تونس: حذر الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي من التدخل الأجنبي في الأزمة في سوريا، واعتبر أن المعارضة السورية "تشرذمت". وقال المرزوقي في حديث مطول نشرته الأربعاء صحيفة "الصباح" التونسية:"إنه يعارض أي تدخل أجنبي في سوريا، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى تقسيم البلاد، وفرقعة منطقة الشرق الأوسط".
ولكنه جدد في المقابل التأكيد على دعم الشعب السوري، وقال :"نحن في تونس نساند الشعب السوري، ولن ندخل في الخلافات السياسية بين أطراف المعارضة السورية".
وأعرب الرئيس التونسي المؤقت في هذا السياق عن أسفه لأن الثورة في سوريا "تطيفت وتسلحت وتشرذمت"، وهو الذي كان قد شارك في المؤتمر الأول للمعارضة السورية الذي عُقد في تونس، ما أثار في حينه غضب العديد من القوى السياسية التونسية.
وكان المجلس الوطني السوري المعارض عقد مؤتمره الأول في تونس برئاسة برهان غليون في السادس عشر من الشهر الماضي، حيث دعا في ختام هذا المؤتمر، الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى ضرورة العمل من أجل حماية المدنيين و"الثوار" في مناطق آمنة، وأخرى "عازلة".
من جهة أخرى، أعرب الرئيس التونسي المؤقت عن أمله في أن تراجع السعودية موقفها بشأن استضافة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وقال" من حق السعوديين استضافة من يرغبون، لكن من حقنا أن نقول لهم بأن هذا الرجل كان عدوا للشعب التونسي وسرق أمواله، و تعدى على الإسلام والمسلمين، وبالتالي فإن ضيافته قابلة للمراجعة، ونحن نتمنى أن تراجع السعودية موقفها".
وأضاف انه يعمل حليا عبر وساطات متعددة لإقناع السعوديين بتسليم بن علي الذي كان قد لجأ إلى السعودية في 14 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظامه.
ورفض الرئيس التونسي المؤقت الانتقادات الموجهة للسلطات التونسيةالجديدة على خلفية علاقاتها مع قطر،وتزايد الحديث حول تدخل قطري في الشأن التونسي،وقال "الأخوة في قطر ساعدونا في أصعب الظروف، وهناك الآلاف من التونسيين الذين يعملون هناك منذ سنوات، كما أن القطريين يعبرون الآن عن استعدادهم لمساعدتنا للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، فكيف نرفض التعاون معهم؟".
وأكد أن هذه العلاقات والتعاون مع القطريين "سيتم في إطار سيادة الدولة، واستقلالية القرار الوطني، ولا أظن أن إخوتي في حركة "النهضة" الإسلامية التونسية ولا أنا شخصيا على استعداد للتفريط في استقلالية قرارنا الوطني".
ولا تخفي العديد من الأوساط السياسية التونسية خشيتها من تزايد النفوذ القطري في تونس، حيث يذهب البعض إلى حد القول إن تعيين وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام تم بقرار قطري، علما وان عبد السلام هو صهر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وعمل لسنوات في الدوحة.