البرلماني زياد العليمي ليس فرداً، يتصف بطول اللسان، وبكراهيته الشديدة للجيش والعقيدة، وانبهاره بالنموذج الأمريكي الأوروبي، وإنما هو رمز من بين رموز كثيرة تأمركت. وباتت تعتنق هذا المنهاج السيء، في نظرتها لقواتنا المسلحة وتراثنا الحضاري؛ لكون أنه منهاج مُربح، ويدر على أصحابه مكاسب لا حصر لها، والدليل على ما نقوله أنهم يفعلون كل شيء، بما في ذلك سب مقدسات الوطن والأمة، وتجاهل كل الخطوط الحمراء، وعلى الرغم من ذلك يتم احتضانهم قبيل الثورة وبعدها لأجل عيون واشنطن.
ومن هُنا لم نستغرب عندما رأينا أعداد من المتأمركين –المنبهرين بالنموذج الأمريكي- يعودون من واشنطن مع تفجر ثورتنا، وتفتح لهم الإدارة الأمريكية فروعا لمراكز ومنظمات كانوا يعملون بها هناك، ويتخذ منهم رؤساء حكومات ما بعد الثورة في مصر مستشارين، وخلاف ذلك من المناصب، وأمامنا نموذج الدكتور عمرو حمزاوي.
كما يتم استدعاءهم من قبل من يديرون وطننا ليشاركوا في حوارات ومناقشات فكرية وسياسية، وكل ذلك يجري من أجل مرضاة الأجهزة الأمريكية على حساب سيادة مصر وكرامتها.
ولكن منذ عدة أسابيع بدأ المجلس الأعلى للقوات المسلحة البطل، يخرج على تلك السياسات التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود مضت، وبدأ يضع تلك الشخصيات تحت الميكرسكوب، وكانت أهم وأخطر القضايا التي حاصر من خلالها تحركات المتأمركين بمصر، هي قضية التمويل الأجنبي، التي أعلنت مصادر قضائية أنها ستطول ثلاثمائة جهة إعلامية ومنظمة وشخصية سياسية.
ومن هنا جن جنون المتأمركين، ومن على شاكلة زياد العليمي، وكثفوا من حملتهم ضد جيشنا وقياداته، ودخلت معهم على الخط دوائر أمنية واستخبارية أمريكية، ولكن خير أجناد الأرض قرروا وعندما يقررون لا راد لقرارهم إلا الله سبحانه وتعالى.
واللافت للانتباه أنه بينما كان زياد ومن على شاكلته يتلقون دعوات ويحصلون على جوائز من دوائر أجنبية في أوروبا وأمريكا، على أساس أنهم من فجروا الثورة بمصر، لمجرد أنهم ظهروا وتحدثوا فوق شاشات الجزيرة أو سجلوا مقاطع فيديو على اليوتيوب.
وكان الثوار الحقيقيون وأسرهم يتصدون لرصاصات الغدر المباركية بصدورهم، ويستشهدون في سبيل الله والوطن، وكانوا أيضا يعانون للحصول على مستحقات الشهداء والجرحى، يعانون من روتين الدوائر الرسمية في الدولة.
ويشدنا هنا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وعلى الرغم من دفعهم أعمارا طويلة من أعمارهم خلفهم القضبان، وتعرضهم لأعمال تعذيب لا يتحملها بشر، فإنهم خرجوا وانخرطوا فور خروجهم في فعاليات الثورة، ولم يفكروا في الانتقام ممن عذبوهم حتى الموت، وإنما وقفوا مؤيدين للشرطة والجيش والعقيدة لأجل مصر وأمنها، بعيدا عن تصفية الحسابات أو الانتقام، مؤمنين بالآية الكريمة التي تقول: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن ،فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ".
إذن هؤلاء هم الثوار الحقيقيون، الذين رد الاعتبار لهم شعبنا العظيم وجعلهم أئمة وقادة، وانتخبهم ممثلين له في البرلمان وبأغلبية كبيرة.
