تضارب الأنباء بشأن مقتل زعيم "طالبان باكستان" بيت الله محسود يتحدث إلى انصاره إسلام أباد: تضاربت الأنباء بشأن مقتل زعيم "طالبان باكستان" بيت الله محسود في هجوم صاروخي لطائرة أمريكية بدون طيار في منطقة نائية من إقليم وزيرستان الجنوبية الأربعاء الماضي. ففي الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم الحركة مقتل زعيمها وأنه بصحة جيدة، أكد مصدر من الحركة صباح اليوم السبت إن محسود توفي وزوجته الاربعاء الماضي في الهجوم. وقال حكيم الله محسود الناطق باسم "طالبان باكستان" السبت : "محسود على قيد الحياة وأنه بصحة جيدة ولم يصب في الغارة الأمريكية التي استهدفت منزل والد زوجته في وزيرستان ". وحسبما ذكر مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية: وعد حكيم الله أن يظهر محسود على وسائل الاعلام خلال الايام الثلاثة المقبلة ، مؤكدًا أن نشر الاستخبارات الباكستانية خبر وفاة زعيم حركة طالبان باكستان يهدف إلى اجباره على الظهور بشكل علني. ولم يوضح حكيم الله سر توافد عناصر حركة طالبان باكستان على وزيرستان ، والاجتماعات المستمرة بينهم، وعدم اهتمام الحركة بتكذيب خبر وفاة محسود منذ يوم الاربعاء المقبل . وكان مصدر من الحركة أكد صباح اليوم السبت إن محسود توفي وزوجته الاربعاء الماضي شمال غرب باكستان في هجوم صاروخي يعتقد أنه أمريكي، أسفر أيضا عن مقتل ستة من حراس أمنه في جنوب وزيرستان. وأضاف أن الحركة فشلت في اختيار خليفة لبيت الله محسود من بين عدة مرشحين، يأتي ذلك بينما تتجه الحكومتان الأمريكيةوالباكستانية نحو تأكيد مقتله وكانت السلطات الباكستانية أعلنت في البداية عن مقتل زوجة محسود فقط ولكنها لم تعلن عن مقتل بيت الله محسود، ولكن السلطات العسكرية الباكستانية أعلنت أمس الجمعة عن مقتله بناء على مراقبة هاتف أتباعه في جنوب وزيرستان حيث تناقلوا نبأ وفاته ودفنه. وللتأكد من تلك المعلومات ستحاول السلطات تحليل الحمض النووي لجثثت القتلى أو الأشلاء المنتشرة في المنطقة ومقارنتها مع الحمض النووي لأقرباء بيت الله محسود، وهذا الأمر سيستغرق وقتا طويلا بطبيعة الحال، كما صرح وزير الداخلية الباكستاني رحمن ملك، وقال إن الغارة على بيت والد زوجة بيت الله محسود قد أدت إلى مقتله مع شقيقه و7 من حرسه الخاص وزوجته. ودمرت سيارة بيت الله محسود التي كانت تقله أيضا. وناشد وزير الداخلية رحمن ملك أتباع بيت الله محسود على نزع السلاح والتخلي عن العمليات العسكرية التي يقومون بها حاليا ضد الجيش والأجهزة الأمنية والشرطة. وقال مسئولون أمريكيون إنه إذا تأكد مقتل بيت الله محسود فمن المرجح ألا يؤدي إلى شل حركة طالبان في باكستان وقللوا من اثر هذا التطور على الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة من أجل اجتثاث تمرد الجماعة في أفغانستان المجاورة. ونقلت جريدة "القدس العربي" عن مسئول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب طلب عدم نشر اسمه "لسنا واهمين... لديه الآلاف من الأشخاص في شبكته. لا أحد يعتقد أنهم سقطوا وخرجوا للأبد" ولم تكن الولاياتالمتحدة مهتمة في البداية ببيت الله محسود لأنه لم يشكل خطرا على قواتها في أفغانستان وكان تأثيره داخل باكستان محدودا، ولكن نفوذ محسود زاد بصورة كبيرة بعد أن وقعت السلطات معه اتفاقية سلام في فبراير/شباط 2005 مكنته من إعادة تنظيم صفوف طالبان بالمتطوعين. وخلال أشهر تمكن محسود من قتل العشرات من قادة القبائل في وزيرستان الذين كانوا يدينون بالولاء للقوات الحكومية المتواجدة في المنطقة. ونتيجة لذلك أنهت الحكومة اتفاقية الهدنة مع بيت الله محسود، وأخذ نجم محسود بالصعود في وزيرستان. وفي ديسمبر/كانون الاول 2007 أصبح رئيسا لحركة طالبان باكستان بعد أن شكل قوات خاصة يعتقد أن عددها حوالي 20000 مقاتل. وأخذ محسود يستهدف رجال الجيش والأمن والشرطة بهجمات انتحارية قتل فيها المئات من الباكستانيين. أما السبب الرئيسي الذي جعل الولاياتالمتحدة تستهدفه فهو أنه بدأ بتوثيق اتصالاته مع قيادات القاعدة في المنطقة. وتفيد التحقيقات الأمريكية أنه كان وراء تشكيل خلية من المهاجمين الانتحاريين في برسلونا للقيام بأعمال انتحارية في إسبانيا. وقد كشفت السلطات الإسبانية تلك الخلية وألقت القبض على أفرادها ال10 في يناير/كاون الثاني 2008. كما تتهم السلطات الباكستانية بيت الله محسود باغتيال زعيمة حزب الشعب بي نظير بوتو يوم 27 ديسمبر 2007. . وكانت محاولة اصطياد محسود وهو حليف لتنظيم القاعدة الشغل الشاغل للولايات المتحدة والحكومة الباكستانية. ورصدت واشنطن مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله أو قتله وكثفت وكالات المخابرات جهودها من أجل تعقب تحركاته. ويقول دبلوماسيون إن قتل محسود قد يمثل تحولا بالنسبة لباكستان. كما يمكن أن يعطي دفعة معنوية مهمة لتوجه الولاياتالمتحدة الجديد تحت إدارة الرئيس باراك أوباما ضد طالبان والقاعدة.