كان لمواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت مثل "فيس بوك" وغيره دور كبير في تحريك أحداث ثورة 25 يناير إذ حولها من مجرد احتجاجات فردية ضيقة إلى تنظيم قوى قام بدور التعبئة الايديولوجية للثورة فأنقلبت من ثورة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثورة حقيقية على أرض ميدان التحرير، وبدت أمامها وسائل القمع التي مارسها النظام الحاكم كمن يسعى فاشلاً للحاق بركب اتصالي تجمعي شديد السرعة. وظهرت براعم الثورة على ال"فيس بوك" وتفتحت ازهارها بفضل شباب فاجأ النظام الحاكم حينذاك وحكومته ربيبة القرية الذكية، بجيش من ال"فيس بوك" أثبتت التجربة عدم انفصاله عن المنظومة، وسهوله نقله إلى أرض الواقع، فحرك أحداث الثورة، واشتهرت جملة تم تداولها على الإنترنت بعدها تقول "الثورة بدأت على ال"فيس بوك"، وأعطاها "تويتر" دفعة، وقادها موظف في جوجل" في إشارة إلى وائل غنيم الذي يشغل منصب مدير تسويق شركة "جوجل" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالرغم من مواقع التواصل الاجتماعي على "الإنترنت" لا تخلق ثورات، بل يخلقها الفقر والغضب والحكام المستبدون، إلا أنها ساهمت في تجميع الناشطين والتنسيق بينهم والترويج لرسالتهم، ووسيلتهم للهجوم على من هم فى السلطة ونقل ما يحدث للعالم الخارجي، فمصر الدولة التي بدت الأولى في منطقة الشرق الأوسط استخداما لل"فيس بوك"، استطاعت المعارضة الشبابية إثبات وجودها وتأثيرها خلال السنوات الأخيرة عبراستخدامها للإنترنت، ففي عام 2008 دعا ناشطون على "فيس بوك" إلى إضراب يوم إبريل، وشارك في هذه المجموعة أكثر من 71 ألف شخص، بالإضافة إلى مجموعة خالد سعيد التي تمكنت من جمع آلاف الناقمين على الممارسات القمعية لوزارة الداخلية. وقد ساهمت هذه المجموعة نفسها في الدعوة والحشد ليوم الغضب المصرى. ومنذ ظهور شبكة "الانترنت" على مسرح الاحداث فى العالم أصبحت نافذة لمختلف الاتجاهات السياسية يمكن من خلالها التعبير والخروج من إطار الرقابة الصارمة على المحتوى التى تعرفها وسائل الاعلام التقليدية ونجح الإعلام الإلكتروني في فرض قواعده الخاصة، خاصةً مع الفشل في حجب المواقع الإلكترونية فظهرت منتديات الحوار والمجموعات البريدية ومواقع التواصل الاجتماعى "تويتر وفيس بوك"، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". ولعب موقعا "فيس بوك" و"تويتر" للتواصل الاجتماعي، ابنا "الإنترنت" المدلل، دوراً فاعلاً في الثورة المصرية التي استمرت 18 يوماً، وأدت إلى تفويض مبارك السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 11 فبراير الماضي بعد 30 عاماً من الحكم. ويبدو أن السلطات المصرية أدركت التأثير القوي لمواقع التواصل الاجتماعي في لحظة ضائعة، فقد تعاملت مع هذا الأمر بطريقتها المعتادة "المنع والقطع"، فحجبت في البداية موقعي ال"فيس بوك" وتويتر ثم عطلت شبكات الهواتف المحمولة، وقطعت خدمة الإنترنت عن البلاد في يوم 28 يناير، وهو ما دفع الكثيرين من مستخدمى الإنترنت وغيرهم إلى تصعيد الاحتجاج ونقله بنجاح من العالم الافتراضي إلى ميدان التحرير. وتكريماً لدور "فيس بوك" في الثورة، ومعاقبة لشركات المحمول الثلاث التي انصاعت للأوامر، وقطعت خدماتها عن مشتركيها، فقد قرر الشباب المصري من خلال توجيه الدعوة على موقع "فيس بوك" بمقاطعة شبكات المحمول يوم 28 يناير الحالي والاعتماد فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.