تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس احتفال الشعب المصري بذكرى ثورة يناير،كما اشارت الصحف الى تعهد الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسديد كل قيمة الفاقد الناجم عن وقف تصدير حكومة جنوب السودان نفطها عبر موانيء شمال السودان. وأبرزت صحيفتا "الراية" و"الوطن" القطريتان في افتتاحيتيهما اليوم احتفال الشعب المصري أمس بمرور عام على انطلاق ثورة 25 يناير التي فجرها شباب مصر وطالبت بالحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ونوهتا بأن دولة قطر ساندت مصر ووقفت إلى جانب ثورتها . وأشارت الصحيفتان القطريتان إلى أن الساحة المصرية قد شهدت طيلة عام كامل حراكا سياسيا غير مسبوق تجسدت فيه قوة التلاحم الشعبي، دون تمييز بين أبناء مصر، على أى أسس أو معطيات، سواء دينية أو إثنية أو طبقية.. مشددتين على أن هذا الحراك السياسي المتميز ما زال يتواصل حاليا على أرض مصر الذي يأمل الجميع في أن يستكمل مساراته نحو غاياته القاصدة، بما يسهم في تسريع إنجاز كل أهداف الثورة. وقالت صحيفة "الراية" ، إن الشعب المصري قد استعاد بفضل روح الثورة عافيته وعنفوانه، فروح 25 يناير وحدت جماهير الشعب المصري رجالا ونساء ، شبابا وشيوخا، مسلمين ومسيحيين وراء هدف واحد ومطلب نبيل واحد "إنقاذ مصر والمصريين " بعد عقود طويلة من الظلم والفقر وغياب العدالة الاجتماعية واستشراء الفساد والمحسوبية وحكم الفرد والعائلة والحزب ، وهو ما تسبب في خسارة مصر لمكانتها الرائدة ودورها المؤثر في محيطها . وتحت عنوان "الثورة المصرية تحتل موقعا رياديا في مسيرة التغيير"، قالت صحيفة "الوطن" إن الشعب المصري شهد أمس الذكرى الأولى لانتصاره ونجاح ثورته في تحقيق التغيير السياسي الشامل، متمثلا في إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفتح أبواب الحرية مشرعة، ليولد عهد جديد في مصر، عنوانه تحقيق الديمقراطية وإقامة أسس العدالة الحقة وصون حقوق الإنسان، وتجسيد كرامة المواطن المصري، واستعادته الكاملة لحقه الأصيل في صنع حياته، وتجسيد إرادته على أرض الواقع . ورأت صحيفة "الوطن" ، أن حدث احتفال الشعب المصري بمختلف فئاته ومكوناته بالذكرى الأولى للثورة، قد استقطب اهتماما واسعا من قبل المراقبين ، حيث شهدت الساحة المصرية طيلة عام كامل حراكا سياسيا غير مسبوق تجسدت فيه قوة التلاحم الشعبي، دون تمييز بين أبناء مصر على أي أسس أو معطيات ، سواء دينية أو إثنية أو طبقية. طموحات كبيرة
ومن جانبها ، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية ، إن طموحات كبيرة تراود المصريين في الذكرى الأولى للثورة بعد أن استطاعوا تحقيق الكثير خلال عام واحد، إذ تغير وجه الحياة بما أحدثته الثورة من تحولات كبيرة أعطت المجتمع طاقة دفع قوت من عزيمته منطلقا نحو بناء دولة الغد المزدهر.
وتحت عنوان "مصر..آمال في ذكرى الثورة" ، ألمحت الصحيفة الى أنه بمرور عام على الثورة وجد المصريون أنفسهم وقد أنجزوا خطوات مهمة ..موضحة أن المضي في انتخابات مجلس الشعب مثل خطوة أولى على الطريق إلى الأمام خطوة تبعها قيام المجلس العسكري بتسليم السلطة التشريعية لمجلس الشعب المنتخب بعد أن أنجز المصريون انتخاباتهم واضعين بذلك أولى اللبنات نحو بناء دولة المؤسسات والقانون . وأشارت الصحيفة إلى أن الجميع يطمحون إلى إضافة عدد من المكتسبات فيما تبقى قضية استتباب الأمن على رأس الملفات التى يأمل المصريون في إنجازها كما يأملون في تحسن أوضاع الاقتصاد..وتبدو الفرصة مواتية أمام المصريين لاستكمال بقية أهداف ثورتهم وبناء "مصر الجديدة" التى يتمنونها. وأعربت " البيان " عن أملها الكبير في قطف الثمار بعد انطلاق برلمان الثورة ثم وضع الدستور وفي تنظيم انتخابات الرئاسة خلال الشهور القليلة المقبلة ليستكمل الشعب بذلك أهم الخطوات في بناء نظامه السياسي مما سينعكس على مختلف مناحي الحياة ليتحسن الاقتصاد وتزدهر الثقافة والرياضة ويستتب الأمن . وأضافت الصحيفة أن المصريين يأملون في أن تحقق الثورة ما قامت من أجله..طامحين إلى كريم العيش فضلا عما يأملونه من الحرية بعد عقود القمع التي عاشوها في ظل النظام السابق إلى جانب أملهم في عدالة اجتماعية توفر الأمن المجتمعي وتؤمن المستقبل المشرق لهم وللأجيال القادمة. وأكدت الصحيفة الإمارتية في ختام إفتتاحيتها ، أن العبور نحو إعادة بناء الدولة ومؤسساتها هو الذي يجب أن يستأثر بالأولوية في مرحلة ما بعد الثورة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التى تفرض نفسها بعد كل تغيير شامل كما حدث في (25 يناير) العام الماضي.
