يوحي وضع الاقتصاد الكلي وحالة عدم اليقين في المشهد السياسي باحتمال استمرار التوقعات الحذرة بشأن العقارات التجارية في العام 2012 ، حيث يتوقع تقرير حديث عوائد تنافسية محسوبة للقطاع مع اتخاذ المستثمرين قرارات أكثر حذرا. ووفقاً لتقرير جديد من "سي بي آر إي" للأبحاث، "نظرة على السوق" في نسخته الدولية إلى استمرار الأداء الجيد لأصول العقارات العالية الجودة في المواقع الرئيسية مقارنة بالعقارات الثانوية، في حين تشهد تنافسية عالية مقارنة بفئات الأصول الأخرى.
وقال ريموند تورتو، كبير الاقتصاديين الدوليين في سي بي آر إي: "لا شك أن حالة عدم اليقين التي نعيشها اليوم ستؤدي إلى حالة مماثلة من عدم اليقين في التوقعات العقارية.
ولكن من المهم إدراك أن التصورات بشأن قدرات التضخم والتحوط في العقارات الأساسية تحمل في طياتها عنصر جذب للمستثمرين، وأن العقارات التجارية سوف تقدم عوائد تنافسية محسوبة المخاطر متصلة بالعديد من فئات الأصول الأخرى في العام 2012. "
ويتوقع التقرير أن يستمر الشاغرون خلال عام 2012 بتوخى الحذر في قراراتهم ، وأن الطلب على المساحات ستظل معتدلة. لذا سيتبنى المستثمرون في أوروبا والولايات المتحدة مزيداً من الاستراتيجيات الدفاعية، مع التركيز على المباني ذات الجودة العالية في المواقع الرئيسية داخل الأسواق الأكثر سيولة وشفافية.
وسيؤدي الافتقار إلى عمليات البناء الجديدة في العديد من الأسواق على مستوى العالم إلى تعزيز أداء العقارات في المواقع الرئيسية.
وأضاف تورتو: "يؤدي نقص الإمدادات الحالية في العديد من الأسواق الرئيسية اليوم إلى آثار إيجابية على المدى الطويل لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، حتى في فترات النمو الاقتصادي الغير طبيعية".
وتعليقا على وضع السوق الأوروبية، قال بيتر دامسيك، كبير الخبراء الاقتصاديين لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في سي بي آر إي: "سيتم خلال الظروف الاقتصادية الأكثر صرامة للعام 2012 دعم العقارات الأوروبية في المناطق الرئيسية، والتي أظهرت مرونة خلال السنة المضطربة الماضية، وذلك من خلال نقص الإمداد بوحدات عقارية جديدة على نطاق واسع."
ويشير التقرير إلى أن استراتيجيات القيمة المضافة الاستثمارية تعتمد بشكل مباشر على نمو أو تعافي الاقتصاد، ولذا، فمن المرجح أن تكون أقل شعبية وسط هذه البيئة. ونتيجة لذلك، سوف تستمر العقارات الثانوية بالأداء المتدني من وجهة نظر استثمارية.
وسابقا، كانت قوة الأفق الاقتصادي لآسيا تعني أن المستثمرين هناك أكثر عدوانية. لكن تحليل سي بي آر إي يشير إلى أنه في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين ومخاوف التأثيرالعالمي لتباطؤ الاقتصاد في أوروبا، بالإضافة إلى النمو البطيء في أمريكا، أدى إلى اتخاذ المستثمرين في أسواق كثيرة في جميع أنحاء آسيا قرارات أكثر حذراً.