نجاد يرفض طلب خامنئي بعزل نائبه مشائي طهران: قال مجتبى رحمن دوست أحد مستشاري الرئيس الايراني احمدي نجاد إن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي طلب من الرئيس خطيا عزل نائبه الأول أسفنديار رحيم مشائي، الا ان وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية نقلت امس الثلاثاء عن نجاد تأكيده أن مشائي سيواصل مهام منصبه. وأشاد نجاد بنائبه في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس، وقال إنه "متواضع ومخلص للثورة الإسلامية، ويسير على نهج الولاية خادماً للشعب"وهو ما يضع نجاد فى موقف محرج مع خامنئي. وقد ثارت من قبل ضجة كبيرة في إيران بشأن تصريحات لمشائي قال فيها عام 2008 إن إيران صديقة للشعبين الأميركي والإسرائيلي. و نفى اسفنديار رحيم مشائي الذي عينه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد نائبا اول له ما تردد بشأن استقالته من منصبه بعد تعرضه لهجوم شديد . ونقلت جريدة "القدس" عن بيان نشره مشائي على موقع على شبكة الانترنت "بعض مواقع الانترنت نشرت تقريرا حول استقالة مشائي من منصبه كنائب اول للرئيس في عمل منسق هدفه الاساءة للحكومة". واضاف "هذه كذبة وهذه الشائعات ينشرها اعداء الحكومة". انتقادات لتعيين مشائي وكانت محطة التلفزيون الرسمية الناطقة باللغة الانجليزية "برس-تي في" افادت الاحد ان مشائي، الشخصية المثيرة للجدل والمقرب جدا من الرئيس، "استقال" من منصبه بعد ثلاثة ايام على تعيينه نائبا اول للرئيس. وواجه تعيين مشائي في هذا المنصب حملة انتقادات من العديد من المحافظين والمرجعيات الدينية. وتربط مشائي واحمدي نجاد قرابة عائلية، حيث ان ابنة الاول متزوجة من ابن الثاني. وكتب حسين شريعتمداري مدير صحيفة كيهان المحافظة من الضروري الغاء تعيين رحيم مشائي احتراما للشعب المحافظ الوفي لمبادىء الثورة الاسلامية. واضاف شريعتمداري ان الكثير من الاشخاص المقربين من الرئيس وكذلك الشعب الذي يدعمه، يعارض تعيين رحيم مشائي وقلق من ذلك. وانتقد رجل الدين المحافظ احمد خاتمي احد ائمة صلاة الجمعة في طهران، تعيين مشائي ، قائلا:" هذا التعيين تحد لاعضاء مجلس الخبراء والبرلمان"، الذي كان انتقد تصريحات مشائي في 2008. تصريحات مثيرة وكان مشائي اعلن في يوليو/ تموز 2008 ان ايران "صديقة الشعب الاسرائيلي"، في تصريح غير معهود اطلاقا من جانب مسؤول ايراني ويتباين مع خطاب طهران الشديد اللهجة حيال اسرائيل. وقال مشائي "ان ايران هي صديقة الشعب الامريكي والشعب الاسرائيلي. ما من امة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا" ، مضيفا "اننا نعتبر الشعب الامريكي من افضل شعوب العالم". واثارت تلك التصريحات آنذاك احتجاجات شديدة ولا سيما بين رجال الدين واعضاء مجلس الشورى المحافظين الذين طالبوا باقالة مشائي. واضطر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي في نهاية الامر الى التدخل لوضع حد للجدل فندد بتصريحات مشائي ودعا الى طي المسألة. ولا تعترف ايران بوجود اسرائيل وكان الرئيس احمدي نجاد اعلن مرارا ان مصير اسرائيل الزوال ووصف محرقة اليهود على ايدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية بالاسطورة. من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن قائد الشرطة الإيرانية إسماعيل أحمدي مقدم قوله امس الثلاثاء في مدينة مشهد شمال شرق البلاد إن المعارضة "ترفع شعار احترام القانون ولكنها لا تحترمه"، متهما زعماءها بأنهم "كذابون". ودعا قوات الأمن إلى "التحرك بحزم دفاعا عن القانون" كما نقلت وكالة فارس للأنباء عن نائبه أحمد رضا رضان تأكيده أن