تراجعت مساحة الرضا عن اللقاء الزوجي الحميم بين الزوجات، وتزايدت الشكاوى من الأزواج وتضاعفت كلمات اللوم والانتقاد، فضلا عن نظرات العتاب وما يتبع ذلك من انسحاب الزوجة بعيدًا عن الزوج أو التعامل معه بعدوانية وتصيد الهفوات للانتقام منه. وهناك الكثير من الأخطاء القاتلة للزوجات هي التي تحرمهن من الاستمتاع بهذا اللقاء الحميم وتحول دون أن يكون وسيلة للمزيد من التقارب العاطفي والحسي؛ فيصبح بدلا من ذلك وسيلة لتغذية الشعور بالتنافر والجفاء بين الزوجين.
من الاخطاء القاتلة عقاب الزوج
من أكثر الأخطاء القاتلة للزوجات، الإلحاح على الأزواج والمطالبة بذلك بصراحة فجة، وكما قالت لي إحدى الزوجات: أقول لزوجي هذا حقي ويجب أن تعطيه لي كلما أردته. والحقيقة أن هذه الزوجة تظلم نفسها، فلا شك أننا نمنح الآخرين بإرادتنا الحرة أضعاف ما نمنحه بعد الإلحاح أو المطالبة الفجة. وكما أكد الكثير من الأزواج أن المرأة التي تتعامل بجرأة زائدة تفقد الكثير من أنوثتها وتجعل الرجل "يزهد" فيها كأنثى، في حين أن المرأة التي تتمتع بقدر لطيف من الحياء تكون أكثر جمالا ويقبل عليها الرجل بصورة أفضل. ونتوقف عند خطأ إهمال المظهر والبدانة وترك التزين وتناسي أهمية ذلك في الحصول على انجذاب الزوج وتجديد رغبته. والحقيقة أن الزوجة الذكية هي التي تحرص على أن تكون جميلة في كل الأوقات وفي كل الأعمار، وأن تكون أكثر جمالا وفتنة في هذا اللقاء. وتخطئ أيضا بعض الزوجات عندما تتعامل مع زوجها بندية وتحدٍ خلال ساعات اليوم وتأتي في المساء لتتزين وتضع العطور ثم "تتوقع" أن يلبي رغبتها على الفور، فإن لم يفعل "تصرخ" في وجهه وتتهمه بنقص الرجولة . وقد تناست أن الرجل يجب أن يشعر برجولته مع زوجته خلال اليوم كله وليس في أثناء وقت اللقاء الزوجي فقط، وقد أكدت دراسة حديثة أن الزوجة المعاصرة تحصل على قدر أقل بكثير من العلاقة الجسدية بعكس أمهاتنا وجداتنا اللاتي كن ينعمن بأضعافها؛ لأنهن كن يتمتعن باللطف والنعومة والأنوثة مع الأزواج ولا يلجأن إلى العصبية والصراخ والصوت العالي والتحدي ومحاولة فرض الرأي.
ومن الأخطاء القاتلة عقاب الزوج على أي شيء بترك حجرة الزوجية والنوم مع الأولاد، أو الانتقال إليهم بحجة الرعاية . وفي ذلك حرمان الزوجة من التواصل الجسدي والقرب الإنساني من الزوج؛ وهو ما يساعد في زيادة الفجوة العاطفية بينهما؛ وهو ما يؤدي إلى أن ينتهي بهما الأمر إلى أنهما مجرد شريكين في البيت والأبناء ويحرض الزوج على البحث خارج البيت عمن تشعره بأنها تقبل به كرجل بدون شروط.
ومن الأخطاء القاتلة أيضا أن تقوم الزوجة بالمن على زوجها بهذا اللقاء، وتتناسى بأنه يجب أنه يكون مصدرًا لمتعة الزوجين معا وليس لأحدهما فقط. أو أن تشترط أن يقوم بمصالحتها إذا كانا قد تخاصما قبل اللقاء، مع أن الكثير من الرجال يرون أن هذا اللقاء كفيل وحده بإبداء الرغبة في الصلح.
