دمشق : في الوقت الذي اعلن فيه عن مقتل 37 شخصا برصاص الأمن السوري الثلاثاء ،ذكرت تقارير اخبارية انه جرى اتفاق على وقف اطلاق النار بين الجيش السوري وجنود منشقين في بلدة الزبداني قرب الحدود اللبنانية. وفي هذا السياق ، قال قيادي بارز في المعارضة السورية على إتصال بالسكان إن قوات الحكومة التي تقاتل المتمردين في بلدة الزبداني قرب الحدود اللبنانية وافقت الثلاثاء على وقف لإطلاق النار ينسحب بموجبه الجيش ويغادر المتمردون الشوارع. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن كمال اللبواني أن قصف الدبابات للبلدة توقف وإن ائمة المساجد يعلنون الاتفاق عبر مآذن المدينة. واضاف انه يعتقد أن المقاومة القوية والانشقاقات بين القوات المهاجمة "أجبرت النظام على التفاوض وسنرى هل سيتقيد بالاتفاق. الانسحاب من المقرر أن يبدأ غدا". وأفاد ناشطون أنه تم توثيق نزوح أكثر من 250 عائلة من مدينتي الزبدانى ومضايا ، بسبب أعمال العنف التى تجرى بالمنطقة ، والاشتباكات الدائرة بين العناصر المسلحة والجيش السوري النظامي. ولم يصدر أي تعقيب من السلطات السورية. وتقع الزبداني، التي يسكنها حوالي 40 ألف نسمة، على بعد 30 كيلومترا شمال غربي دمشق على سفوح جبال تفصل بين لبنان وسوريا. وهي مركز لمظاهرات كبيرة منتظمة تطالب بإسقاط الرئيس بشار الاسد. القرار الروسي وعلى صعيد الجهود الدولية لحل الأزمة السورية ، أخفق أعضاء مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق بشأن مشروع القرار الروسي حول الوضع في سوريا، بعد جلسة محادثات الثلاثاء استمرت لأكثر من أربع ساعات، بحسب ما أعلنه دبلوماسيون غربيون. وبحث خبراء من الدول ال15 الأعضاء في المجلس مشروع قرار تقدمت به روسيا، فيما تزايدت الانتقادات لعجز الأممالمتحدة من اتخاذ موقف حاسم أمام أعمال العنف في سوريا. وقال دبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية شارك في هذه المحادثات إن المحادثات التي جرت لأكثر من أربع ساعات "لم تتناول إلا فقرات مقدمة" نص مسودة القرار. وقال دبلوماسي آخر للوكالة فضل عدم الكشف عن هويته "لا يبذل فعلا أي جهد لردم الهوة" بين مختلف وجهات النظر. وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء إن مشروع القرار الروسي الجديد حول سوريا يستدعي المزيد من الجهود للتوصل إلى نص يدين نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قال إن مسودة القرار الذي قدمته روسيا في مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا ليست كافية، وإن بلاده تريد إجراء محادثات معمقة مع الروس بشأنها. وتابع تونر "سنواصل الانخراط مع الروس بشأنها وسنعمل على إنجاز مسودة قرار تخضع نظام الأسد إلى المحاسبة وتدعم جهود الجامعة العربية في سوريا". ورفض تونر مقارنة مسودة القرار الحالي بأخرى كانت روسيا قد قدمتها في وقت سابق، لكنه أشار إلى أن الخارجية مسرورة لكون الروس أظهروا استعدادا لمناقشة مسودة القرار والعمل مع الولاياتالمتحدة بشأنها. وتنتظر واشنطن اجتماعين ستعقدهما الجامعة العربية في ال21 وال22 من الشهر الجاري ستحدد في أعقابهما الخطوات المقبلة التي ستتخذها بشأن الوضع في سوريا. بدورها، اعتبرت فرنسا أن مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الأمن حول سوريا بعيد جدا عن الاستجابة لحقيقة الوضع القائم هناك. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي إن مشروع القرار الروسي الجديد لا يصل إلى حيث يجب أن يصل، إلا انه رحب ببداية تغيير بسيط في الموقف الروسي. بدوره، قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيج إنه كان على مجلس الأمن الدولي أن يصدر قرارا حول سوريا منذ زمن طويل. جدير بالذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض لمنع المصادقة على قرار صاغه الأوروبيون لإدانة سوريا، بينما تقول الأممالمتحدة إن 5400 شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها النظام ضد المحتجين منذ مارس/آذار الماضي. وكانت سوريا أعلنت رفضها القاطع لفكرة إرسال قوات عربية إلى أراضيها لوقف أعمال العنف، معتبرة أنها تفتح الباب أمام استدعاء للتدخل الخارجي في الشؤون السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مسؤول سوري لم تسمّه، استنكار دمشق صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا. من جهة أخرى أعلنت دمشق استعدادها للموافقة على زيادة عدد المراقبين العرب من دون توسيع تفويضهم أو السماح لهم بدخول مناطق عسكرية لا يشملها البروتوكول الموقّع مع الجامعة. غير مقبول وفي معرض تعليقه على الوضع في سوريا ، هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمواصلة الجهود اللازمة لممارسة ضغوط تستهدف حمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي عن الحكم. وقال أوباما الثلاثاء إن أعمال العنف في سوريا وصلت إلى " مستويات غير مقبولة" مجددا دعوته للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته بالتنحي عن السلطة. وأوضح أوباما بعد لقائه والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض قائلا: " لا نزال نري مستويات غير مقبولة من العنف في سوريا وسنواصل مشاورتنا عن كثب مع الأردن لزيادة الضغوط الدولية وتهيئة المناخ لتشجيع النظام السوري على التنحي عن السلطة". وأشاد اوباما بالعاهل الاردني مذكرا بأنه كان الزعيم العربي الاول الذي يدعو الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة. اعمال العنف من جانبها، أعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة مقتل 37 شخصاً برصاص الأمن الثلاثاء، منهم 18 قتيلاً في حمص وسبعة في إدلب، وقتيلان في ريف دمشق وقتيل في كل من خان شيخون ودرعا وسهل الغاب بحماه، كما تم قصف مناطق في الزبداني ومدينة القورية. ويتهم النظام السوري من يسميهم ب"جماعات إرهابية مسلحة"، بالوقوف وراء موجة العنف التي فجرها تصديه لانتفاضة شعبية مناهضة له في مارس/ آذار الماضي، تقول المعارضة إن أكثر من ستة آلاف قتيل راحوا ضحيتها.