تل أبيب: قررت الحكومة الاسرائيلية الأربعاء الموافقة على خطط لإنشاء مجمع سياحي كبير في قلب حي سلوان بالقدسالشرقية فضلا عن بناء 130 منزلا آخر لليهود في أماكن أخرى من القطاع الشرقي لمدينة القدس، وهو الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين. واضاف بيبي إلالو عضو بلدية القدس عن حزب ميريتس اليساري ل "وكالة الصحافة الفرنسية" إن "البلدية سمحت ببناء مجمع سياحي سيحتوي على 250 موقفا للسيارات وحديقة أثرية وغرف استقبال ومكتبة". وستدير جمعية "العاد" الاستيطانية اليمينية التي تسعى لزيادة الاستيطان في القدسالشرقية هذا المشروع السياحي، وهي تدير حاليا موقعا أثريا في سلوان أطلقت عليه اسم "مدينة داوود". وتابع إلالو قائلا "أؤكد أن البلدية أذنت كذلك ببناء 130 وحدة في حي جيلو في ثلاثة أبراج يتكون كل منها من 12 طابقا" في الحي. ويقع حي جيلو الاستيطاني على المشارف الجنوبية لمدينة القدسالشرقية قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية. وأوضح إلالو انه من المفترض أن يبدأ بناء الوحدات خلال ثلاث سنوات ونصف السنة في منطقة كانت مخصصة لبناء فندق في الجزء الشرقي من جيلو. من ناحيتها، نددت السلطة الفلسطينية ببناء هذه الوحدات الاستيطانية وما وصفته بالصمت الدولي على ذلك. وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية "باعتقادي أن هذه رسالة السنة الجديدة التي تقدمها حكومة إسرائيل في العام 2012 ومفادها بأننا سنستمر في تدمير عملية السلام وقتل خيار الدولتين من خلال استمرار الاستيطان وتصعيده". ووجه عريقات اللوم إلى المجتمع الدولي، قائلا "باعتقادي انه لا يمكن أن يستمر المجتمع الدولي والرباعية في صمتهما دون محاسبة ومساءلة إسرائيل لمواجهة هذه السياسات والممارسات التي ندينها بشدة ونحمل مسئولياتها وتبعاتها لحكومة نتنياهو". وأضاف "يجب على المجتمع الدولي واللجنة الرباعية أن يحملا مسؤولية كافة هذه الممارسات والسياسات لحكومة إسرائيل إن أرادا فعلا إنقاذ عملية السلام والحفاظ على خيار الدولتين". وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن طرح عطاءات لبناء 1028 وحدة استيطانية في ثلاث مستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية إدانتها كل من السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي. كما أثار هذا التحرك الإسرائيلي غضب سكان القدسالشرقية من الفلسطينيين. وفي هذا الصدد، قال رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان فخري أبو دياب "ان هذا المشروع هو استيطاني، لذلك فإن الجهة القائمة عليه هي مؤسسة استيطانية وجدت في هذا البلد للسيطرة على منازل الفلسطينيين وتغيير واقع المنطقة الديموغرافي، كما أن هذا المشروع غلف باسم سياحي لا لخدمة المواطنين وإنما لخدمة المؤسسات الاستيطانية". واعتبر أبو دياب أن هذا المبنى يأتي في إطار "مشروع سياسي سيغير طابع المنطقة وسيجسد فكرة أن القدس عاصمة اليهود"، مشيرا إلى أن "المشروع الذي شاهدنا مخططاته سيكون أعلى من سور القدس وسيحجب في بعض المناطق رؤية الأقصى والسور معا". ويقيم أكثر من 300 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية وهو رقم في ازدياد مستمر، في حين يقيم نحو 200 ألف آخرين في أكثر من 10 أحياء استيطانية في القدسالشرقية.