أما أصحاب زياد العليمي فوصل منهم للبرلمان من يعدون على الأصابع، بينما ظلت البقية تتسكع على الندوات هنا وهناك وتفتعل معارك وهمية، وتحاول تعطيل وشل العمل بالوطن بمشاركة الفلول وما يرسلونه من بلطجية تمارس عمليات قتل وحرق.
إن جيشنا الذي أصدر مجلسه الأعلى بيانا وأرسل خطابا للبرلمان، أعلن خلاله أنه يتطلع لقرار البرلمان تجاه النائب البذيء المتهم بسب السيد المشير القائد محمد حسين طنطاوي،لم يكن يعبر عن نفسه عندما بعث بالخطاب وإنما كان يعبر عن إرادة جماهير الشعب المصري، التي فجعت بما استمعت وشاهدت.
وعبرت عن ذلك في الآلاف من البلاغات أمام النيابات المختلفة للمطالبة بمحاكمة العليمي ورفاقه، ومن هذا المنطلق فإن البرلمان إن لم يقم بدوره، فإن كل من يتهاون بتلك القضية سيدفع ثمنا باهظا، ورجال جيشنا قادرون على أخذ حقهم بالقانون. * * * * قريباً .. عودة العلاقات بين القاهرةوطهران يلتقي الدكتور كمال الجنزوري خلال الأيام القليلة المقبلة، بأضخم وفد استثماري إيراني يزور القاهرة منذ قيام الثورة الإسلامية بطهران، قبيل أكثر من 30عاما، وذلك بعد أن قررت الحكومة الإيرانية ضخ خمسة مليارات دولار كبداية في شرايين الاقتصاد المصري، بدون أية شروط.
ويجيء هذا التحرك بعد أيام قليلة من حوار مهم أدلى به القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة، وأكد خلالها أن بلاده جاهزة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة على مستوي السفراء وبشكل فوري، إذا ما أعلنت القاهرة استعدادها لهذا التطور.
وكانت قدا طرحت عدة طلبات بالبرلمان المصري لعودة تلك العلاقات المصرية الإيرانية، تناقشها اللجان المختصة الآن.
وقال مجتبي أماني، القائم بالأعمال الإيرانيبالقاهرة في حواره مع التلفزيون المصري: إن بلاده تضع كافة إمكاناتها تحت تصرف القيادة المصرية،كما أنها تتطلع لتعاون اقتصادي واستثماري وتجاري وزراعي وسياحي مع مصر، بشكل شامل في جميع المجالات، مؤكدا أن طهران ستدعم مصر من أجل مواجهة الابتزاز الأمريكي لها.
وقد استقبل أبناء شعبنا في مصر تلك التصريحات الإيرانية بقبول حسن، وتكفلتها بالفعل قوى سياسية وعناصر ناشطة، وباتت تضغط على من بيدهم الأمور لإعادة العلاقات كاملة مع إيران.
وبات السؤال المطروح من قبل جماهير الشعب المصري الآن: إلى متى يواصل القائمون على الأمور في مصر تجاهل المبادرات الإيرانية من أجل تحسين العلاقات مع القاهرة ؟ وهو تجاهل لأسباب معلنة غير مقنعة، لاسيما أن طهران تقيم علاقات جيدة مع كافة دول المنطقة بما في ذلك الدول التي بينها وبين إيران خلافات حدودية.
وتجيء تلك التطورات في ظل حصار غير معلن مفروض على مصر منذ شهور تقوده الولاياتالمتحدة، وتشارك فيه دول أوربية وعربية، وهذا الحصار يستهدف إجهاض ثورات الربيع العربي،وفي مقدمتها ثورة شعبنا العظيم في مصر ،أو توجيهها لخدمة الأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، إثر رفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة الرضوخ لمخططات واشنطن، وإصرارها إلى جر الثورة المصرية لخندقها، ضد تطلعات أبناء الشعب المصري.
