منظمة التعاون الإسلامي تنظم جلسة خاصة حول الأوضاع في فلسطين

نظمت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي اليوم الخميس جلسة خاصة حول الوضع في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى عرض خلالها رضوان شيخ مندوب الأمانة العامة للمنظمة تقريرا شاملا حول الوضع المرعب في الأراضي الفلسطينية بسبب الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني .

وقال شيخ في مداخلته "إنه منذ عام 1967 تم اعتقال 700 ألف فلسطيني في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وهو ما يمثل 20 % من السكان الفلسطينيين و40 % من السكان الذكور ، كما أنه منذ أكتوبر الماضي تم اعتقال 4700 فلسطيني كسجناء أمنيين بالإضافة إلى 10 آلاف سجين من هذا النوع على مدار أكثر من 40 عاما"..مشيرا إلى اعتقال إسرائيل للأطفال بتهمة الرمي بالحجارة.

وتطرق إلى الحديث عن انتهاكات إسرائيل في بناء المستوطنات .. فأشار إلى أن هناك أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية منهم أكثر من 190 ألفا يعيشون في مستوطنات على الأراضي التي صودرت بشكل غير قانوني في القدس الشرقية.

وشدد على أن بناء المستوطنات محل إدانة دولية وفي نظر منظمة التعاون الإسلامي تشكل انتهاكا صارخا ومستمرا للقانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب وتحت الاحتلال العسكري.

وأكد أهمية دعوة منظمة التعاون الإسلامي بعقد مؤتمر دولي لأطراف معاهدة جنيف لوضع حد لانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني سواء كانت حقوقا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فضلا عن الحصار الخانق والفصل العنصري الذي يمارس من قبل إسرائيل وقوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وعقب انتهاء الشيخ من الإدلاء بتقريره، أكد محمود العكر عضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان في المنظمة أهمية إتباع نهج جديد تتخذه الهيئة فيما يتعلق بقضايا انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني على أساس الحق والعدل والقانون وأنه يجب معالجة حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني.

واقترح العكر فرض عقوبات على إسرائيل على غرار ما تم بالنسبة لجنوب إفريقيا حيث أنهت العقوبات نظام الفصل العنصري في هذه البلاد والذي استمر لسنوات طويلة وقد استخدمت إسرائيل نظام المعازل في الأراضي الفلسطينية.

وشدد على أن حل الدولتين أصبح الآن مستحيلا في ظل السياسات الإسرائيلية والتوسع في بناء المستوطنات، فضلا عن عملية التهويد المستمرة في القدس الشريف، ثم عرج العكر على أوضاع حقوق الإنسان داخل رام الله وغزة.

واعترف بأن هناك انتهاكات واعتقالات من جانب كل من حماس وفتح كما أن هناك غيابا لأحكام القضاء في رام الله وغزة وعمليات الفحص الأمني.

وقال "إن الشعب الفلسطيني يعيش في أكبر سجن مفتوح في العالم يتحكم فيه الاحتلال الإسرائيلي في كل جانب من جوانب الحياة المختلفة".

ومن ثم تحدث وائل محمود عطية عضو الهيئة الدائم المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي (مصر) فأكد أهمية أن تتوجه الهيئة في أولوياتها بالنسبة لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان بالتركيز على تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني والتركيز على الحق في التعليم والحق في التنمية والحق في الرعاية الصحية وأن يستند عمل الهيئة على اعتماد منهجية تقوم على بيان الحق والعدل بالنسبة للحقوق الفلسطينية.

وأشار بسام الخطيب القائم بأعمال السفارة السورية في جاكرتا إلى أن الاحتلال هو الاحتلال وانتهاكاته متشابهة كيفما كان .. وقال "إن إسرائيل تحتل أراضي سوريا في الجولان المحتل وتقوم بسرقة واستنزاف موارده الاقتصادية وتصدرها إلى الخارج على أنها سلع إسرائيلية وتقيم المستوطنات الإسرائيلية وتسرق مياه الجولان كما أنه تقوم بانتهاكات صارخة في حقوق الإنسان ، وطالب بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بإلغاء ضم الجولان لإسرائيل.

وأشار مندوب دولة الكويت إلى أهمية الحوار بين الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي وحكومات الدول الأعضاء من أجل معالجة قضايا حقوق الإنسان.. واستعرض سياسة الحكومة الكويتية في مساعدة الشعب الفلسطيني وما تقدمه من مساعدات.

وأكد السفير علي أولويات عضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي أن النظام الدولي لحقوق الإنسان به عوار وأنه يجب أن نحدد ونقوم بالتعريف بشكل واضح من هو على حق ومن هو الجاني ومن هو المجني عليه.

وقال "إنه يجب أن نضع في إطار ما طرح من قبل فيما يتعلق بالتكاملية في حقوق الإنسان نهجا جديدا يقيم الأوضاع القائمة على الحق والعدل وبمعنى آخر يجب أن نحدد أسس جديدة للحق فالعقوبات على الدول والشعوب انتهاك لحقوق الإنسان والحق في التنمية إذا لم يتوافر ويتحقق فهو انتهاك لحقوق الإنسان".

وأشار إلى أن معسكرات اللاجئين تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.. وقال "ليس هناك دولة خالية من العيوب لدينا عيوب وأوجه قصور ويجب أن نساعد حكوماتنا من أجل علاج هذه العيوب ، ويتعين التركيز على الأقليات المسلمة والدفاع عنها".

وتحدث مندوب غينيا كوناكرى فأكد أهمية إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب الانتهاكات المستمرة والصارخة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.