أزمة بين نجاد ومحافظي البرلمان تهدد بعدم نيل ثقة الحكومة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد طهران : يواجه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد انتقادات واسعة من جانب نواب محافظين بالبرلمان ، بعد قراره بإقالة وزير الاستخبارات غلام حسين محسني اجئي، فضلا عن عدم استجابته السريعة لقرار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئي بإقالة نائبه الأول اسفنديار رحيم مشائي من منصبه. وفيما أكد مسؤول بالمكتب الرئاسي إقدام الرئيس نجاد على إقالة وزير الاستخبارات غلام حسين محسني إيجي، تحدثت تقارير أخرى عن إقالة ثلاثة وزراء هم وزير الثقافة والإرشاد، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية، ووزير الصحة. وذكرت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية أن وزيري الاستخبارات والثقافة كانا تنازعا مع الرئيس نجاد بشأن تعيين اسفنديار رحيم مشائي نائبا أول للرئيس. ورغم استقالة مشائي أول من أمس، فإن الرئيس نجاد لا يزال يتعرض لانتقادات محافظين أخذوا عليه تأخره في تطبيق أمر المرشد الأعلى، بإقالة نائبه الأول على الفور، وأيضا لتعيينه مجددا في منصب مدير مكتبه. ثقة الحكومة وحذر العضو السابق في مجلس الشورى الاسلامي في ايران رضا طلايي في تصريح خاص لقناة "العالم" الاخبارية من امكانية مواجهة نجاد صعوبات في حصول الثقة لحكومته الجديدة من البرلمان اذا ما واصل سياسته في عدم استشارة اي طرف في امر تشكيل الحكومة، داعيا اياه الى العمل بمزيد من الشفافية، لمنع حصول اشكاليات في عمل الحكومة. وقال :" إقالة وزير الامن محسني ايجه اي جعل عدد الوزراء الذين تغيروا خلال السنوات الاربع الماضية يعادل نصف اعضاء الحكومة، واذا ما تخطى العدد ذلك فإن على الحكومة أن تحصل على الثقة من البرلمان من جديد حسب القانون". وأضاف النائب طلايي :" فقدان الحكومة نصابها القانوني يمكن أن يخلق لها مشاكل ويؤثر على رأي البرلمان في الحكومة الجديدة التي سيقدمها الرئيس الى مجلس الشورى لكسب الثقة. وتوقع ان يعدل الرئيس عن بعض قرارات الاقالة بالنسبة لبعض الوزراء لتلافي المشاكل القانونية التي يمكن ان تظهر في المستقبل، منتقدا منهجية الرئيس احمدي نجاد في عدم تقبل الرأي المخالف له في الحكومة، الامر الذي ولد اشكاليات في السابق وتسبب في تغييرات عديدة في الحكومة. واوضح طلايي أن "الاقالات المتعددة في الحكومة التاسعة إعلان من الرئيس بانه غير مستعد لتعيين أي وزير يختلف معه في الرأي ويجب أن يكون الجميع منسجمين معه فكريا مئة بالمئة"، داعيا الرئيس احمدي نجاد الى العمل بمزيد من الشفافية، لمنع حصول اشكاليات في عمل الحكومة. واعتبر طلايي ان تأخر الرئيس احمدي نجاد في تنفيذ امر قائد الثورة حول اقالة نائبه رحيم مشايي اثار انتقادات له، محذرا من التبعات التي يمكن ان يتركها هذا الامر على الساحة السياسية في البلاد. توقع طلايي ان تشهد الفترة المقبلة اخبارا ساخنة ذلك ان من الممكن ان لا يصوت البرلمان بالثقة لحكومة احمدي نجاد اذا لم يلب الاخير مطالب البرلمان، محذرا من ان الرأي العام ايضا سوف تتبدل مشاعره حيال احمدي نجاد، حيث انه صوت له بناء على توقعات وتمنيات لا بد ان يراها قيد التنفيذ.
إقالة مشائي ويتعرض نجاد لانتقادات من نواب محافظين بسبب تأخره في اقالة مشائي عقب توجيه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بعزله ، فضلا عن قراره السريع بتعيينه مستشارا ورئيسا لمكتبه. وقال النائب المحافظ أحمد توكلي في صحيفة "جام أي جام" التابعة للتلفزيون الرسمي: "بعد رسالة المرشد الأعلى (لتي تأمر بإقالة اسفنديار رحيم مشائي بتاريخ 18 يوليو /تموز الحالي، كان من واجب الرئيس أحمدي نجاد تطبيقها سريعا، لكنه مع الأسف لم يفعل طوال سبعة أيام حتى أعلن مشائي استقالته وليس الرئيس. كان على الرئيس أن يقيل مشائي ولا يتركه يستقيل".
كذلك اعتبر الجنرال حسن فيروز ابادي قائد أركان القوات المسلحة، أنه كان على أحمدي نجاد أن يسارع في الرد. وقال إن "الناس الذين يعرفون في أحمدي نجاد شخصا وفيا للمرشد الأعلى كانوا ينتظرون منه أن يطبق أمر المرشد قبل أن يجف الحبر فور كتابة القرار". وأفادت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة بأن تأخر أحمدي نجاد في تنفيذ أمر المرشد الأعلى كان خطأ.
واستقال رحيم مشائي من مهامه كنائب للرئيس، بناء على أمر المرشد الأعلى، إلا أنه لا يزال قريبا من السلطة حيث عينه أحمدي نجاد مدير مكتب الرئاسة مما أثار على الفور انتقادات لبقائه في دوائر السلطة. وجاء في موقع "رجاء نيوز" المحافظ رغم اعتباره مقربا من الحكومة أن انقسامات وإحباط أنصار أحمدي نجاد ما زالت قائمة. إن أنصاره يستغربون تأخره في إقالة رحيم مشائي وسرعته في تعيينه في منصب سياسي آخر. وكان مشائي صرح في يونيو /حزيران 2008 "ان ايران هي صديقة الشعب الامريكي والشعب الاسرائيلي. ما من امة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا" ، مضيفا "اننا نعتبر الشعب الامريكي من افضل شعوب العالم". واثارت تلك التصريحات آنذاك احتجاجات شديدة ولا سيما بين رجال الدين واعضاء مجلس الشورى المحافظين الذين طالبوا باقالة مشائي. واضطر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي في نهاية الامر الى التدخل لوضع حد للجدل فندد بتصريحات مشائي ودعا الى طي المسألة. ولا تعترف ايران بوجود اسرائيل وكان الرئيس احمدي نجاد اعلن مرارا ان مصير اسرائيل الزوال ووصف محرقة اليهود على ايدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية بالاسطورة.