هذا الحصار والذي شكى منه مرارا الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء، وقال: إن دولا عربية وعدت مصر بدعمها وتخلت عنا، وإن واشنطن ترهب جميع الأطراف العربية؛ لكي لا تدعم الثورة المصرية.
لذا ترمي إلينا إيران في مصر بطوق نجاة من خلاله يستطيع من يديرون شئون بلادنا أن يحافظوا على التعامل بندية مع مختلف دول العالم، وأن يحافظوا على تحقيق مطالب الثورة المصرية، بعيدا عن التدخلات الأجنبية في شئون وطننا العظيم مصر.
ومع تطلعنا للأشقاء في منطقة الخليج وثقتنا في أنهم لن يتركوا القاهرة تحاصر من قبل الولاياتالمتحدة وحلفاء لها؛ لأنه إذا سقطت مصر ستسقط المنطقة برمتها، نناشد في شبكة الإعلام العربية "محيط" البرلمان المصري، أن يبادر بإصدار قرار عودت العلاقات المصرية الإيرانية على الفور؛ لأن هذا القرار مطلب شعبي عارم.
وكما يرى الخبراء فأن عودة العلاقات المصرية الأيرانية الي طبيعتها ستكون بمثابة نهاية للضغوط الأمريكية على القاهرة، وانتصارا هائلا للثورة المصرية. ** * * ولنا وقفة - كشف النائب محمد البلتاجي عن وجود تقارير رقابية تؤكد أنه لا يزال يتم صرف مخصصات مالية ل46 شخصا يمثلون طاقم سكرتارية الرئيس السابق محمد حسني مبارك تنقلوا معه من شرم الشيخ إلى مكان وجوده في المركز الطبي الآن، وبالطبع تلك معلومات خطيرة إن صحت، ونتمنى من السادة المسئولين أن يوضحوا لنا مدى حقيقتها، ومدى قانونيتها، لأنه تثير الشارع وتمثل نوع من الاستفزاز والتحريض، والطعام الذي يقتاته أمثال النائب البذيء ويحرضون من خلاله الثوار ضد الجيش.
- أوصت لجنة الشئون الخارجية برئاسة الدكتور عصام العريان أمس بضرورة قيام وزارة الخارجية بمخاطبة سويسرا لكي تبين أسباب مواصلة اعتقالها للاجئ السياسي الأستاذ الدكتور العقيد محمد الغنام منذ عام 2007م وحتى الآن حتى يمكن استرداده وعودته إلى مصر، ونتمنى أن تتحرك وزارة الخارجية لوضع حد لهذا الاعتقال الذي تم من قبل المخابرات السويسرية بشكل غير قانوني لا لشيء إلا لأن الغنام رفض أن يعمل لصالحها ضد العرب والمسلمين بهذا البلد.
- قام وفد ليبي رفيع المستوي برئاسة ناصر محمد علي الفاتح بزيارة القاهرة نيابة عن المجلس الليبي الانتقالي وقدم اعتذارا لمصر عن هدم تمثال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مدينة بنغازي بليبيا، وقام الوفد بزيارة ضريح عبد الناصر ، كما وعد الجانب الليبي بإطلاق اسم عبد الناصر على المنطقة التي كان يوجد بها التمثال، وبناء تمثال بديل لناصر. وهذا أقل واجب يمكن أن يقوم به ثوار ليبيا في مواجهة تلك الفعلة التي نفذتها عناصر منفلتة غير مسئولة، وفاء لقائد كان دوما يجتهد لصالح شعبنا وأمتنا.
- لاحظنا أن وفد الكونجرس إلى جانب وفود أوربية بدأت تغير من تكتيكاتها في التعامل مع من يديرون وطننا، وباتت تتودد إليهم، وتردد مقولات احترامها لسيادة مصر وقضاة مصر، بالنسبة لقضية المنظمات، ونتمنى أن يكون ذلك عودة من واشنطن وحلفائها إلى رشدهم، وليست أمور ثعالب.