لم يكن تصريح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الأخير سوى حلقة ضمن الهجمة الإعلامية الإسرائيلية المتواصلة ضد سيناء بعد الثورة حيث دعا نتنياهو مختلف الفصائل المسلحة المعادية لإسرائيل والتي وصفها "بالإرهابية" "لأن تدرك بأن "الجيش الإسرائيلي سيرد بيد من حديد على أي محاولة لاستهدافها عبر شبه جزيرة سيناء المصرية". وخلال الفترة الماضية نقلت الصحافة العبرية فى تقاريرها عن الأوضاع فى سيناء الأهوال ، فتارة تصفها جريدة "جوروزاليم بوست" انها مرتع للجماعات المتطرفة وتحويل حماس لمصانع الصواريخ الى سيناء خشية قصفها فى غزة وتقرير لموقع "ديبيكا" المرتبط بدوائر الاستخبارات الإسرائيلية يتحدث عن تفشى تنظيم القاعدة فى سيناء وقيام 12 فردا وصفهم التقرير بأنهم من قبيلة السواركة كبرى قبائل سيناء بتنفيذ هجمات "ايلات" وتقرير ثالث بثته صحيفة "إسرائيل نيوز" بان قوات الأمن المصرية انسحبت من الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل لتقوم بالسيطرة على الاحتجاجات المستشرية فى ربوع مدن سيناء . وتثير تلك التقارير علامات استفهام حول توقيتها وأهدافها بخلاف عشرات التقارير الأخرى التى زادت وتيرتها بعد ثورة 25 يناير عن الأوضاع فى سيناء على لسان مسئولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين حول خطورة الأوضاع فى سيناء . ويفسر اشرف الحفنى قيادى الحركة الثورية الاشتراكية فى شمال سيناء ان إسرائيل بذلك ترسل إشارات حمراء الى الحكام الحاليين او الجدد بان عليهم متطلبات بحماية امنها وتأمين جبهة سيناء من اى خطر يحيق بها وهى تلعب جيدا بورقة سيناء للضغط على النظام المصرى ويعتبر الحفنى دلك قصفا تمهيدا قبل زيارة متوقعة للرئيس الأمريكي اوباما ليمارس ضغطا على النظام المصرى بشان الحفاظ على اتفاقيات مصر مع اسرائيل وان كيرى السيناتور الامريكى المتشدد تجاه القضية الفلسطينية يجس نبض القوى اليمينية الصاعدة فى مصر ومنها الإخوان بشان تلك الاتفاقيات عبر جلوسه مع الأخوان المسلمين . ويرى الأديب والكاتب اشرف العنانى ان إسرائيل امامها ثلاثة جبهات احتمالية للحرب واحدة مع إيران واخرى مع جبهة سوريا وحزب الله والثالثة سيناء الخالية من قوات كافية لضبط إيقاع اتفاقية كامب ديفيد بعد رحيل عصا نظام مبارك الغليظة وبرغم ضعف احتمالية ان تتخذ إسرائيل قرارات حربية التنفيذ الا انها ترسل رسائل لتعديل المجرى السياسى الجديد فى المنطقة بما يحافظ مع متطلباتها الأمنية وكذلك استغلال اصغر الحوادث للتهويل بمخططات تريد جماعات متطرفة ومسلحة لشنها ضد إسرائيل وهى تشير الى سيناء من هذا الاتجاه خاصة بعد تصاعد التيارات السياسية الدينية انتخابيا فى المنطقة ومنها مصر . ويستطر العنانى وربما تحاول إسرائيل ان تضيف تعديلات لكامب ديفيد تتيح امنا محكما لحدودها وعمقها امام القادمين من سيناء على حسب ادعاءاتها . ويقول الناشط الشاب سعيد اعتيق سواركة ان إسرائيل وصلتها رسالة الشعب المصرى عند اقتحام السفارة فى القاهرة ونحن هنا جزء أصيل من هذا الشعب ولا بد ان تفكر إسرائيل ألف مرة قبل ان مغامرات فى سيناء ستكلفها الكثير . ويوضح مصطفى الأطرش الناشط فى حملات الإفراج عن الأسرى فى سجون إسرائيل ان إسرائيل دائما تهرب للأمام بواقع جديد للهروب من استحقاقات القضية الفلسطينية وانها تسخن جبهة سيناء للادعاء أمام العالم ان أمنها يتعرض للخطر من المتطرفين من حولها شمالا وجنوبا وغربا . ويقول اللواء عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء ان توقيت تلك الادعاءات مرتبط بقرب المرحلة الثالثة للانتخابات التى ستجرى فى سيناء وانها تهدف للتشويش على سيرها خاصة وانها ستشكل القوى التشريعية التى تمثل الشعب المصري . وبخصوص سحب قوات مصرية من على الحدود فنفى تماما سحب اى قوات مصرية سواء من الحدود مع إسرائيل او مع قطاع غزة وعن سيطرة القاعدة على وسط سيناء فهذا ننفية بواقع زياراتنا وافتتاحنا لمشروعات فى تلك المناطق دون ملاحظة اى انسحاب للدولة من تلك المناطق . وأضاف ان الوضع على الحدود مع إسرائيل تحت الرقابة التامة ولم نرصد اى تحركات او توجهات حربية إسرائيل لا فى المنطقة "ج " داخل مصر او " المنطقة " د " داخل إسرائيل إضافة الى ان قوات مراقبة حفظ السلام تقوم بمهامها دون تسجيل اى خروقات لاتفاقية كامب ديفيد .