أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية اسفنديار رحيم مشائى تخليه عن تولى مهام هذا المنصب الذى عينه فيه الرئيس محمود أحمدى نجاد وأثار موجة من الانتقادات حتى من داخل معسكره، كما افاد التلفزيون الرسمى "برس تى في" أمس الاحد. وبث التلفزيون الناطق بالانجليزية هذه المعلومة نقلا عن وكالة أنباء "بانا" الممولة من وزارة التعليم الإيرانية، من دون اعطاء مزيد من الايضاحات. وواجه تعيين مشائى فى هذا المنصب حملة انتقادات من العديد من المحافظين والمرجعيات الدينية. وتربط مشائى واحمدى نجاد قرابة عائلية، حيث أن ابن مشائى متزوج من ابنة نجاد. وكان مشائى آثار جدلا فى البلاد العام الماضى باعلانه ان ايران هى "صديقة الشعب الاسرائيلي". وكان العديد من المسؤولين المحافظين قد انتقدوا أمس الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد بسبب تعيينه لمشائي، فى منصب النائب الأول للرئيس. وكتب حسين شريعتمدارى مدير صحيفة كيهان "من الضرورى إلغاء تعيين رحيم مشائى احتراما للشعب المحافظ الوفى لمبادىء الثورة الاسلامية". ويعين مدير صحيفة كيهان من قبل المرشد الأعلى للجمهورية آية الله على خامنئى الداعم للرئيس أحمدى نجاد. وأضاف شريعتمدارى "إن الكثير من الأشخاص المقربين من الرئيس وكذلك الشعب الذى يدعمه، يعارض تعيين رحيم مشائى وقلق من ذلك". وأعلن نجاد يوم الجمعة عن تعيين مشائى الذى كان نائبا للرئيس مكلفا السياحة محل برويز داوودي. وكان مشائى أعلن فى يوليو 2008 أن إيران "صديقة الشعب الإسرائيلي"، فى تصريح غير معهود اطلاقا من جانب مسؤول إيرانى ويتباين مع خطاب طهران الشديد اللهجة حيال إسرائيل. وقال مشائى "إن ايران اليوم هى صديقة الشعب الأمريكى والشعب الإسرائيلي. ما من أمة فى العالم هى عدوتنا وهذا فخر لنا"، وأضاف "اننا نعتبر الشعب الأمريكى من أفضل شعوب العالم". وأثارت تلك التصريحات آنذاك احتجاجات شديدة ولا سيما بين رجال الدين وأعضاء مجلس الشورى المحافظين الذين طالبوا بإقالة مشائي. واضطر المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية فى نهاية الأمر إلى التدخل لوضع حد للجدل فندد بتصريحات مشائى ودعا إلى طى المسألة. كما انتقد رجل الدين المحافظ احمد خاتمى أحد ائمة صلاة الجمعة فى طهران، تعيين مشائي، وقال خاتمى "إن هذا التعيين تحد لأعضاء مجلس الخبراء والبرلمان" الذى كان انتقد تصريحات مشائى فى 2008.