خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته امس إن هذه الأسس هي أولا اعتراف فلسطيني كامل بيهودية إسرائيل أي إسقاط حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين وثانيا تحقيق الاعتبارات الأمنية وثالثا أن يشكل هذا الاتفاق نهاية للصراع بإعلان الجانبين عن ذلك. وقال نتنياهو إن السادس والعشرين من الشهر القادم سيكون نهاية مدة قرار تجميد الاستيطان الذي اتخذته حكومته قبل عدة شهور وكان رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات سلم الرسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والمفوضية السامية للشئون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وجاء تسليم عريقات للرسائل أثناء لقاءاته كل على حده مع القنصل الأمريكي العام دانيال روبنشتاين وممثل روسيا لدى السلطة الوطنية وممثل السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري وممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية. وشدد عباس في رسائله على الالتزام بالمرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية ومبادئ مؤتمر مدريد وجدول أعمال المحادثات المباشرة الذي يشمل القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين ضمن سقف زمني لا يتجاوز 12 شهرا. وثمن عباس مواقف اللجنة الرباعية الذي يدعو الحكومة الإسرائيلية لوقف كافة النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل النمو الطبيعي وهدم البيوت وتهجير السكان وفرض الحقائق على الأرض، وخاصة في مدينة القدسالشرقية وما حولها. وأكد عباس أن الاستيطان والسلام متوازيان ولن يلتقيا، مهددا بأنه في حال استمر الاستيطان فإن المفاوضات المباشرة لن تستمر. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد وافقت على الدعوة الأمريكية لبدء محادثات مباشرة خلال اجتماع طارئ في رام الله الجمعة الماضية. وقالت مصادر مطلعة أن الموافقة الفلسطينية على حضور المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين أتت بعد لحظات من التوتر والغضب، حيث تطلب الأمر 3 مكالمات هاتفية من واشنطن لتهدئة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واستيعاب غضبه.