أحسسنا لأول مرة بالفخر والعزة واسترداد الكرامة وتذكرت قول الله تعالى "يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك وهو على كل شيء قدير" فقد حدث ما لا يتصوره عقل أو يتخيله بشر فمن كان يفكر ولو للحظة أن يرى مجلس الشعب بدون فتحي سرور أو مصر بدون مبارك فلأول مرة نتنفس هواءا خاليا من التلوث السياسي الذي شهدته مصر على مدى ثلاثين عاما . مع أن بالطبع لم تتحقق كل الأهداف التي نسعى إليها جميعا لنرى مصر منارة لكل العالم يشع منه نور الحرية والديمقراطية ولم ينتهي الفساد بشكل كامل ولكن هناك أمل في بزوغ فجر جديد يحلم به كل مصري لاستعادة روح أكتوبر وروح الانتماء والحفاظ على حقوق الشهداء ومسح دموع كل أم فقدت أبنها من أجل مصر . كل ما نتمناه أن يتحد كل المصريين بكل الفئات والأعمار والاختلافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية لكل نبني مصر الجديدة ولا ننساق وراء الفتن التي تنال من حريتنا وتسعى لتدميرنا لتحقيق مآرب لا تمت لمصلحة الوطن بشيء فكلنا نعيش على أرض واحدة وهدفنا واحد الأمن والأمان والحرية والكرامة الاجتماعية وان يكون لكل شاب وفتاة مستقبل مشرق وعمل شريف وحياة كريمة دون وساطة ودون فساد، وعذراً لمن سيختلف معي في الرأي فكلنا مصريين ولا يهمنا إلا مصلحة مصر، فقد سئمنا من كثرة الانتقادات الموجهة للإسلاميين قبل أن يقوموا بأي شيء أو يبرهنوا على حبهم الشديد لوطنهم دون تمييز طرف على آخر فالإسلام دين وسط ويحترم الجميع فلا يجب أن نحبطهم أو نقلل منهم فقد أثبتوا أنهم الأفضل من ناحية التنظيم واكتسبوا حب الناس وقد وضع الشعب ثقتهم فيهم . ولو إني كنت أرغب أن تكون خدمة الناس بعيدة عن لعبة الكراسي السياسية فالشعب يريد شخصيات تحس به وبآلامه سواء إخوان أو سلفيين أو غيرهم فكلنا شعب مصر، وبعد أن رأيت جلسة اليوم يغمرني الأمل في غد أفضل يشمله العدل والمساواة فلنعطي لأنفسنا فرصة لكل نتمم ما قام به الشباب المصري الأصيل الذي ضحى بدمه من أجل لحظة حرية، وبالرغم من بعض المناوشات غير المبررة التي شهدتها الجلسة الأولى لمجلس الشعب والتي لا تليق بالمرحلة الراهنة ولم يكن وقتها الحين فمصر في بداية عهد جديد خالي من التزوير والوساطة والاعتقال والتعذيب والتي تحتم أن يتجه الإسلاميين والليبراليين معاً إلى حل مشاكل وهموم الشعب الذي إختارهم، وعدم الانجرار إلى هوة الخلافات الفكرية لأنها بحسب رأيهم لن يتم حسمها ولن تنتهي.
وقد أفرزت المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية المصرية طرفَين متباينَين يُعبّر كل منهما عن شريحة وأفكار مغايرة تماما للآخر، وأوضحت النتائج درجة السخونة التي سيكون عليها البرلمان القادم التي ربما تصل إلى درجة الغليان دون الإنفجار.
الطرف الأول هم الإخوان المسلمون ويمثلهم حزب الحرية والعدالة وشقيقه السلفي حزب النور، أما الطرف الثاني فهم القوى السياسية ذات الإتجاهات غير الدينية (ليبرالية-علمانية-اشتراكية) وتمثلها أغلبية الأحزاب الأخرى.
وكان الستار قد أُسدل يوم الثلاثاء الماضي على المرحلة الأولى من الانتخابات التي شهدت كثافة وإقبالا من المصوّتين غير طبيعي في المحافظات ال9، ولأول مرة عرفت النزاهة والحرية طريقها إلى صناديق الاقتراع بعد خصام دام قرابة ال30 عاماً.
وكان لافتاً فوز الدكتور عمرو حمزاوي ممثلاً للتيار الثاني، تزامن معه فوز دكتور أكرم الشاعر من التيار الإخواني، بينما يتوقع نجاح المهندس عبد المنعم الشحات الذي يخوض الإعادة تحت مظلة السلفيين في الأسكندرية.
يقول الناشط الليبرالي إسلام إبراهيم حسين:"كما هو متوقع فاز الإسلاميين في المرحلة الأولى بالنصيب الأكبر من مقاعد مجلس الشعب..مبروك لهم"، مضيفاً:"هذه هي روح الديمقراطية..احترم نتائجها أيا كانت".
وتابع :"هناك مجالات ضيقة جداً يجد فيها الإسلاميين و الليبراليين بعض التوافق على سياسات نهائية معينة..لا على منهج الوصول لهذه السياسات".
موضحاً:"العمل و الحوار سيكون جزء منه تعاوني و جزء أخر فيه تنافس و إختلاف"، وتابع:" إختلاف الرأي..طالما حر..يولد الإبداع في حل المشاكل الجمة التي تواجه وطننا".
