كشف الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية"، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل تنحى الرئيس السابق مبارك، مؤكدًا أن سوزان بكت وتوسلت للإدارة الأمريكية وطلبت منهم سرعة التدخل لإنقاذه. وقال سعد الدين إبراهيم، فى تصريحات لصحيفة لشرق الأوسط: "لقد بكت سوزان مبارك كثيرًا، وتوسلت لدى الإدارة الأمريكية أن ينقذوها هي وزوجها، وقامت بمحاولات مستميتة من خلال علاقاتها المتشعبة مع الإدارة الأمريكية لإنقاذ زوجها، لكن لم تفلح هذه المحاولات، لأن هذه الدول في النهاية مصالحها هي التي تحدد مواقفها وليست عواطفها". ووفقًا لرواية سعد الدين إبراهيم، فإن سجالات قوية دارت داخل أروقة البيت الأبيض في تلك الفترة قائلاً: "انقسمت الإدارة الأمريكية داخل البيت الأبيض إلى مجموعتين؛ مجموعة متعاطفة مع مبارك على رأسها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وتدافع عنه باعتباره حليفًا استراتيجيًّا، وكما قالت عنه: "إنه وفيٌّ لنا"، وتعتبر أن تخلي الإدارة الأمريكية عنه سيقلق باقي حلفاء أمريكا في المنطقة وسيؤثر على مصالحها ككل.. وهناك مجموعة أخرى تعتمد على مقولة مفادها أنه: طالما قدمتم تأييدكم لمبارك لمدة ثلاثين عامًا فلقد جاء الوقت الآن للوقوف مع الشعب المصري لعام واحد، لشهر واحد"،. وأضاف سعد الدين: "أبلغت الإدارة الأمريكية مبارك وقتها بأنه إذا كان يريد إنقاذ حياته وحياة أسرته فعليه أن يستجيب لمطالب المتظاهرين بالتنحي لكن مبارك لم يفعلها ولم يتنحَّ، ليفقد تعاطف الإدارة الأمركية معه من الخطاب الثاني، وليس الخطاب الثالث كما يشير البعض، حيث وصفوه وقتها بأنه رجل مناور يتفق على أشياء معينة ثم لا ينفذها، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي أوباما يطالب مبارك صراحة بمقولته الشهيرة "الآن.. عليك التنحي الآن، وليس بعد يوم أو يومين"، لأن الوضع كان يتفاقم بسرعة كبيرة".