الشرطة ستتصدى لأي احتجاجات من المعارضة. وقد شككت المعارضة في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعطت الفوز بولاية ثانية لنجاد بنسبة قاربت 63%، وتلت الإعلان عن النتائج احتجاجات في الشارع استمرت أكثر من أسبوعين وأسفرت عن قتلى وجرحى وعشرات المعتقلين. وقال أحمدي مقدم إن "بعض من فشلوا في تحقيق هدفهم من خلال الانتخابات يبثون الشك في نتائجها بأساليب مختلفة ثم يحولون ذلك إلى تحريض على الفتنة". اشتباك بين المتظاهرين والشرطة وفى نفس السياق اشتبكت الشرطة الايرانية مساء أمس الثلاثاء في العاصمة طهران مع متظاهرين احتجوا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في حين ذكرت مصادر من الرئاسة الإيرانية أن المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي طلب من الرئيس محمود أحمدي نجاد إقالة نائبه. وقال شهود عيان إن شرطة مكافحة الشغب اشتبكت مع متظاهرين يحتجون على نجاد الذي فاز بالانتخابات التي جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي ووصفوه "بالدكتاتور" مطالبين باستقالته. تحذير خامنئي وكان خامنئي قد حذر في وقت سابق قوى المعارضة من إثارة المزيد من "الفوضى" في البلاد، وذلك بعد أن دعا عدد من رموز التيار الإصلاحي إلى إجراء استفتاء من أجل تجاوز الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية. وقال خامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد بثه التلفزيون المحلي إنه "قد تكون هناك أطياف سياسية مختلفة في إيران، إلا أنه عندما يدرك المواطنون أن العداوة تكمن داخل النظام (الحاكم)، فإنهم نتيجة لذلك سيحرصون على بعدهم (عنه)". ورغم عدم تحديد خامنئي للطرف المقصود من كلامه، فإنه على ما يبدو كان يشير إلى خطبة يوم الجمعة الماضي التي ألقاها الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي وصف التطورات الأخيرة في البلاد بأنها "أزمة". واتهم خامنئي أعداء بلاده بدعم الاضطرابات الأخيرة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في إيران، قائلا إن تدخل الخارج وخصوصا وسائل إعلامه واضح جدا. من جهة أخرى ذكر موقع إصلاحي على الإنترنت أن زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي قال إن الاعتقالات التي أعقبت انتخابات الرئاسة في إيران لن تنهي الأزمة التي نتجت عنها. ونقل موقع "مشاركت" على الإنترنت عن موسوي دعوته السلطات إلى الإفراج عن المعتقلين، وقوله في اجتماع مع عائلات المحتجزين "من يصدق أن هؤلاء الناس -وكثير منهم شخصيات بارزة- يمكن أن يتعاملوا مع أجانب وأن يعرضوا مصالح بلادهم للخطر. يجب أن يفرج عنهم على الفور". دعوة لاستفتاء وفي تفاعلات أخرى للوضع السياسي بإيران طالب عدد من رموز التيار الإصلاحي بينهم الرئيس السابق محمد خاتمي بإجراء استفتاء بشأن شرعية إعادة انتخاب نجاد. ونقل موقع إلكتروني إصلاحي عن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قوله الأحد الماضي في اجتماع مع عائلات المعتقلين السياسيين إن "المخرج الوحيد للأزمة الحالية هو استفتاء يسأل فيه الشعب حول ما إذا كان راضياً بالوضع السياسي الراهن أم لا". ويرى خاتمي وعدد من العلماء الإصلاحيين أن تنظيم استفتاء بات ضروريا لإعادة الثقة إلى الشعب. وقال خاتمي إنه "إذا صوتت الأغلبية لصالح (إعادة انتخاب نجاد) فإننا (المعارضة) سنسلم أيضا". وقال خاتمي "في الوضع الراهن، لم يتعرض الجزء الجمهوري (من إيران) للتحدي فحسب وإنما تم خدش الجزء الإسلامي منها أيضا"، وذلك في إشارة إلى عمليات الاعتقال التي طالت -إلى جانب المتظاهرين- وزراء ونوابا سابقين في البرلمان.