شيعت مع الجموع الغفيره جنازة الشيخ الجليل "رحمه الله" من مسجد النور الي مثواه الاخير وقد كنت آمل أن القاه قبل وفاته بحسب وعدنا لبعض بالقاء والوصال مره ثانيه. ويرجع تاريخ علاقتي بالشيخ "رحمه الله" الي 1980م وكنت حينها في المرحلة الثانوية وكان لقاءونا الاول بمسجد الانوار المحمدية بعين شمس الشرقية جاءنا وقتها ومعه العشرات من الاخوه لنصرتنا من اعتداء عائله من الصعيد معروفه بالاجرام علي بعض الاخوه اثناء ذهابهم لصلاة الفجر علي اثر مشاجره كانت عشاء اليوم السابق وهنا تبرز اول خصله عرفتها عنه وهي نصرة الاخوه في أي مكان من ارض مصر بحسب ما سارت بنا الايام والاحداث. اما ثاني الخصال فحرصه الشديد علي تعمير المساجد ليس فقط بالبناء المادي بل وهو الاهم البناء الدعوي فقد رتب ونسق الفتره ما بين عام 1980-1981م امور الدعوه والدعاة من ذلك في مسجدنا الانوار المحمدية بعين شمس الشرقية وبين مسجد توحيد المعسكر ومسجد انس بن مالك ومساجد اخري وكان يلقي الدروس والمحاضرات والجمع هو والشيخ طه السماوي "رحمه الله" والشيخ آدم صالح الازهري الثائر وكانت له طريقه مشهوره اثناء اداء صلاه الجمعه عندما يخطب عن الظلم والظالمين وكذلك الدكتور الفاضل/ صلاح الصاوي صاحب (الثوابت والمتغيرات) وكان حينها يحضر الماجيستير والشيخ المهندس/ محمد عاطف من مصر الجديده كما عرفنا وقد استقدم لنا من المدرسة السلفية بالاسكندرية والدكتور الشيخ/ اسماعيل المقدم واخرين...... وكذلك الشيخ المحلاوي والشيخ حافظ سلامه "حفظهما الله" وقبل حادث المنصة بأيام تعرفنا علي الدكتور المجاهد /عمر عبد الرحمن واحضره الدكتور /صلاح الصاوي وهنا تظهر الروح الجميله من الود والحب والتعاون الذي كان الشيخ سببا فيه. وكنت احضر للشيخ في اغلب دروسه وخطبه في مسجد توحيد المعسكر خاصة لقربه من بيته بالمطرية وكان وقتها القائم عليه الشيخ عامر والمسجد كان مازال مبني بالبوص لكن حدث عن دفئ المشاعر الايمانية بين الاخوة وحماستهم التي نبتها الشيخ رفاعي فينا. اما ثالث الخصال التي شاهدناها فيه وهي قضاء حوائج الفقراء من الاخوه وغيرهم فقد ساعد علي زواج العديد من المسلمين وبعضهم ما زال حيا واسكن بعضهم وكانوا لا يجدون سكنا. اما رابع الخصال وهي واضحه جدا في شخصه "رحمه الله" زهده وعفافه رغم عروض الدنيا في بيته وملبسه بل واعطاء ما في يده الي غيره رغم حاجته الشديده اليها وتقديمها لمن في حاجه اليها. وخامس هذه الخصال وهي المهمه والتي تجسد ما سبق كله انه "رحمه الله" كان شخصا كفاحيا مجاهدا عاش لأمته ومشروعها ونهضتها قولا وعلما وعملا تمثل في مؤلفاته ودروسه وجهاده بالنفس والمال والوقت،ورغم تعرضه لمحنه السجن منذ الستينات الا انه "رحمه الله" توفي ولم ينكسر للدنيا ولا للطغاه المستبدين واذا اردت ان اشير الي اخلاقه وتواضعه التي اكسبته مهابه ومحبه داخل مصر وخارجها فقد كان له مكانه لدي كافة التيارات الاسلاميه فكنت وانا في السجن اسأل علي اخباره ممن اعتقلوا من المطريه فلا اسمع الا الثناء والمحبه منهم ولعل سر اخلاصه واضح في توفيق الله له في تربية اولاده ونجاحهم ذكورا واناثا وهنا ايضا اشير الي زوجته الكريمه المحتسبه عبر السنين وحق فيها قول الشاعر فلو كل النساء مثلها لفضلت النساء علي الرجال فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير شرف للهلال واخيرا رغم شديد الحزن لفراقه وعدم اللقاء حسب ما تواعدنا عبر هاتف ابنه المهندس/عمر"حفظه الله" لكن خففه حضور الكثيرمن الفضلاء الجنازه والصلاه عليه. فسلام لك وعليك ابا يحيي وعلي امل اللقاء في الجنة باذن الله.