وهناك زوجات يعتقدن أن الرجل وحده هو الذي يسعد في هذا اللقاء فلا تحاول الواحدة منهن التجاوب بالقول أو بالفعل بل تكتفي بالمشاهدة فقط.
وأخرى تتشاجر مع زوجها؛ لأنه ينام بعد اللقاء ولا يبثها حبه، مع أن الثابت أن الرجل يحتاج بعده للراحة وغالبا ما يخلد للنوم على إثره.
وهناك زوجة تلبي رغبة زوجها خوفا من لعنة الملائكة لها، وأخرى تقول إن الملائكة لن تلعنها لأن زوجها رجل سيئ!! وثالثة لا تتجاوب مع زوجها حتى يقول إنها مؤدبة.
ورابعة تتهم زوجها بأنه يتعمد أن يكون لطيفًا معها في أثناء هذا اللقاء لكي يقوم "برشوتها" لتتجاوب معه حتى يسعد وتحرم نفسها من الاستمتاع بهذا التفكير التآمري. وتظلم بعض الزوجات أنفسهن بمشاهدة أفلام إباحية ويتوقعن من الأزواج أن يفعلوا مثلها، وتتناسى الواحدة منهن أن المشاهد تتم على فترات وبها مبالغات كثيرة، وقد أثبتت الدراسات النفسية أن من يشاهدون الأفلام الإباحية تتأثر نظرتهم للعلاقة الجسدية ولا يحصلون على الإشباع الذي يحصل عليه من لا يشاهدون هذه الأفلام. وتخطئ بعض الزوجات عندما ترفض هذا اللقاء وتهدد الواحدة منهن زوجها قائلة: اذهب وتزوج بغيري. أو عندما تشعر بالرغبة في اللقاء ويكون الزوج متعبا فتنتظر حتى تنتقم منه بالرفض عندما يبادرها بالطلب. وتتوهم بعض الزوجات حدوث درجة عالية من النشوة في هذا اللقاء وعندما لا يحصلن عليها يبدأن في لوم الزوج، سواء بإخباره أو بكبت ذلك والتصرف وفقا له، والتهرب من هذا اللقاء إما بادعاء المرض أو ما شابه ذلك؛ وهو ما يؤذي مشاعر الرجل ويرسخ لديه الشعور بكراهية زوجته له كرجل، ما يعرض علاقتهما الزوجية لأذى بالغ. ومن المهم الحفاظ على نظافة وجمال الجسد داخليا وخارجيا طوال الوقت؛ فهو أمر مهم جدا للحصول على الجاذبية الجسدية، مع عدم السماح بالبدانة أو الترهل والتغيير في استخدام العطور، والاسترخاء قبل اللقاء الجسدي ولو بالاستحمام السريع.
ومن المهم أيضا التسامح مع أي نقص في الإشباع في هذا اللقاء ما دام خارجًا عن إرادة الزوج، وكما قالت زوجة ذكية: لن أسمح لبعض الدقائق بإفساد حياتي الزوجية كلها؛ فلا شك أن ما أحصل عليه من زوجي وإن كان قليلا أفضل من لا شيء. اللقاء الزوجي الحميم هو مرآة للتقارب العاطفي وللتفاهم بين الزوجين، وهو فرصة أيضا لزيادة هذا التقارب وتدعيمه، متى تخلت الزوجة عن هذه التصورات غير الواقعية وتجاوبت مع زوجها برقة ونعومة وتناست كل مشاكلها معها وصنعت من هذه الدقائق أغنية حب تهديها لنفسها قبل أن تمنحها زوجها، ولتكون بمثابة استراحة لتجديد العلاقات ومدها بالمزيد من الحيوية والمودة وهما وقود الزواج السعيد.