أكد كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا انه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق لوقف إراقة الدماء في سوريا، فيما أفاد ناشطون بارتفاع حصيلة القتلى إلى 180 على يد قوى الجيش في مختلف أنحاء البلاد بينهم سبعون في محافظة حمص. وقال عنان في تصريحات أمام الصحفيين في دمشق "الوضع سيء وخطير للغاية لدرجة أننا جميعا لا يمكننا تحمل الفشل".
وأضاف عنان "سيكون الأمر شاقا، سيكون صعبا لكن علينا التحلي بالأمل"، لكنه أستدرك قائلا "أشعر بتفاؤل لعدة أسباب" مشيرا الى رغبة عامة لإحلال السلام في سوريا. وتابع قائلا "قمت بحث الرئيس على العمل بالمثل الأفريقي الذي يقول (لا يمكنك تغيير اتجاه الريح ولذا غير اتجاه الشراع)".
وأضاف أنه ترك للأسد "مقترحات واضحة" للخروج من دائرة الصراع الذي أودى بحياة الآلاف.
تسليح المعارضة يأتي هذا في الوقت الذي كرر فيه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الأحد دعوات لتزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال إن هذه هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع دون تدخل خارجي.
وأضاف بعد محادثات مع وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله في الرياض أن النظام في سوريا يرتكب مذبحة ضد شعبه.
وقال فسترفيله "لا نستطيع قبول الاستمرار غير المعقول بشكل كامل للأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد ضد شعبه".
مزيد من القتلى
ميدانيا، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 180 على يد قوى الجيش في مختلف أنحاء البلاد، بينهم سبعون في محافظة حمص، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية.
وأشارت اللجان إلى مجزرة ارتكبتها القوات الحكومية في حي كرم الزيتون في حمص، أدت إلى مقتل 45 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى سبعة أشخاص تم إعدامهم رميا بالرصاص في حي جوبر في المدينة نفسها.
كما شهدت مدينة حماة ومناطق عدة في ريف دمشق مداهمات أمنية واعتقالات عشوائية بحسب مصادر التنسيقيات السورية التي أكدت تسجيل حضور امني مكثف في حي جوبر في دمشق.
وتسعى الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى إنهاء عام كامل من الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.
وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد انطلقت في سوريا منتصف مارس/ آذار عام 2011، حيث تقدر الأممالمتحدة عدد السوريين الذين قتلوا على يد قوات الأمن بأكثر من 7500 شخص.
لكن السلطات السورية تلقي باللوم في أعمال القتل على من تسميهم "جماعات إرهابية مسلحة".
هذا وقلل معارضون سوريون من أهمية اعتزام وفد من المعارضة السورية التوجه إلى موسكو في 22 من مارس/آذار الجاري لبحث اتفاق من خمس نقاط توصلت إليه الجامعة العربية مع روسيا، لحل سياسي للأزمة السورية.
وفي المقابل، دافع مدير المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة هيثم مناع عن زيارة وفد من المعارضة السورية لموسكو.
وقد أعلنت الجامعة العربية في وقت سابق الاثنين أن اتفاق النقاط الخمس مع روسيا يتضمن وقف العنف وإنشاء آلية رقابة محايدة، ورفض التدخل الخارجي، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم الكامل لجهود عنان.
ومن المقرر أن تجتمع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في نيويورك في وقت لاحق اليوم الاثنين على هامش اجتماع وزاري خاص لمجلس الأمن بشأن الانتفاضات العربية.