تجديد الثورة وفي لبنان لم يغب احتفال المصريين بالثورة عن الصحف اللبنانية ، وقالت الصحف الصادرة صباح اليوم الخميس ، إن المصريين جددوا روح ثورتهم المجيدة، وأعلنوا إصرارهم على المضى قدما فى تحقيق الأهداف الوطنية التى حددتها ثورة 25 يناير منذ البداية، مشيرة إلى أن تواجد المصريين فى الميادين العامة أمس بالملايين يعد دليلا على أن "الثورة مستمرة ". وفي هذا الصدد ،أشادت صحيفة "السفير" بالمصريين وبتجديدهم أمس روح ثورتهم، باعتبارها "ثورة مستمرة"، وقالت إن الذكرى الأولى لانطلاق الثورة جاءت بما يخالف توقعات جميع المراقبين، سواء في حجم المشاركة الشعبية، الذي تجاوز مليوني متظاهر، أو فيما يتعلق بمشاركة التيارات الإسلامية ومحاولة فرض سطوتها على ميادين التظاهر، وتأكيد المصريين خيارهم باستكمال الثورة حتى تحقيق أهدافها، وليس مجرد الاحتفال بها كرنفاليا. وأشارت الصحيفة إلى أن فعاليات الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة، بدأ منذ مساء أمس الأول، حيث استبق عشرات الآلاف خطة أعدتها جماعة "الإخوان المسلمين" للسيطرة على ميدان التحرير، قبل توافد المتظاهرين إليه، وتحت أمطار الشتاء النادرة في القاهرة ، نصب المتظاهرون ، الذين توافدوا إلى الميدان بدعوة من القوى الشبابية الثورية، عشرات الخيام والمنصات، قبل وصول عدد من أعضاء "حزب الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، لتركيب منصة الاحتفال بانتهاء الثورة وبدء الحياة النيابية. من جانبها ، نوهت صحيفة "الأنوار" بإصرار المصريين على التظاهر فى الميادين العامة بعد سنة على إنطلاق الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، ونزلت جموع غفيرة أمس إلى ميدان التحرير في وسط القاهرة لتصدح الحناجر مجددا بشعار "إرحل"، لكنه هذه المرة موجه إلى المجلس العسكري الذي تسلم السلطة في البلاد بعد تنحي مبارك. وقالت " الأنوار" ،إن عشرات الآلاف من إسلاميين وليبراليين ويساريين ومواطنين عاديين احتشدوا في ميدان التحرير الذي كان مركز الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك، وهم يلوحون بالاعلام المصرية ويرفعون اللافتات التي تحمل شعارات متنوعة تعكس اختلافا حول ما يعنيه هذا اليوم.
من جهتها ، ألمحت صحيفة "المستقبل" إلى احتفال المصريين من كل التيارات السياسية والشعبية بذكرى ثورة 25 يناير وتواجدهم فى الميادين العامة لإحياء الذكرى والمطالبة باستكمال أهداف الثورة المجيدة، وأشارت إلى أن بعض القوى فضلت البقاء فى الميادين حتى يوم غد الجمعة للمطالبة بانتقال السلطة إلى المدنيين.
