تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن كان الرئيس السوري بشار الأسد يخشى محاكمته على الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق شعبه، الذي يطالب بإرساء الديمقراطية والتمتع بالحرية وإدانته كمجرم حرب. وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء في سياق تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة على إنتقادات الدبلوماسيين الدوليين لأعمال القمع الوحشية التي يمارسها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين في سوريا ووصفهم لتلك الأعمال بأنها "جرائم ضد الإنسانية" وأن الأسد يجب أن يحاكم كمجرم حرب.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الهجمات الشرسة التي تشنها قوات الجيش النظامي السوري على مدينة حمص والعديد من المدن السورية توحي بأن الأسد يعتقد أن هزيمة الثوار السوريين أكثر أهمية من بقائه هو نفسه على قيد الحياة.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة إن بشار الأسد صار على يقين من أنه فى حالة عدم تمكنه من قمع تلك الإحتجاجات التي ارتفع صداها في جميع أنحاء سوريا والعالم منادية بإسقاطه والانتقام منه ، ولذلك فإن الإتهامات الدولية بحقه وحتى بعض المخاوف من توجيه اتهامات له بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية لن يلقى لها الأسد بالا في ذلك الوقت.
وألمحت الصحيفة إلى أن الأسد يعلم تمام العلم أنه يستطيع الاعتماد على دعم كل من روسيا والصين ضد تلك الحملات الدولية المنادية بإسقاطه على الأقل لفترة من الوقت، لأن موسكو وبكين لا يزالان يعتقدان بأنه من الممكن أن ينجو ويتمكن من قمع الثورة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى حملة الإدانات الدولية ضد الرئيس السوري ونظامه وإعتبار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن الأسد وصل إلى نقطة "اللاعودة"، بالإضافة إلى مشروع القرار الذي صوت عليه المجلس حول إدانة نظام الرئيس السوري ومطالبته بوقف أعمال العنف فورا بتأييد 37 دولة في مقابل إعتراض كل من روسيا والصين وكوبا وإلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الثلاثاء بأن الأسد يصلح أن يطلق عليه لقب "مجرم حرب".
وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن تصويت موسكو وبكين ضد مشروع قرار مجلس حقوق الإنسان الأخير شبيه بحق النقض "الفيتو" الروسي الصيني الذي استخدماه في أكتوبر الماضي ضد مشروع قرار مجلس الأمن حول سوريا والذي يعد قيدا جديدا في معصم الجهود الدولية المبذولة لوقف أعمال العنف في سوريا.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن التقارير الإعلامية التي أشارت إلى قيام النظام السوري بإرسال جيش من الدبابات والقناصة للقضاء على جميع الثوار في مدينة باب عمرو ، وذلك وسط تزايد الإدانات الدولية من مختلف قادة دول العالم .
من جانبها ، جددت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافى بيلاى إتهامها للقادة السوريين بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بأبشع مستوياتها، ودعت إلى إحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وألقت الصحيفة الأمريكية في ختام تقريرها الضوء على قول البروفوسير لانديس " إنه على يقين بأن الأسد محكوم عليه بالفشل في نهاية الأمر ، ولكن ليس بسبب التهديدات حول محاكمته أمام المحكمة الدولية "، مؤكدا أن نظام الأسد سيقع في نهاية المطاف بسبب الدعم الدولي للمعارضة السورية التي تصبح أكثر تنظيما مع مرور الوقت.
ورأى لانديس أن الروس والصينيين والإيرانيين هم الدرع الواقي للأسد في الوقت الراهن غير أن ذلك الدعم هو في الحقيقة هدفه إعادة فرض نفوذهم التى فقدوها ، حيث أن معارضتهم للقوى الدولية ومساندتهم للرئيس السوري ترضى غرورهم.
وأشار لانديس إلى أن موقف كل من إيران التي تساعد نظام الأسد سرا- والصين ليس بقوة الروس الذين يحاولون أن تبدوا معارضتهم للقرارات الدولية ودفاعهم عن الأسد ليست على حساب المدنيين السوريين.