عن الدار العربية للعلوم - ناشرون ومنشورات الاختلاف - صدرت رواية "دمية النار" للكاتب الجزائري بشير مفتي، التي تم ترشيحها ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربيّة. ووفق ناقدة جزائرية : يضع بشير مفتي القارئ أمام تراجيديا حقيقية يفتح بها أقفالاً مغلقة في سراديب مظلمة عاشتها الجزائر في سبعينيات وثمانينيات هذا القرن، حين التقى الروائي بطل روايته ''السيد رضا شاوش'' عام 1985 عندما ''حدث الانفجار الذي هزّ البلد بأكمله، وكان البطل قد أنهى لتوه دراسته الجامعية حينما بدأت تحدث الاغتيالات العجيبة في صفوف المثقفين، ثم راحت أخبار الانفجارات التي تقع في كل مكان من هذه الأرض". وبحسب منى الشرافي بجريدة "الحياة" اللندنية فإن الرواية ترصد ذلك التحول الكبير والخطير، الذي طرأ على شخصية المواطن الجزائري رضا شاوش، في حقبة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي فنقلته من طور الشخصيّة المستسلمة والمسالمة، إلى طور الشخصية الشريرة ذات الوجه المخيف، الذي خلت من ملامحه الروح... فعكسته مرآته حين أضاع هويته النفسيّة تحت أنقاض إرادته التي أسدلت ستارها على إنسانيته وسلبته ذاكرته البريئة، فوصل إلى قناعة: ب "أن الإنسان لا يقدر على تحمل بأنه مهان في بلده، محتقر، وضعيف، ولا شيء يسنده عندما تضيق به الطرق وتسد في وجهه الأبواب"، فحوّلته إلى رجل آخر يمتص دماء الآخرين ويزهق أرواحهم كي يعيش. فها هو يعبّر عن نفسه قائلاً: "صرت الشر، ودمية الشر، صرت الشيطان، ودمية الشيطان، صرت تلك النار اللاهبة والمستعرة، النار الحارقة والمسعورة، صرت مثل دمية النار، تحرق من يمسكها".