بيروت: أدى اختراق سوري جديد للحدود اللبنانية الأحد، إلى مقتل شاب وإصابة آخر وتوقيف السلطات السورية لثالث بعدما أُطلقت النار من زورق سوري على قارب صيد لبناني كان قبالة شاطئ بلدة العريضة اللبنانية الشمالية في المياه الإقليمية، ما سبب توتراً على الحدود. وقام أهالي البلدة بقطع الطريق في الجانب اللبناني وأشعلوا الإطارات احتجاجاً، فيما شهد الجانب السوري استنفاراً عسكرياً، فيما قالت وكالة الأنباء السورية "سانا": "إن القارب للتهريب".
وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال سليمان تابع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية المعنية الحادثة التي وقعت فجراً قبالة بلدة العريضة مستنكراً إطلاق النار الذي أدى إلى سقوط ضحية.
وأكد الرئيس سليمان ضرورة احترام سيادة كل دولة على أراضيها، ودعا إلى التعاون بين الجانبين لمنع تكرار ما حصل، طالباً "تسليم الأشخاص الذين احتجزوا بالسرعة الممكنة ومباشرة التحقيقات ومراجعة الإجراءات الواجبة لتجنب حصول مثل هذه الحوادث مستقبلاً".
وأفاد مكتب ميقاتي حسبما ورد بجريدة "الحياة" اللندنية أنه تابع "موضوع الاعتداء الذي استهدف ثلاثة صيادين لبنانيين من قبل زورق حربي سوري، وأجرى لهذه الغاية اتصالات مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والمراجع الأمنية المختصة".
وشدد ميقاتي على "وجوب الإسراع بمعالجة الحادث من قبل لجنة التنسيق الأمنية اللبنانية – السورية، وإعادة الصيادين اللبنانيين"، وقال: "إننا ندين هذا الاعتداء الذي حصل، وقد شددنا على وجوب اتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم تكراره".
وكان الشبان الثلاثة خالد وفادي وماهر حمود من بلدة العريضة وهم صيادو أسماك أبحروا فجر السبت، من أجل الصيد وعند وصولهم على بعد 500 متر من الشاطئ في المياه الإقليمية اللبنانية اقترب من قاربهم زورق سوري وأطلق النار باتجاههم فأصيب كل من ماهر وخالد بحسب شهود عيان.
وأفاد سكان البلدة أن الزورق السوري ما لبث أن اقترب من القارب وسحبه الى المياه الإقليمية السورية، وتحديداً إلى مرفأ طرطوس.
وعندما علم الأهالي بأن الفتى ماهر حمود "16 سنة" أصيب وما لبث أن فارق الحياة، وأنه وابنيّ عمه نقلوا إلى سوريا، قطعوا الطريق الدولية المؤدية إلى المعبر نحو سورية بالإطارات المشتعلة، وأخذوا يهددون بالهجوم على مركز الأمن العام السوري الحدودي وإحراقه بعد أن رشقوه بالحجارة، إلا أن القوى الأمنية الموجودة هناك حالت دون وصولهم إليه.
وتبين أن الشاب خالد حمود أصيب بدوره في بطنه ورجله نتيجة إطلاق النار عليهم من الزورق السوري، وانتقلت والدة الفتى القتيل ماهر إلى سوريا لمحاولة استعادة جثته إلا أن الأمن السوري أبلغها أن إجراءات نقله تقتضي الحصول على إذن رسمي بذلك من السفارة اللبنانية في دمشق فعادت إلى بلدة العريضة بعد ظهر أمس، وتبين أن الشاب الثالث فادي موقوف لدى السلطات السورية.
وأكدت مصادر رسمية أن الشبان الثلاثة من عائلة فقيرة، وكانوا يسعون إلى صيد السمك الذي يعتاشون منه وأنهم لم يتجاوزوا الحدود اللبنانية، ما دفع الرئيس سليمان إلى التركيز في تصريحه على "ضرورة احترام سيادة كل دولة".
وحتى مساء السبت، كانت الطريق الدولية ما زالت مقطوعة نتيجة غضب الأهالي، فيما الجنود السوريون في حال استنفار من الجهة الثانية من الحدود التي تبعد في بعض الأماكن زهاء 100 متر.
واعتبر فريد مكاري نائب رئيس البرلمان أن نظرية الحكومة النأي بالنفس لا تنطبق على التعديات السورية، ودعا إلى "الدفاع عن النفس... وصولاً إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن".
وكلّف سليمان وميقاتي لجنة الارتباط اللبنانية – السورية والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري باستعادة الصيادين الثلاثة.