أنا آنسة وصلت إلي سن ال30 ولم أتزوج ، ولكني والحمد لله ناجحة في عملي والحمد لله لا أعصي الله في شيء يعني ماشيه بما يرضي الله علي قدر استطاعتي مشكلتي بان كل ما حولي ينظر إلي بأن فاثني قطار الزواج بل وأكثر ما جرحني بشدة أن أقرب الصديقات إلي قلبي تغيرت من ناحيتي بعد زواجها وإنجابها فأنا أتألم نفسيا ودائما أشكو لله الذي ليس لي غيره اشكوه هل ليس من حقي أن اختار زوج مناسب لي كما أتمني هل لكي أرضي الناس وابعد هذه النظرة البغيضة في أعينهم أن أتزوج بدون اقتناع فأنا أنثي أهفو إلي الزواج وتكوين أسرة . ولكن يجب أن تكون أسس سليمة حسب رغباتي يا الله من الناس ومن الأهل رفقاً بنا أيها الأهل والناس هل أنا علي حق بان أختار ما يناسبني أم كما يقولون يجب أن تتزوجي قبل أن تكبرين ولا تستطيعين الإنجاب هل ما أنا فيه عقاب أم فضل من الله شكراً. همس - مصر ما المانع أن تصلين لسن الثلاثين دون أن تتزوجين ، لست الأولي ولن تكوني الأخيرة فمعظم الفتيات الآن يتزوجن بعد هذه السن وهذا ما تخبرنا به الإحصاءات الرسمية أليس الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، أليس الزواج رزق يأتينا من الله حين يأتي وقته ، أري من رسالتك أنك قانعة بما وصلت إليه ولست ناقمة أو ساخطة علي ظروفك كما تفعل كثيرات ، وهنا أنت وصلت لدرجة عالية جدا من الإيمان فالرضا بقضاء الله والصبر عليه احدي الدرجات العلا من الرضا بالقضاء والصبر عليه . فمن رضي بقضاء الله كان حقاً علي الله علي أن يرضيه ، وأنت راضية قانعة ، لم تفعلي ما يغضب الله ولم تسخطي يوماً من قدرك أو تعترضي علي ما قدر لك ، فلو كان ابتلاء أو اختبار عقاب أو ثواب المهم في النهاية هو أنك راضية قانعة تعلمين تماماً ، لا تأبهي لمواقف الأهل ونظرات الناس طالما أنك مقتنعة بما تفعلين ،المهم أنك ترضي نفسك وضميرك وربك قبل كل شيء ، ليس مهم ما يفكر فيه الأهل والمجتمع وكما قال "جورج إس باتون" إذا كان الجميع يفكرون بنفس الأسلوب ، فلا أحد يفكر) ، وهكذا الحياة فلو اتسقت أفكارك وقناعاتك مع أفكار وقناعات من حولك ، صرنا كالقطيع ، والحياة لم تخلق إلا للاختلاف ، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ ، إلي آخر الآية الكريمة وقديما سئل سقراط : أيهما خير .. أن يتزوج المرء أو أن لا يتزوج ؟ فأجاب : أيهما فعل فهو على الحالتين نادم (سقراط) وهذه حقيقة لا مناص منها فمن لم يتزوج يتمني الزواج ومن تزوج ، يحن مشتاقاً لزمن الحرية والعزوبية ، وهكذا الحياة فما الذي يضايقك في اختلاف الرأي والآراء ، حبيبتي لا أري في وصولك لسن الثلاثين دون زواج مشكلة وأنت من رسالتك الهادئة الواعية ، ليس لديك أي مشكلة لكنك تريدين الاطمئنان إلي صحة حالك وحالتك وإلي صدق ما تفكرين به ، وأنا أطمئنك طالما انك تعيشين حياتك بشكل عادي وطبيعي ولا توقفينها علي انتظار العريس القادم من المجهول ،ولا تضيعين الوقت فيما لا ينفعك فإن شاء العلي القدير سترزقين بمن تقر به عينك جزاء صبرك ورضاكِ ، إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ، هذا هو وعد الله سبحانه وتعالي للصابرين المتقين ، أما مسألة تأخر الزواج ومن بعده تأخر الإنجاب فكما إن الزواج رزق فالأولاد أيضاً رزق ولو جرت مشيئته أن يرزقك أو يحرمك لا قدر الله فلا راد لقدره ، فلا تقلقي ولا تفكري كثيراً . إننا حين نولي أمورنا لشخص نثق به ونعتمد عليه ننام مرتاحي البال قريري العين هانئين ، فما بالك ومن يتولي أمرك وأمرنا هو الله العزيز القدير، الخالق كل شيء والمالك لكل شيء ومن بيده مقاليد كل شيء ، الذي هو أحن علي الأم من وليدها وهو الذي قال لملائكته حين أرادوا أن يطبقوا الجبال علي بن آدم لأنه طعم خيره وشكر غيره ، قال سبحانه "دعوهم .. دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم " ، فطالما أن ما تنتظرينه أمره بيد الله فلا تقلقي لأن ما عند الله لا يضيع أبداً . نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الرابط التالي