دعا رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي إلى إعادة بناء الأنظمة المالية الحالية على مبادئ التمويل الإسلامي لأنها في جوهرها عالمية وقادرة على الإسهام في الاستقرار المالي العالمي، مستشهدا على ذلك بتصريح للمدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد والتي أكدت فيه أن "المبادئ التي يكافح العالم من أجلها حاليا موجودة في مبادئ التمويل الإسلامي". جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم "مؤتمر عمان الأول للتمويل والصيرفة الإسلامية" والذي بدأ أعماله في مدينة مسقط بحضور رئيس البنك المركزي العماني وعدد من كبار المسئولين العمانيين والخبراء والمختصين بالصيرفة الإسلامية.
وأكد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية - في كلمته التي نشرت بجدة - حرص البنك على دعم الصناعة المالية الإسلامية، وجعلها من أهداف البنك الإستراتيجية، مشيرا إلي أن البنك أسهم في تأسيس العديد من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة.
وأشار إلى أن البنك شارك أيضا في تأسيس العديد من مؤسسات البنية التحتية لخدمة هذه الصناعة ووضع المعايير الموحدة لها بما في ذلك إنشاء هيئة المعايير المحاسبية للمؤسسات المالية الإسلامية والمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية (ومقرهما في المنامة)، ومجلس الخدمات المالية الإسلامية( ومقره في كوالالمبور).
ودعا أحمد على إلى ضرورة أن تقوم الصيرفة الإسلامية بتلبية احتياجات الأفراد والمؤسسات وكذلك العمل من أجل تنويع المنتجات والخدمات المالية اللازمة للوصول إلى تنمية شاملة ومستدامة عن طريق اعتماد مختلف أنواع التمويل مثل المشاركة في رأس المال، والإجارة، والسلم، والمرابحة ، والبيع لآجل، وضرورة دعم السلطات الإشرافية والرقابية لضمان تطوير الصناعة المالية الإسلامية على أسس ومبادئ سليمة.
وشدد على الحاجة لدعم أسواق رأس المال الإسلامية وأبرز منتجاتها الصكوك بأنواعها التي تعد اليوم إحدى أهم وسائل تعبئة الموارد، منوها بالنجاحات المتتالية التي حققتها إصدارات البنك الإسلامي للتنمية للصكوك وأن إصدار البنك الأخير من الصكوك أسهم فيه مستثمرون من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة (53 %) من إجمالي الإصدار، ومن قارة آسيا (26%) ومن قارة أوروبا (16%) ومن الأمريكيتين (5%).
وفي نطاق زيارته الحالية لسلطنة عمان التقى رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية اليوم في مسقط مع فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.
وأعرب علي خلال اللقاء عن اعتزازه بالتعاون المثمر القائم بين سلطنة عمان ومجموعة البنك حيث كانت سلطنة عمان من ضمن الدول المؤسسة للبنك في عام 1975م.
وأشاد بدعم السلطنة المستمر لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية وأنشطة وبرامج المجموعة التنموية.
وأكد استعداد مجموعة البنك الدائم للتعاون مع البنك المركزي العماني والجهات المتخصصة الأخرى في السلطنة لدعم وتطوير الصيرفة الإسلامية في سلطنة عمان.