نيودلهي: تشهد الهند انطلاق أعمال أول مصرف إسلامي في البلاد في ولاية كيرالا في جنوب غربي الهند تمتلك 11% من رأسماله وسط مشاركة نشطة من الحكومة الهندية. تشهد الهند خلال الأيام المقبلة انطلاق إعمال أول مصرف إسلامي، من خلال تدشين أولى عملياته، حيث تبدأ المؤسسة المالية التي ستعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية. وتم تسجيل المصرف كشركة مالية غير بنكية، كون قوانين البنك المركزي في الهند والمصرف الاحتياطي يمنع منح ترخيص لأي مصرف إسلامي كبنك تجاري خشية أن يتحول فيما بعد إلى مصرف إسلامي. ويمتلك المؤسسة المصرفية الإسلامية في الهند إلى جانب شركة تنمية الصناعات التابعة لولاية كيرالا التي تمتلك 11 في المائة من المصرف، كل من محمد علي من مجموعة الغلفار في عمان رجل الأعمال الهندي المقيم بالخليج، وسي كي مينون من مجموعة بهزاد من قطر، ورجل الأعمال يوسف علي والذي يمتلك متاجر لولو في الإمارات، وأزاد موبين من مجموعة موبين في دبيفي، ممن شاركوا كداعمين أساسيين للمشروع، ويشغل محمد علي منصب رئيس مجلس الإدارة. ونظرا لأن المصرف سيعمل وفق بنود الشريعة الإسلامية، فإنه سيتجنب الحصول على فائدة في أنشطة الأعمال، ويخطط المصرف الذي سيتخذ من كيرالا مقرا له استثمار الأموال في مشروعات البنية التحتية، ومنطقتين هما باي السلام وإنستينسا حسب قواعد الشريعة الإسلامية، وسيستثمر المصرف جل أمواله في المشاريع الاستثمارية وسيوزع الأرباح على حملة الأسهم. وقال عبد الله حسن أستاذ الصيرفة الإسلامية في كلمته التي اوردتها صحيفة "الشرق الأوسط" إن قرار إنشاء بنك لا يقوم على الفائدة يأتي في وقت أظهر فيه الاقتصاد العالمي القائم على الفائدة هزيمة منكرة، وقد لاقى القرار بالفعل ترحيبا كبيرا، وهو ما سيساعد في توجيه الأموال القادمة من وعبر دول الخليج. وتحظى الصيرفة الإسلامية بشعبية كبيرة بالفعل في كيرالا، حيث يحصل التجار ورجال الأعمال على قروض دون فوائد ويسددونها دون أرباحها. ويزعم الخبراء أن هذا النظام المالي شهد انتعاشة كبيرة فهناك حوالي 200 مؤسسة مالية في كيرالا تعمل في مجال التمويل القائم على الصيرفة الإسلامية. ويشكل المسلمون ثاني أكبر أقلية في كيرالا حيث يمثلون 25 في المائة من إجمالي عدد السكان البالغ 31.8 مليون نسمة، حيث كشفت دراسة صدرت أخيرا عن وجود ما يزيد على مليوني شخص يعملون بالخارج ما يقارب 90 في المائة منهم يعملون في دول مجلس التعاون الخليجي بدول السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان أي بمعدل فرد لكل عائلتين مسلمتين في كيرالا. ويبلغ إجمالي قيمة الحوالات البنكية التي بعث بها الهنود المهاجرون إلى الولاية بلغ 49 مليون دولار في عام 2007، وبعث المسلمون حوالي 24.3 مليون دولار. ويعمل 90 في المائة من العمالة المهاجرة من كيرالا في دول الخليج غالبيتهم من المسلمين.