ويري كثير من المراقبين أن مخاوف الليبراليين غير مبررة.
فمن جانبه اطلق الدكتور عمرو حمزاوي مبادرة قال فيها أنه يرفض تكرا نهج النظام السابق في التعامل مع الإسلاميين باعتبارهم فزاعة سياسية.
وأضاف حمزاوى" لا نستطيع أن ننكر الأغلبية الإسلامية، وفى الوقت نفسه الأغلبية الإسلامية لابد أن يكون معهما فى البرلمان أقلية متعاونة تحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، أما البرلمان الذى يسيطر عليه لون واحد فهو أمر غير مطلوب خلال المرحلة المقبلة".
واعتبر حمزاوى أن البرلمان المقبل هو برلمان الدستور، الذى يحمل مهمة كبرى وهو تكوين واختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، كما أن هناك لائحة المجلس الداخلية وصلاحيات المجلس يجب أن تكون واضحة للجميع خلال المرحلة المقبلة.
أمين عام حزب الحرية والعدالة فى القاهرة الدكتور محمد البلتاجى، تحدث بصراحة شديدة حول ضرورة أن تكون هناك حكومة "توافقية"، يتوافق عليها الجميع إخوان وغيرهم، فى البرلمان، لا حكومة حزبية يتحكم فيها حزب واحد فقط.
وحول احتمال تشكيل حزب "الحرية والعدالة" لحكومة الثورة قال:"ستتضمن وزراء تكنوقراط ، وآخرين من الحزب".
ومن جانبه فتح المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين الدكتورمحمود غزلان، الباب على مصراعية للمشاركة في الحكومة من خارج الجماعة بالقول :"على الرغم من أن الحديث عن تشكيل الحكومة كلام سابق لأوانه، وإن فوز الجماعة فى الانتخابات من خلال حزبها الحرية والعدالة، لم يُحسم بعد، فإن إمكانية إسهام الإخوان فى تشكيل الحكومة وارد".
مؤكدا أنه :"فى حال حصول الإخوان على الأغلبية، فإنهم لا يمانعون من طرح أسماء من خارج الجماعة، لأن المعيار دائما هو الكفاءة والأمانة".
من جانبه لم يمانع عضو الهيئة العليا لحزب النور نادر بكار، من المشاركة في حكومة ائتلافية تضم أطياف الوطن، مؤكداً إن نسبة السلفيين فى المرحلة الأولى بلغت 30% وهى نسبة متوقعة.
وحول تشكيل الحكومة عقب البرلمان، كشف بكار عن أن الحزب ليس لديه أي مانع من مشاركة الجميع في الحكومة، ولم يكن لديه مانع قبل ذلك من المشاركة فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى.
وقال بكار انه قدم إلى رئيس الوزراء الجديد، ستة أسماء للترشح على 6 حقائب وزارية، منها وزارات الاقتصاد والتنمية الإدارية، والزراعة، والصحة، والاتصالات، والثقافة، مشيرا إلى أن "النور" مع بقاء حكومة الجنزورى حتى إجراء الانتخابات الرئاسية، وتحديد نظام الدولة، فى الدستور الجديد.
وحول حصد الإسلاميين للنتائج الجولة الأولي من الانتخابات التشريعية، والهجوم الذى انصب عليهم على صفحات التواصل الإجتماعي، اعتبرت الناشطة غادة حمدي، بكالوريوس إعلام، السخرية من فوز الإسلاميين "تطاولا على الدين".
وقالت غادة، التي أكدت أنها لم تعط صوتها لأي من التيارات الإسلامية، إن مطلقي النكات على الإسلاميين :"لا يقبلون نتائج الانتخابات التي أشاد المراقبون الدوليون بنزاهتها وشفافيتها، وتجاوزوا الاختلاف السياسي إلى الخوض في أمور دينية تمس العقيدة ومبادئ الإسلام".
وعلى النقيض من ذلك اعتبرت نرمين عز الدين، مصممة برامج تعليمية في شركة "مالتي ميديا"، هذه النكات "سخرية من الوضع السياسي
وأضافت "لكننا بشكل عام شعب يحب إطلاق النكات، هذا جزء من تكويننا النفسي، لذلك لا أرى أن هذه القفشات بالضرورة تنضوي على سوء نية، كما لا أرى فيها أي إساءة للدين".
وكانت التعليقات الساخرة قد انتشرت على الانترنت عقب انتشار خبر نجاح د.عمرو حمزاوي ونزول المهندس عبد المنعم الشحات في انتخابات الإعادة البرلمانية عن المرحلة الأولى، بسبب المفارقة الكبيرة بين التيار الفكري الذي ينتمي إليه هذا، والآخر الذي ينتمي إليه ذاك؛ محاولين تخيّل شكل برلمان الثورة كله بهذه الشاكلة.
كفانا تشتتاً علينا بالوحدة والعمل من أجل مستقبل مشرق وغد مزدهر لكل المصريين فمصر تستحق أن تكون في قلب كل مصري ولن ينال منها احد مهما قام من زرع الفتن ونشر المفاسد فالله يحميها من فوق سبع سماوات "أدخلوا مصر عن شاء الله آمنين"