صدر مؤخرا عن دار العين كتاب لحمدي البطران بعنوان "تأملات في عنف وتوبة الجماعات الإسلامية" والذي يحلل الظاهرة الدموية التي شهدتها مصر منذ بداية الثمانينيات وحتى الأيام الأخيرة الماضية غريبة على الشعب المصري, ويتساءل عما إذا كانت نتيجة لتحويل مصر إلى حقل تجارب للنظريات السياسية؟ ويتناول المؤلف في كتابه أحداث العنف التي وقعت في الثمانينات والتسعينات والهجمات التي شنتها الجماعات الاسلامية على الدولة كمحاولة للوصول إلى الحكم, وجهود الدولة للمحافظة على سلطتها, بالإضافة إلى رصد التحولات التى طرأت على فكر الجماعات الاسلامية وتنظيم الجهاد, ومحاولات الحوار والوساطة التى تطورت فيما بعد الى فكرة نبذ العنف ثم تصحيح المفاهيم. يقسم المؤلف كتابه الى أربعة فصول رئيسية , حيث يتحدث في فصله الاول عن ” محاولات الوصول الى الحكم” وقسمها إلى خمس محاولات وهي : التغلغل الجماهيري , وإرهاب رموز الدولة, وإرهاب الاهالي والمثقفين والكتاب, وإضعاف إقتصاد الدولة عن طريق ضرب السياحة, واستخدام الاقباط كورقة ضغط على الدولة. أما رد فعل الدولة تجاه الجماعة فهو موضوع الفصل الثاني للكتاب حيث يسرد وقائع تعقب اجهزة الدولة للجماعات الارهابية في الداخل و الخارج. ويتناول الفصل الثالث محاولات الحوار مع الجماعات الاسلامية, ويختم المؤلف كتابه بعرض بعض منشوارات الجماعات الإسلامية ومنها منشور لجماعة الاخوان المسلمين و منشور جماعة الجهاد بعد محاولة اغتيال عاطف صدقي عام 1993
يقول المؤلف : كان الدين بريئًا مما يفعلون، وفي اللحظة التي تكاتف فيها العالم، دون تمييز يذكر بين الإرهابي والفدائي المحتلة أرضه، لمكافحة ما يسمى الإرهاب بعد 11 سبتمبر 2001، عرف أفراد الجماعات الإسلامية الدين الصحيح، وتابوا، ثم غسلوا أيديهم من دماء المصريين، وطالبوا بالانخراط في العمل السياسي ليكملوا هدفهم بالوصول إلى الحكم عن طريق آخر.
مؤلف الكتاب «حمدي البطران» كاتب وروائي مصري، لواء شرطة سابق على المعاش منذ 2001. له مؤلفات عدة منها روايته الشهيرة «يوميات ضابط في الأرياف» التي أثارت جدلاً كبيرا وحوكم بسببها.