الخرطوم - أ ش أ: اعتبر العبيد مروح المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، قرار دولة الجنوب بايقاف انتاج النفظ "موقفا تكتيكيا ذا صلة بمفاوضات أديس أبابا". وشدد مروح على أن كارت جوبا الذي استخدمته في مواجهة الخرطوم يعتبر ضعيفا بكل المقاييس سيما وأن السودان لم يأخذ قطرة من بترول الجنوب طوال الفترة من 10 يوليو وحتى الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي ، واعتمد كليا على بتروله في الشمال. وأضاف مروح لصحيفة "الأحداث" الصادرة اليوم السبت، بالخرطوم: "نحن قادرون على الاعتماد على إنتاجنا من النفط"، معلنا في ذات الوقت إحراز لجنة التجارة والاقتصاد اختراقا في التفاوض أنهت على أساسه التفاوض، على أن تجتمع خلال شهر في الخرطوم، لكنه ربط النتيجة النهائية بحصول تقدم في لجنة النفط التي أمهلت الطرفين شهرا لإبراز الوثائق الخاصة بالمتأخرات. وكانت دولة جنوب السودان قررت الجمعة، الشروع تدريجيا في إغلاق أنبوب البترول الذي يمر عبر الشمال إلى موانئ التصدير. وأقر مجلس وزرائها أمس، برئاسة سلفا كير ميارديت وقف الضخ لعدم إمكانيتها تحمل تصرفات الشمال تجاه نفط الجنوب. وأعلنت جوبا الاتجاه للبحث عن بدائل للتصدير، وأبلغ نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار أن القرار نهائي ولا رجعة عنه، وأضاف بعد إغلاق الأنبوب يمكن التحاور في مناخ خال من التفلتات، مؤكدا تسديد الجنوب لكافة رسوم عبور نفطه، ونبه مشار إلى أن المتبقي فقط الرسوم السيادية. جدير بالذكر أن السودان يطالب بالحصول على مليار دولار كرسوم عبور لم تدفع منذ يوليو الماضي بالاضافة الى 36 دولارا للبرميل كرسم عبور في المستقبل وهو ما يعادل ثلث قيمة صادرات النفط الجنوبية تقريبا، وتريد الخرطوم أيضا أن تقتسم جوبا معها ديونها الخارجية التي تبلغ 38 مليار دولار. ويواجه السودان ضغطا للتصدي لأزمة اقتصادية بعد أن فقد نفط الجنوب الذي كان يشكل 90 بالمائة من صادرات البلاد، وحقق السودان إيرادات نفطية قدرها خمسة مليارات دولار في عام 2010 . وتحتاج دولة جنوب السودان الحبيسة لاستخدام خط أنابيب وميناء تابعين للشمال لتصدير الخام، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق مع الخرطوم بشأن رسوم العبور مما دفع السودان لمصادرة جزء من نفطها كتعويض.