يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي غدا الاحد إعادة فتح الشارع الرئيسي المحاذي لصحراء سيناء وذلك لأول مرة منذ الهجمات على إيلات في أغسطس/اب الماضي، التي قتل فيها ثمانية إسرائيليين. وقد جاء هذا القرار في أعقاب إنجاز بناء السياج الأمني الجديد على الحدود مع مصر بطول 95 كيلومترا، وتم فتح الشارع بشكل جزئي، على سبيل التجربة وتقرر مواصلة فتح مقاطع أخرى منه بالتدريج في حال بقي الوضع على حاله من حيث الهدوء الأمني السائد حاليا.
هذا ومن المقرر ان يفتح حاليا في ساعات النهار من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء. وسيتم لاحقا فتحه في ساعات الليل بشكل موازٍ مع الاستعدادات الأمنية. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية اليوم السبت عن ناطق عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش نصب وسائل دفاعية في الشارع أتاحت التوصل إلى هذا القرار حيث أقيم سياج ضخم، محاط بعدة طبقات من الأسلاك الشائكة بطولها وعرضها ويصل ارتفاعها إلى 7 أمتار إضافة إلى حفر قناة لمنع عبور المركبات، وأعمدة وأبراج تحمل هوائيات وآلات تصوير وأنظمة رادار متطورة تحمل مجسات كثيرة تتيح المراقبة والتحكم بعمق عدة كيلومترات في سيناء، بما في ذلك المناطق التي كانت تعتبر غير مطروقة بسبب طبيعتها الطوبوغرافية. وأضاف الناطق أن السياج يشمل أيضا قناة مياه ووسائل هندسية تحت الأرض لمنع حفر أنفاق تحته. كما أقام الجيش تلالا ترابية لتوفر الحماية للمركبات التي تسافر على الشارع من إطلاق النار. ونقل عن قائد وحدة "عصبة أدوم" نداف بدان، قوله إن الوضع الأمني في المنطقة قد تغير بشكل جوهري، مضيفا أن نظام جمع المعلومات الجديد سيرسل إنذارات بشأن أي حركة مشبوهة، كما يمنع حصول اختراق في المنطقة. وأوضح أن السياج القديم استبدل بعقبات مكثفة تعتمد على فهم عملي جديد تماما. وتابع الناطق العسكري أن حركة حماس الفلسطينية تستغل الواقع الأمني المركب القائم في سيناء لإدخال خلايا تنشط فيها. وقال إنه لا يزال من غير الواضح طبيعة العلاقات بين منفذي هجمات إيلات وبين عناصر الشرطة المصرية.
وبحسبه فإن "للقوات المصرية مصلحة استراتيجية مع إسرائيل، وهم يصغون بشكل جيد للتقارير الإسرائيلية الأمنية التي توضح نشاط تلك الخلايا".