تحت عنوان "إحياء مكتبة آشور بانيبال بالموصل وتسليمها الإصدارات المصرية" أقيمت ندوة تحت رعاية مكتبة الإسكندرية والهيئة العامة للكتاب برئاسة د.أحمد مجاهد، حضر فيها من جامعة الموصل د.علي الجبوري، وأحمد صلاح زكي ممثلا عن هيئة الكتاب ودار الحوار حول تاريخ المكتبة وخطة إعادة إحيائها بالإضافة إلى مساهمات المكتبات والمؤسسات المختلفة بالكتب بهدف وصولها إلى مائة ألف كتاب. دار الحديث في البداية عن مكتبة "آشور بانيبال" بالموصل وخطة إحيائها وتحويلها لمكتبة كبرى في العراق، والهدف الآن هو الوصول إلى مائة ألف كتاب تم جمع جزء منها من جامعة أم القرى، وإمارة دبي وكثير من المؤسسات الثقافية والمثقفين بمصر والدول العربية. وفى إطار أنشطة وفعاليات معرض الكتاب تبدأ حملة واسعة لإهداء مطبوعات مؤسسات مصرية منها الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب المصرية ومكتبة الإسكندرية، وأفراد وشخصيات عامة منها أسرة الأديب محمد عفيفي مطر والتي قررت تكريمًا للعراق إهداء مكتبته كاملة، كذلك إهداء دار الهلال من الأستاذ حلمي النمنم بالإضافة إلى أفراد من المثقفين. تحدث د. علي الجبوري المشرف عن المكتبة بالموصل في تقرير موجز عن مشروع تطوير وإحياء المكتبة الذي بدأ عام2000 وبدأ العمل بها ولكنه توقف في عام2003 بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق، وفي2007 عاد التفكير في استئناف المشروع وبدأ بجمع التمويل اللازم وتبنت ذلك الأمر وزارة البحث العلمي بهدف أن يكون مركزًا علميًا وثقافيًا على غرار مكتبة الإسكندرية. وفي فكرة بسيطة عن المكتبة ذكر الجبورى أنها سميت نسبة إلى آشور بانيبال آخر أشهر ملوك الإمبراطورية الآشورية الحديثة وكان الملك مولعًا بالرياضة والعلم، لذلك أحاط بلاطه بمجموعة من الكتبة والعلماء والأساتذة لتأسيس مكتبة داخل نينوى وأرسل الكتاب والنساخين لتأسيسها حتى احتوت مجموعتها على آلاف من ألواح الطين، التي كانت تشوى وتجفف لتكتسب الصلابة وعليها نصوص مسمارية نسبة كبيرة منها باللغة الآكدية ضمت وضوعات مختلفة وكان ذلك في القرن السابع قبل الميلاد. وأضاف أن نينوى دمرت في612 قبل الميلاد عندما تحالف البابليين والسكوثيون والميديون وأضرموا النيران في قصر الملك فطال الحريق الهائل المكتبة مما أدى إلى تذويب كثير من ألواح الطين وتم العثور على بقايا من المكتبة تقدر ب30 ألف نص مسماري في مختلف العلوم التاريخية والاقتصادية في موقع حفر أثري في نينوى القديمة عاصمة آشوريا والتي بنيت عليها مدينة نينوى الحالية في شمال العراق. ونتيجة للحفظ والاستخدام السيئ لبعض من بقايا المكتبة المتبقية لم يتمكن علماء الآثار من ترميم معظمها، وأغلب هذه الاكتشافات قد تمت من قبل الرحالة وعالم الآثار البريطاني أوستن هنري لايارد الذي نقل معظمها إلى إنجلترا لتعرض في المتحف البريطاني في لندن. وفي الوقت الحالي قال د.الجبوري أن كلية الآثار بجامعة الموصل قد باشرت الاهتمام بالقصر والمكتبة وهناك أمل في إيجاد باقي الألواح التي لم يتلفها الحريق في احتمال أن باقي المكتبة موجود في أجزاء من القصر لم تكتشف بعد. وأخيرًا قال إن كل ما هو موجود من كتب ومخطوطات نادرة سوف يعرض لجمهور المكتبة، وقد أخبر بذلك د.خالد عزب وأكد أن كل ما يمكن جمعه من كتب ستكون جاهزة للطلبة والباحثين العراقيين، فهذا مشروع عالمي ويحتوي أيضًا على أجنحة خاصة للأساتذة الأجانب الذين يودون العمل في المشروع وأضاف إننا نأمل خلال 3سنوات أن يكون المشروع قد انتهى بشكل نهائي خاصة مع كل الجهود التي قدمتها وتقدمها مكتبة الإسكندرية والتي هي الأساس والنواة لمكتبة الموصل. وعلق المستشار العراقي عبد الرحيم شويلي على مبادرة مكتبة الإسكندرية فقال إنها مبادرة من أشقائنا المصريين الذين تعودنا منهم على المبادرة ستؤسس علاقة بين مكتبة آشور ومكتبة الإسكندرية كما كانت في القديم في شمال الموصل فتوأمة المكتبتين بجهود مشتركة ثمرتها واعدة بلا شك. وأضاف قائلا إن مكتبة الإسكندرية مركز لامع للبحث والإنتاج على مستوى الشعوب والحضارات ونافذة العالم على مصر كما هو نافذة مصر على العالم وتمنى أن يتكرر التعاون الثقافي سواء في مصر أو العراق. من جانبه أعلن أحمد صلاح زكي عن دعم مباشر من محسن بدوي من مركز عبد الرحمن بدوي للإبداع يهدي فيه الأعمال الكاملة للفيلسوف العظيم.