الرياض: لعبت البنوك المركزية حول العالم دوراً كبيراً في ارتفاع سعر الذهب، حيث توجهت لشرائه ودعم احتياطياتها به، وعلى الرغم من خطورة تركيز الاستثمارات في نطاق واحد، إلا أن الذهب هو أكثر الأصول أماناً الآن. قال الدكتور عبدالوهاب أبوداهش، خبير مصرفي إن توجه إيران لتعزيز احتياطياتها بالعملة الأجنبية عن طريق بيع الذهب وتعاملات أسواق الصرف لا يعكس توجها عالمياً. وذكرت تقارير تحركات "غير واضحة" في البنك المركزي الإيراني تجاه استثماراته في الذهب، فقد أعلن محمد بهماني، محافظ البنك أن بلاده زادت احتياطياتها من العملة الأجنبية بمقدار تسعة مليارات دولار عن طريق بيع الذهب وتحويل العملات. ونفي بهماني في وقت سابق من يونيو/حزيران الماضي أن البنك المركزي قد باع 45 مليار يورو من احتياطياته لشراء الدولار والذهب. وأكد الدكتور عبدالوهاب أبوداهش في تصريح لصحيفة "الرياض" السعودية أن الذهب يشكل ملاذا آمناً للاستثمارات، فمع تراجع الدولار وتعرض الاقتصاد الأمريكي لعدة هزات، زد عليها أزمة أوروبا وتراجع قيمة اليورو، توجهت البنوك المركزية إلى شراء الذهب ودعم احتياطياتها به. وأشار أبوداهش إلى أن البنوك المركزية حول العالم لعبت دوراً كبيراً في صعود أسعار الذهب، وبالرغم من خطورة تركيز الاستثمارات في نطاق واحد، إلا أن المعدن الأصفر هو أكثر الأصول أماناً الآن، وبالرغم من حتمية تراجع سعر الذهب بعد تعافي الاقتصاد العالمي، إلا أن استثمارات البنوك المركزية هي استثمارات طويلة المدى. وعلى صعيد متصل، واصل احتياطي الذهب في مؤسسة النقد العربي السعودي ثباته عند 1.56 مليار ريال حسب بيانات نشرة الإحصاءات الشهرية لشهر مايو/آيار 2010 بعد تعديل بيانات الذهب اعتباراً من فبراير/شباط 2008 بسبب تسوية حسابات الذهب في المؤسسة، والتي ضاعفت الاحتياطيات من الذهب إلى 125%، لتحل السعودية في المرتبة السادسة عشرة من بين أكبر عشرين جهة تمتلك احتياطيات رسمية من الذهب بعد أن رفعت احتياطياتها إلى 322.9 طنا بنهاية إبريل/ نيسان الماضي مقارنة ب 134 طنا في الربع الأول من 2008. وقال متعاملون إن إقبال مصنعي الحلي على شراء الذهب نتج عن هبوطه إلى 1196.30 دولارا للأوقية "الاونصة" يوم الخميس. وفي وقت سابق من يوم الجمعة لامس سعر الذهب 1196 دولارا ليسجل أدنى مستوى منذ 25 مايو/آيار الماضي. وقال جيمس مور المحلل لدى "بوليون ديسك دوت كوم": ما زال هناك إقبال جيد على الشراء، مضيفاً أنه في الفترة من منتصف الأسبوع إلى نهايته قد ترتفع أسعار المعدن النفيس مجدداً إلى مستوى قياسي عند 1264.90 دولارا للأوقية الذي لامسته في 21 يونيو/حزيران الماضي. وسيراقب المستثمرون باهتمام مزادات سندات تطرحها فرنسا واسبانيا بعد أن سلط الطلب الضعيف على إصدار ايطاليا لسندات حكومية بقيمة سبعة مليارات يورو مايعادل 8.64 مليارات دولار يوم الاثنين الضوء على المخاوف المستمرة بشأن مشاكل ديون منطقة اليورو.