كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم عن مفاجأة جديدة بالتزامن مع العيد الأول لثورة 25 يناير، حيث أكد أن سوزان مبارك بكت كثيرا، وتوسلت لدى أمريكا من أجل إنقاذ زوجها فبل التنحي دون جدوى، مشيرا إلى أنها مارست ضغوطا مستميتة من خلال علاقاتها المتشعبة مع الإدارة الأميركية، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، مبررا بأن هذه الدول في النهاية مصالحها هي التي تحدد مواقفها وليست عواطفها. كما كشف سعد الدين أيضا – في حواره مع جريدة الشرق الأوسط- عن استدعائه إلى البيت الأبيض في تلك الفترة، واجتماعه مع كل من سامنتا باور مستشار الرئيس الأميركي حول التحول الديمقراطي، ومايكل ماكفول مستشار الرئيس لشئون روسيا والكتلة الشرقية، للتشاور حول الوضع، معللا بأنه مصري وصديق مقرب لمستشاري الرئيس الأمريكي منذ زمالته لهما في جامعة هارفارد، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستعين به الإدارة الأمريكية، مؤكدا أنه تعاون معهما في تعديل خطاب الرئيس أوباما الذي ألقاه بمصر في يونيو (حزيران) 2009.
وأشار سعد الدين إلى انقسام الإدارة الأمريكية حيال مبارك خلال الأيام الأولى للثورة، حيث أيدت هيلاري كلينتون دعم أمريكا لمبارك قائلة "إنه وفي لنا" وإن انقلابنا عليه سيقلق باقي حلفاء أمريكا في المنطقة، بينما رأى المستشارون الرئاسيون أن مبارك أصبح جزءا من الماضي وأن الرهان يجب أن يكون على الشباب الموجود بالميدان لأنهم هم المستقبل.
وأكد سعد الدين أن يوم جمعة الغضب كان يوما الحسم في موقف الإدارة الأمريكية التي قررت حينها، التخلص من مبارك ودعم الثورة، مشيرا إلى أن غرفة العمليات داخل البيت الأبيض كانت تراقب بكثب ما يجد في ميدان التحرير خلال الثورة أولا بأول، حيث كانت ترفع تقارير دقيقة لما يجد من أحداث إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وعن موقف الجيش أوضح سعد الدين أن الجيش كان يهمه أمران أساسيان في هذا التوقيت، أولهما أن تكون المظاهرات سلاح ضغط على مبارك لإلغاء كل مخططات التوريث، والآخر عدم إعطائه الفرصة بأن يصدر أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين وإلا تحول ميدان التحرير إلى مذبحة كبيرة.