مذيعة ترتدي الحجاب لتكشف حقيقة السلفية

بدون تردد أو خوف مما قد يحدث من هجوم إعلامي عليها، وافقت المذيعة المصرية إيمان الأشراف مقدمة برنامج «إسكندرية على الهواء» على ارتداء الحجاب استجابة لشرط القيادي السلفي عبد المنعم الشحات ليظهر معها على الهواء.

موقف الأشراف أثار ضجة إعلامية كبيرة حولها، وحول موقف التيار السلفي المتشدد والصاعد في الشارع المصري الآن، وتأثيره على الفن والإعلام والحياة الاجتماعية في مصر بشكل عام.

المذيعة الشابة كشفت في حوار خاص ل«Gololy» تفاصيل الحلقة العاصفة قائلة: «ما حدث هو أننا اتصلنا بالشحات لاستضافته في البرنامج ووافق دون أي شروط، وقبل بدء الحلقة بحوالي نصف ساعة فوجئت بطلبه ارتدائي الحجاب، ولم يكن لدينا أي خيار سوى الموافقة على طلبه، وإلا فإن الهواء سوف يفشل».

إيمان أكدت أن فشل الحلقة لم يكن السبب الوحيد وراء موافقتها ارتداء الحجاب ولكنها رضخت لطلب الشيخ حتى توضح للمشاهدين رؤية السلفيين، وطريقتهم في فرض سيطرتهم، وقالت: «وجدتها فرصة مناسبة لكشف هذا التيار وطريقة تفكيرهم حتى لا يتم خداع الناس أكثر من ذلك، صحيح أن الإسلام منع التبرج، ولكنه أطلق الحرية الشخصية للجميع في ممارسة ما يشاءون دون الإخلال بالآداب العامة وحريات الآخرين».

الأشراف تابعت كواليس الحلقة قائلة: «بعد هذا الطلب الغريب بدأ الضيف في شرح وجهة نظره المليئة بالتعالي قائلاً:«مش هطلع مع مذيعة غير محجبة، ولازم تلبسي الحجاب دلوقتي قبل ما نسيطر، وساعتها هتلبسيه بالعافية ومعنديش مشاكل لو لبستي حجاب تايواني زى بى نظير بوتو».

مقدمة البرنامج السكندري أوضحت أن الحلقة ساعدت على كشف حقيقة عبد المنعم الشحات مرشح الإسكندرية الذي سقط في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأضافت: «الشعب المصري متدين بالفطرة وتأخذه العواطف لكل ما هو ديني بحيث لا يدرك المصالح الشخصية من وراء المتاجرة بالدين، وهو ما أردت كشفه في هذه الحلقة».

مذيعة القناة الخامسة المصرية عبرت عن رأيها في موقف الشحات بقولها: «الشحات كان متناقضاً، حيث قال إنه لا مانع من التعامل مع أي امرأة غير محجبة في الحياة العامة، أما أمام الكاميرا فالوضع مختلف وهو ما يظهر حب الظهور الإعلامي بشكل مختلف عن الحياة العادية، وهو ما يعنى وجود نية خفية داخل نفوس السلفيين».

أما عن رأيها في تصاعد دور السلفيين بالبرلمان المصري عقب حصولهم على عدد مقاعد لا بأس به داخله، فأوضحته بقولها: «أعتقد أنهم غير ذوي خبرة سياسية، وأن ما كسبوه من كراسي كان بفعل العاطفة عند المجتمع المصري، والدورة البرلمانية الحالية ليست الأخيرة وسوف تكشف هذا التيار مثلما كشفته، وسوف يعرف الجميع من يخدمه ومن الذي يستغل عواطفه لمصلحته الشخصية».

وحول موقفها من ترشح القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل لرئاسة مصر، علقت:« أنا إعلامية لابد أن التزم الحيادية ولست ضد ترشحه ولا معه ولكن قناعتي الشخصية أن مصر لا يحكمها سوى مدني ديمقراطي».

رأي إيمان الشخصي في الحجاب ذكرته في حوارها مع «Gololy» قائلة:« الحجاب ليس حجاب الرأس، بل حجاب العقل والقلب، فهناك من المتبرجات من تساوي ألف رجل والعكس أيضاً، وهناك من ترتدي الحجاب بناءاً على رغبة زوجها أو أهلها، وهى غير مقتنعة، وحتى النقاب هناك من ترتديه لإخفاء ندبات أو جراحات بالوجه، وهناك من ترتديه اقتناع، فهي مسألة تخص كل فتاة على حده».

ورغم ما واجهته المذيعة الشابة من انتقادات حول هذه الحلقة، أكدت أنها لن تتردد في إعادة نفس الموقف بأي من حلقات برنامجها، مشيرة إلى أن ذلك يتوقف على حسب ظروف الحلقة، وأهميتها، وقالت :«لن أتردد في التفاني في عملي والتزام الحيادية، طالما كان ذلك يخدم الرسالة الإعلامية في توضيح الأمور، لأنني فعلت ذلك عن قناعة شخصية ولم يجبرني أحد».