أنا فتاة بسيطة جدا, ولكن أبلغ من العمر اثنين وأربعين عاما, ولم أتزوج ليس لعيب في, أو أنني أرفض من يتقدمون لي حيث لم يتقدم لي أحد علي الإطلاق ولا أدري السبب في ذلك, فأنا من أسرة بسيطة وكان أبي رحمة الله طيب القلب وأمي سيدة فاضلة, وأبدو في سن أصغر كثيرا من سني. ويسألني كثيرون عن سبب عدم زواجي فلا أجد جوابا, ونحن ستة أشقاء وأخي الأكبر رحل في حادث أليم منذ خمسة عشر عاما ولديه ولدان, والثاني متزوج وله ولد وبنت متزوجة, وشقيقتي الكبري لديها ثلاثة أبناء ويبقي هناك ثلاث بنات لم يتزوجن أنا واحدة منهن. وأخيرا تقدم للكبري البالغة من العمر ستة وأربعين عاما رجل أرمل لديه ثلاثة أبناء فتزوجته, وللأسف لم تنجب منه, وتبين فيما بعد أنه رجل أناني جدا وقد اعتبرها خادمة له ولأولاده.. وتزوجت أختي التي تليها وهي في الثانية والأربعين من عمرها من مطلق, وليتها لم تتزوج, فلقد انجبت ولدا معاقا وقيل إن السبب هو تأخرها في الزواج.. وهي راضية بقدرها, وتعاني الأمرين في تربيته. ولم يبق سواي والعروض المتاحة أمامي هي واحد متزوج ويريدني فقط لتأديب زوجته الأولي لأنه علي خلاف معها, وآخر يرغب في الزواج مني بشرط عدم الانجاب لأن لديه أولادا كثيرين! وثالث كل همه هو أن أخدم أبناءه. إنها الأنانية المطلقة وانعدام الضمير إلي أقصي حد, ولقد أصابني اليأس من الحياة, ليس من عدم الزواج ولكن كل صديقاتي اللاتي كن معي في الدراسة وجميعهن جيراني بدأن في الابتعاد عني, حيث أنهن تزوجن في سن صغيرة, ولديهن الآن أولاد في الثانوية والجامعة.. اتدري ما السر في ذلك؟ إنهن متشائمات مني فقررت أن أتواري بعيدا عنهن بل والعزلة تماما عن الآخرين. أنا راضية بحالي واسأل الله الصبر علي ما أنا فيه. }} وأقول لكاتبة هذه الرسالة: الزواج قسمة ونصيب, وليس معني أنك لم تصادفي بعد من يستحقك ويقدرك أن فيك عيبا لا قدر الله, ولكن ربما يكون تأخر زواجك لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالي, وعلينا أن نرضي بواقعنا لأننا لم نطلع علي الغيب ونعلم ما فيه لو اطلعتم علي الغيب لاخترتم الواقع. وأرجو ألا تغلقي بابك أمام من يتقدمون إليك فكم من زيجات تمت بين من هم في سن كبيرة وكللت بالنجاح والتوفيق. وكم من زيجات تمت بين شباب في سن صغيرة, وكان مصيرها الفشل بعد أيام أو أشهر, المهم هو أن تدرسي العروض المقدمة لك وتوازني بينها, وتكون هناك شفافيةواضحة مع من يأتيك طالبا الزواج, فتعرفين أهدافه, ومآربه من الزواج, فإذا أحسست تجاه أحدهم بالراحة والأمان فواصلي مشوارك معه, وسوف يرزقك الله عز وجل بمن هو أهل لك.