أبوجا: اعرب الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان عن خشيته من وجود متعاطفين داخل حكومته وفي الأجهزة الأمنية مع جماعة "بوكو حرام" المتهمة بالوقوف وراء موجة العنف التي تعرَّضت لها البلاد مؤخَّرا. هذا وقد اكد جوناثان خلال تصريحات أدلى بها في أعقاب مشاركته بقدَّاس في العاصمة أبوجا إحياء ليوم التذكر قائلا :"إن الوضع الأمني في البلاد يزداد سوءاً"
وأضاف قائلا إن الوضع الآن "أضحى أكثر تعقيدا" ممَّا كان عليه خلال الحرب الأهلية بين عامي 1967 و1970، والتي قضى فيها أكثر من مليون شخص.
وتابع بقوله: "خلال الحرب الأهلية، كنَّا نعلم، وكان بإمكاننا أن نتنبَّأ بمن هو العدو ومن أين يأتي. إلاَّ أن التحدي الذي نواجهه الآن أكثر تعقيدا". وبشأن "المتعاطفين" مع جماعة بوكو حرام قال جوناثان: "بعضهم موجود داخل الذراع التنفيذية للحكومة، وبعضهم في الذراع التشريعية (البرلمان)، بينما البعض الآخر في سلك القضاء".
وأردف بقوله: "البعض منهم موجود أيضا في القوَّات المسلَّحة وفي الشرطة والأجهزة الأمنية".
وفى ذات السياق قال الرئيس النيجيري: "لقد أبلغني البعض أن الوضع سيِّء للغاية، وحتى لو أنَّ ابن أحدهم كان عضواً (في جماعة بوكو حرام) فلن يعلم به وهذا يعني أنه في حال زرع أحدهم قنبلة خلف منزلك، فلن تعرف بذلك."
وقد جاءت تصريحات الرئيس جودلاك بعيد مقتل أكثر من 80 شخصا، معظمهم من المسيحيين، في سلسلة تفجيرات وقعت شمال البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية واتهمت الجماعة المذكورة بالوقوف وراءها.
وقد فرَّ مئات السكَّان من منطقة شمال غربي نيجيريا جرَّاء موجة العنف التي ضربت المنطقة أواخر الأسبوع الماضي واستهدفت بشكل أساسي الأقلية المسيحية فيها.
ويشار الى أن جماعة بوكو حرام، ويعني اسمها "الثقافة الغربية محرَّمة" تقاتل للإطاحة بالحكومة وبنظام الحكم القائم في البلاد، ولإقامة دولة إسلامية. وقد أنذر أحد الفصائل المنضوية في التنظيم المذكور النيجيريين المنحدرين من الجنوب، وأغلبهم من المسيحيين والوثنيين، بمغادرة الشمال ذي الغالبية المسلمة. وشنَّت الجماعة المذكورة خلال الأشهر القليلة الماضية عدَّة هجمات في شمال ووسط البلاد، إذ استهدفت أحد الكنائس في أبوجا خلال الاحتفالات بيوم الميلاد في هجوم سقط فيه عشرات الأشخاص.
وقد أعلن الرئيس جوناثان الأسبوع الماضي حالة الطوارئ في ولايتي يوب وبورنو الواقعتين شمال البلاد، وفي ولاية بليتو في الوسط، وولاية النيجر في الغرب، وذلك ردَّا على أعمال العنف العرقية والطائفية التي شهدتها تلك الولايات مؤخَّرا.