قيمة الفاقد
وفي موضوع آخر ، تعهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسديد كل قيمة الفاقد الناجم عن وقف حكومة جنوب السودان تصدير نفطها عبر موانيء شمال السودان للسنوات الخمس القادمة ، في وقت قالت فيه جوبا إنها وقعت اتفاقا مع كينيا أمس يقضي بإنشاء خط ناقل للبترول عبر ميناء "لامو" الكيني . وذكرت صحيفة سودانية انه في نفس الوقت رفعت دولتا السودان والجنوب من استعداداتهما العسكرية على حدودهما المشتركة ، واتهمت الخرطومجوبا بممارسة ضغوط عسكرية عبر دعم المتمردين ، واقتصادية بوقف ضخ النفط عبر أنابيب السودان لإحداث تغيير سياسي في البلاد . ونقلت صحيفة "الانتباهة" الصادرة بالخرطوم اليوم الخميس ، عن مصدر جنوبي توضيحه أن لجنة عسكرية أمريكية خاصة تزور جوبا هذه الأيام سلمت مبلغ 5ر1 مليار دولار قيمة الفاقد للرئيس سلفا كير ميارديت عن شهر يناير الحالي . وكشف المصدر عن إتفاق خاص تم بين جوباوواشنطن تدفع بموجبه الأخيرة تكاليف إيقاف تصدير النفط لمدة خمس سنوات ، والمساهمة بنسبة 40\% في تكاليف إنشاء الخط الناقل الجديد عبر ميناء لامو في كينيا . وأوضح المصدر أن الاتفاق يقضي بتحمل بعض الدول الغربية 50\% من تكاليف الإنشاء ، مبينا أن اللجنة العسكرية اجتمعت مع قيادة الجيش الشعبي لتقدير الاحتياجات التسليحية والتنظيمية ، وأكد أن اللجنة وصلت وفي معيتها خطة خاصة للتعامل مع مناطق التماس والحدود مع السودان . وأضاف أن واشنطن حسمت أمر البترول وسددت لسلفا كير "رئيس حكومة جنوب السودان" مبالغ طائلة" وأردف "الاتفاق الجديد لإنشاء خط النقل يشمل فوائد لواشنطن وعواصم غربية أخرى" . وفي هذا السياق ، ذكر المصدر أن قياديا كبيرا ب "الحركة الشعبية" وصل إلى العاصمة الكينية أمس لدفع القسط الثاني من رشوة تجاوزت 300 ألف دولار لقاضي المحكمة الكينية لتأييد قرار توقيف الرئيس عمر البشير . ونقل مصدر خاص في جوبا للصحيفة تأكيدات كبيرة بإصدار القاضي لقرارات أخرى تتعلق بتوقيف عدد من المسئولين السودانيين قريبا حال وصولهم كينيا . وفي غضون ذلك أعلن نائب رئيس حكومة جوبا رياك مشار ، التوقيع على اتفاق مع كينيا لإنشاء خط لنقل النفط عبر ميناء لامو ، وكشف أن جوبا قررت الاستعاضة بخط آخر يقدر إنشاؤه في عام وستة أشهر . لكن قياديا حزبيا جنوبيا معارضا وصف الاتفاق ب "المفبرك والمزيف" وقال ل "الإنتباهة" إن تسوية خاصة تمت بين واشنطنوجوبا بملف النفط تدفع بموجبها الولاياتالمتحدة منصرفات الفجوة "كاش" لخمس سنوات وتنال مقابلها نفطا . من جانبها كشفت الحكومة السودانية عن عزم الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى طرح حل شامل لأزمة النفط تزامنا مع الحل الانتقالي حالما لمست تقدما فيه . وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح لصحيفة "الإنتباهة" إن الوساطة تأمل أن تصل لحل انتقالي في حدود الثامن والعشرين من الشهر الجاري والتوجه لوضع حل شامل يتم التوافق عليه في غضون شهر . ومن جانبه اعتبر المتحدث باسم المؤتمر الوطني إبراهيم غندور موقف رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير بوقف صادرات نفط بلاده بالتزامن مع تظاهرات مؤيدة له تصعيدا غير مبرر . وقال غندور إن جوبا تحاول عبر دعم المتمردين في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ووقف ضخ النفط ، ممارسة ضغوط عسكرية واقتصادية من أجل تغيير سياسي في الخرطوم ، واعتبر ذلك "وهما كبيرا" . ومن ناحيته ، قال باقان أموم رئيس وفد دولة الجنوب لمفاوضات أديس أبابا ، إن إنتاج جنوب السودان من النفط سينخفض إلى 135 ألف برميل يوميا ابتداء من الأمس من 275ألف برميل ، وذلك في إطار وقف تدريجي للإنتاج . وأضاف أموم أنه تم إغلاق منطقة الامتياز (أيه 5) التي تشغلها شركة النيل الأبيض للبترول مع إغلاق جميع الآبار الخمسة والخمسين .