الكويت: لم تبدد تطمينات وزير المالية ووزير الصحة الكويتي مصطفى الشمالي حول مرض السحايا، المخاوف المتزايدة من خطورة الوضع، ودعت مصادر طبية مطلعة لتشكيل لجنة وطنية أو مختصة لمكافحة الوباء، والقيام بحملة تطعيم شاملة لجميع أفراد المجتمع. وبعد أن كان مستشفى الفروانية من أكثر مستشفيات الكويت ازدحاما بالمرضى والزوار والمراجعين، كونه يخدم واحدة من أكثر المحافظات كثافة سكانية، أصبح المستشفى شبه خال، فلا أحد على كراسي الانتظار، وليس هناك من يسير بالممرات سوى أعداد من الممرضين والممرضات والعمال وكل منهم يضع كماما يغطي به فمه وأنفه، حتى صار المستشفى يعكس حالة من الرعب على الرغم من الموقف الرسمى من قبل الوزارة. وقد عبر عدد من الكوادر الطبية العاملة في المستشفيات عن مخاوفهم من انتشار المرض، وذلك لعدم توفير التطعيمات اللازمة للوقاية، مؤكدين أنهم يعيشون الرعب مع حالات السحايا والتي تعرضهم وأسرهم للخطر، ولفتوا إلى أن مستشفى الأمراض السارية هو المخول باستقبال مثل هذه الحالات، وعدم وجود أية خطة طوارىء بالمستشفيات لمواجهة هذا الحدث والذي بدأت عدواه تنتشر من مستشفى إلى آخر، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". من جانبها، أكدت مصادر طبية في مستشفى الفروانية - في تصريح لصحيفة "الأنباء الكويتية"، أن غرف العزل في مستشفى الفروانية امتلأت ولا مجال لإدخال أي مرضى آخرين إلا بدخولهم إلى الأجنحة العمومية، خاصة أن مستشفى الأمراض السارية يرفض استقبال المرضى من الفروانية بحجة عدم وجود عناية مركزة، وتساءلت المصادر في الوقت ذاته أنه في حال دخول أية حالة أخرى فأين سيتم وضعها مع رفض "السارية" استقبال الحالات وعدم وجود أي غرف عزل في المستشفى نتيجة امتلائه؟. وفي مؤشر على حالة الهلع في صفوف المواطنين والوافدين من انتشار الوباء، أفادت مصادر بعض المستوصفات بأن كميات اللقاحات المخصصة للمرض قد نفدت من بعضها، مشيرة إلى أن أحد المستوصفات أعطى لقاحات لحوالى 500 شخص يوم أمس، ما أدى إلى وقف التطعيم حتى الأحد المقبل بانتظار الحصول على لقاحات جديدة. وكان وزير الصحة ووزير المالية مصطفى الشمالي قد طمأن المواطنين والمقيمين من أن حالات الإصابة بمرض السحايا النيسيري في البلاد هى تحت السيطرة، وأن عددها بسيط ولم يتعد ست حالات، أربع منها سجلت في 2011 واثنتان في 2012، وأن هذه الحالات تعتبر أقل بكثير جدا من المعدلات العالمية التي تبدأ بعشر حالات لكل 100 ألف نسمة.