أكد المستشار عبدالله أدقش، خبير العلاقات السودانية المصرية ، مقرر اللجنة التأسيسية للمؤتمر التأسيسى الاستراتيجى المصرى السودانى للتعاون الاقتصادى والاجتماعى، أن العلاقات المصرية السودانية ثابتة وذات بُعد تاريخى وتواصل ويكن الشعبان لبعضهما كل الحب والإخاء، مشيرا إلى أن النظام السابق تعامل معهم بكل تعنت وإقصاء لمشاريع الإنماء والإخاء، والتى كان آخرها عام 2004 من السماح لأي من المواطنين المصرى والسودانى الدخول إلى البلاد عن طريق الوثائق الرسمية وفقط بدون التأشيرات أو التعقيدات الحدودية والتى كانت ستسهم وقتها فى تفعيل الاستثمار العام بين البلدين. وبمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسى الاستراتيجى المصرى السودانى للتعاون الاقتصادى والاجتماعى يوم 6 مارس؛ لإعلان المجلس الاستراتيجى المصرى السودانى، قال أدقش في حواره مع "شبكة الإعلام العربية (محيط): الآن نحن أمام مشروع النهضة الكبرى المبشر بالخير والنماء للبلدين نقوم بحشد القرار السياسيى المصرى لتفعيل "المجلس الاستراتيجى" للعمل على زراعة مساحة 3 ملايين فدان، سيقوم بدوره بالقضاء نهائيا على الكثير من المشكلات الاجتماعية التى فتكت بالشعب المصرى السودانى، من تشغيل الشباب واستغلال الأيدى الماهرة وتنشيط السوق الحرة المصرية السودانية. ما دور رجال الأعمال في زراعة ال3 آلاف فدان التي أعلنتم عنها؟ هذا المشروع هو واجب قومى ووطنى لانه سيكون المعبر الى التكافل والاكتفاء الذاتى فى فترة لاتزيد عن اربع سنوات ستكون مصر مصدر عالمى بعد الاكتفاء الذاتى الشامل لكل من المحاصيل الاتية من الفول والذرة والقمح والاعلاف وغيرها ، فاننا الان نستور أكثر من 70% من احتياجاتنا الاستهلاكية فى مصر، وهذا مؤشر خطير جدا على الدولة المصرية وهذا كان نتاج الادارة السابقى التى فشلت على المستويات التنموية للبلاد، وأنا الان اقوم بمراسلة الأحزاب وقادتها ورجال الاعمال والمستثمرين ورئيس مجلس الشعب والوزراء والمحافظين. وما رؤيتك لتنمية الثروة السمكية؟ بالنسبة للثروة السمكية والحيوانية، فإن النظام السابق قتل مشروعا لنهر النيل والبحيرات السمكية وناصر والنيل وروافدة لإنتاج ما يكفي من الأسماك لكل بيت مصرى ويفيض وبما يفتح آفاق التصدير إلى الدول المجاورة وأوروبا، وهذا شيء يدعو للأسف فعلا؟ لكن التكامل الغذائي مع السودان ليس من أجل الثروة السمكية، ولكن من أجل اللحوم؟ نعم، تقدمنا بمشروع لفتح مجازر على الحدود المصرية السودانية لفتح سوق جديدة للحوم الحيوانية للقضاء على أزمة استيراد اللحوم الهندية التى تحمل إلينا أمراضًا وديدان وأوبئة من الدول الأجنبية، ومن خلال هذا المجزر سيصل سعر كليو اللحم إلى البيت المصرى ب20 جنيها فقط، لكن المشروع رفضته هيئة الطب البيطرى المصرية؛ لأن مدير الهيئة كان يمتلك مجزرا بالهند، وكان يورد لمصر صفقات لحوم بالواسطة والمحسوبية، وهو ما أنهك مصر اقتصاديا واجتماعيا وصحيا. وما توقعك لموقف القيادة المصرية من هذا المشروع؟ نحن نقدم إلى مصر هذا المشروع ونحن واثقون من أن قلب العروبة ومركز العلم والفكر لن ترجع إلى الخلف مرة أخرى، وستوافق عليه، بل سيعم الخير على العالم العربى الإسلامى من خلال مشاريع النهضة الحديثة بين البلدين ومن خلال مد جسور التواصل وفتح الحدود للمستمرين المصرين والسودانيين وتبادل البعثات والخبراء. وما الدور العربي الذي ترجوه في هذا الإطار؟! نحن نعول كثيرا على الدور العربى لتنمية وادى النيل وإنجاح مشروعات الاكتفاء الذاتى، ولذلك فمن المقرر أن تشارك فى المؤتمر دولة قطر والسعودية والإمارات والكويت بفاعليات اقتصادية تأكيدا لأهمية الدور العربى فى تنمية وادى النيل. ما العراقيل التى تواجه مثل هذه المشاريع الكبرى؟! الآن ليس هناك أي خطوط حمراء تقف أمام الوحدة والتعاون المشترك فى صالح البلاد والوصول للاكتفاء الذاتى من الغذاء، فلقد قام النظام البائد بقطع كل أطروحة للمشاريع المشتركة والتى أوصلت العلاقة إلى نفق مسدود؛ ولكن مع مصر الثورة، فإننا أمام مستقبل مشرق، خاصة في ظل حب القيادة للشعوب، وهذا العنصر هو الذى يعطى للمشروعات القومية دفعة الإصرار بهدف الوصول إلى رفاهية الشعوب، ومصر الثورة لفتت الأنظار إلى الدور لفعال مع ملف مصر الإفريقى لأنها قضايا كانت فى الماضى مشاكل بسيطة تنتهى بمجرد زيارات للمسئولين لإزالة أي احتقان سياسيى بين البلاد. في ظل الأزمة المالية في مصر.. ما اقتراحك لتمويل مثل هذا المشروع؟ اقترح أن يتم استغلال الأموال المصرية المهربة للخارج فى التوظيف القومى لمشاريع الاكتفاء الذاتى من الغذاء، والتى ستشعر المواطن المصرى بالرضا وبأن حقوقه لم تضع لأن هذه الأموال حقه وأنها اخرجته إلى النور من جديد بعد أن كان أمام عصابة امتصت خيرات البلاد ولم تترك للشعب المصرى شيئا. وأضاف: رأينا اللجان الشعبية وهى تعمل على حماية الداخل أثناء الثورة، وكان هذا مؤشرا قويا إلى أن الطاقة البشرية التى تتمتع بها مصر، فالشباب الذى أرى أن الدولة لم تستغله بعد الثورة هو بالفعل الذى يستطيع العبور إلى النهضة الكبرى لأم الدنيا "مصر"؛ لأننا تعلمنا من مصر الثورة على الاحتلال والظلم فمصر، هى التى انارت العالم العربى طريق الاستقلال والوحدة ان الذى يرطنا هو " الدين واللغة والعادات والقيم والتقاليد والموقع المتصل جغرافيا فنحن نسيج واحد ومصير مشترك ".