تحت عنوان "مدن المواجع" صدر ديوان جديد للشاعر الفلسطيني صالح أحمد، عن دار "معين حاطوم" للنشر، والذي يقع في 120 صفحة من الحجم الوسط، ويتكون من إحدى وثلاثين قصيدة، لم يكن فيها أي قصيدة على النمط التقليدي لموزون الشعر العربي. بحسب فراس حج محمد بجريدة "العرب" اللندنية، يصرّ الشاعر الذي كتب مقدمة للديوان على أن مجموعته الشعرية هذه، هي خواطر شعرية تحمل "روحه وفكره وحسه"، عدا ذلك يقدم الشاعر وجهة نظره حول الشعر في تلك المقدمة القصيرة، فيقول: "فليس كل موزون يرقى إلى مقام الشعر، وليس خلو الكلمات من الوزن ما ينأى بها عن آفاق الشعر، ولكن تبقى روح الكلمات والتعابير والصور هي الميزان."/الديوان"3" وقبل التجول في عوالم مدن الوجع، أقف وقفة قصيرة للتعريف بالشاعر، إذ إنه ولد عام 1961 في قرية عرابة البطوف قضاء مدينة عكا، أنهى دراسته الثانوية في مدينة عكا، وحصل على شهادة الماجستير في الأدب العربي من جامعة بارإيلان- تل أبيب، يعمل محررا للزاوية الأدبية "عالم الأدب" في صحيفة صوت الحق والحرية التي تصدر كل يوم جمعة في مدينة أم الفحم في المثلث. أصدر الشاعر حتى الآن عدا "مدن المواجع" مجموعة من الدواوين الشعرية، منها: أحلى نداء "1985"، سبع عجاف "1991"، مدارات الروح "2001"، الخماسين "2002"، بالإضافة لذلك فقد أصدر الشاعر عام "1987" مسرحية بعنوان الصرخة، ودراسة أدبية بعنوان "المذهبية في الأدب العربي من الجاهلية وحتى أواخر العصر العباسي"، ينشط الشاعر في العديد من المواقع الأدبية الإلكترونية، بالإضافة إلى أنه ينشر بشكل منتظم تقريبا خواطره الشعرية والنثرية على صفحات صحيفة صوت الحق والحرية. تسيطر على الديوان ميزتان هما: النَفَس الحزين واللغة التراثية، أما النفس الشجي الحزين، فقد سيطر على الديوان بكل قصائده، عدا القصائد الخمسة الأخيرة، أجواء من الحزن والإحساس بالهزيمة، معتمدا في إظهار ذلك الوجع بتوظيف المفارقة في رسم مشهد متناقض غير بعيد عن منطق الناس الذين لم يعترفوا بهزيمتهم بعد: فانتصرنا!! حين صار الحب أغنية الرحيلِ وراية المشتاق من مزق الحكاية وانتصرنا!! حين صارت غرف النوم مواطننا ورائحة المواجع!! ** مدني تغرق.... فانتظرنا يا حادي الركب لأخلعها عباءة!!/ الديوان "6" أما المصدر الثاني للغة الشاعر فقد كان القرآن الكريم مَعينها، فقد استعار الشاعر من اللغة القرآنية كثيرا من العبارات والألفاظ، بدءا من أسماء بعض القصائد، كقصيدتي قاب قوسين أو أدنى "1-2"، إلى توظيف قصة السيدة مريم عليها السلام، وهي تهز بجذع النخلة، إلى قصة أصحاب الكهف "وكلبهم دائما بالوصيد"، ويعبر الشاعر عن ضيق الأفق وقصر النظر مستفيدا من التعبير القرآني في سورة الملك "يرتدّ البصر قصيرا حسيرا"، ومن سورة النجم يوظف الشاعر "ما زاغَ... ما طَغى... دَنى.. وتَدَنّى...".