انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الخميس أعمال الدورة 89 لمجلس الاقتصادى والاجتماعى العربى على المستوى الوزارى برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانى نقولا نحاس، وحضور الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى. وفى بداية أعمال الدورة تحدث سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة الأعمال والتجارة القطرى الذى ترأست بلاده الدورة الماضية للمجلس فاستعرض الانجازات التى تمت خلال فترة رئاسة قطر للمجلس على الصعيد الاقتصادى والاجتماعى العربى، مؤكدا أهمية اجتماعات الدورة الحالية التى تعقد فى ظل ظروف جديدة يمر بها العالم العربى. وقال الخاطر أن التغيير الذى يجتاح العالم العربى حاليا يحتم علينا أن نطرح أجندة عملية مواكبة لهذا التغيير ومعبرة عن طموحات الشعوب العربية فى التعاون الاقتصادى والتجارى . ومن جانبه تحدث وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانى نقولا نحاس فأكد على ضرورة التوجه العربى السريع لوضع أسس عمل اقتصادى وتجارى حديث يخدم رفاهية وكرامة المواطن العربى. وأكد أهمية الاجتماع وجدول أعماله الذى يتضمن مواضيع اقتصادية واجتماعية غاية فى الأهمية من بينها التحضير والإعداد لقمة الرياض الاقتصادية المقرر عقدها فى يناير القادم. وشدد الوزير اللبنانى على ضرورة إسهام المجلس فى العمل على تقدم و رقى شعوبنا العربية . وألقى نبيل العربى كلمة أكد فيها على الدور المحورى الذى يقوم به المجلس الذى يضع نصب عينيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية . وقال العربى ان هذه الدورة تعقد وسط تطورات هامة تشهدها بعض الدول العربية التى تسعى للقضاء على الفقر والبطالة والارتقاء بالصحة والتعليم والإسكان وصولا لتحقيق الحرية والعدالة. وأضاف أنه رغم ذلك فان هناك عقبات تعترض بعض الدول..الامر الذى يتطلب التدخل السريع لتوفير الدعم اللازم لهذه الدول لتحقيق رغبة شعوبها وتطلعها لحياة كريمة.
وأشار الى أنه تجرى الان دراسات لتطوير منظومة العمل العربية.. داعيا الى تفعيل وتنفيذ قرارات القمة الاقتصادية فى دورتيها الاولى والثانية بالكويت وشرم الشيخ . وأكد أهمية دعم المجالس الاقتصادية المتخصصة للقيام بدورها فى المجالات المختلفة معتبرا أن المجلس الاقتصادى والاجتماعى هو المرجعية لكل هذه المجالس والهيئات. وشدد العربى على أهمية التحضير الجدى لقمة الرياض الاقتصادية المقبلة لتكون قراراتها معبرة عن طموحات شعوب المنطقة..مشيرا الى أن الامانة العامة بدأت بالفعل التحضير لهذه القمة واعداد الملفات الخاصة بها. وأوضح العربى أهمية التكتلات فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.. داعيا الدول التى لم تنضم الى منطقة التجارة العربية الكبرى الى المسارعة فى الانضمام اليها.. وقال ان دعم مشروعات النقل والربط البرى والبحرى والسككى العربى أصبح ضرورة لقيام تعاون عربى حقيقى وفاعل. وشدد على ضرورة اشراك الشباب والمرأة والقطاع الخاص فى عمليات التنمية.. داعيا الى التحضير الجيد للمؤتمر الاقتصادى العربى المقرر عقده هذا العام والخاص بمتابعة تنفيذ الاهداف التنموية للالفية . وقال العربى ان الظروف التى تمر بها بعض الدول العربية يحتم علينا دعم هذه الدول سعيا الى تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع مستوى المعيشة ..وأتمنى أن تحقق أعمال هذه الدورة النتائج المرجوة منها . وتحدث وزير التجارة فى الحكومة الليبية الانتقالية أحمد سالم الكوشلى فأشار الى أن أعمال الدورة الحالية للمجلس تعقد وسط تغيرات كبيرة شهدتها المنطقة ولا تزال ومن بينها ليبيا . وقال انه لفخر عظيم لليبيا أن تكون حاضرة اليوم بعد أن من الله علينا بالنصر ودحر نظام فاسد جثم لسنوات فوق صدور الشعب الليبى. وأضاف /أن ليبيا بدأت الان مرحلة جديدة لتنفيذ برامج من شأنها إعادة الإعمار والبناء وإقامة دولة حديثة تقوم على مبادىء العدالة الاجتماعية وسيادة القانون واستيعاب شباب الثورة بمؤسسات الحكومة والمؤسسات الخاصة للمساهمة فى انجاز المشروعات المختلفة. وأوضح أن الشعب الليبى قدم تضحيات جسيمة من شهداء ومصابين من أجل تحقيق هذه النصر.. مشيرا الى أننا بحاجة لتضافر الجهود لمعالجة التداعيات السلبية التى ترتبت على هذه التضحيات . واشار الى أننا بحاجة الى وقفة جادة فيما يتعلق بالامن العربى المشترك وهو ما يتطلب من الجميع التعاون والتكاتف لتحقيق وانجاز كافة المشروعات التى من شأنها تحقيق طموحات الشعوب العربية. وقال ان الحكومة الليبية سوف تستضيف المؤتمر الثانى للتعاون الصناعى فى اطار منتدى التعاون العربى التركى والمقرر عقده فى طرابلس يومى 7 و8 من مايو القادم والمخصص لبحث إعادة إعمار القطاع الصناعى المدمر فى ليبيا.