يعانى العديد من الأشخاص من آلام في مفصل الكتف التي تتعدد أسبابها، في البداية يعتقد المصاب أنه فقط شد عضلي بسيط، لكن الأمر يمكن أن يتطور ليصبح علاجه بواسطة تمارين تقوية وتصحيحية للعضلات المحيطة والمؤثرة على حركة الكتف. وحسب "DW"، يعتقد الكثير أن السبب في آلام مفصل الكتف في البداية هو فقط شد عضلي، وعندما لا تتحسن حالتهم يذهبون إلى الطبيب المتخصص في الكتف، وإذا لاحظ الطبيب أن حركة الذراع عندهم مقيدة ويشعرون بتشنجات عضلية فهم إذا مصابون إما ب"متلازمة الانحشار" أو "الكتف المتجمدة" أو "تكلسات في الكتف". عند الإصابة ب"متلازمة الانحشار" تكون الفجوة بين رأس عظم العضد والعظم فوق الكتف ضيقة بطبيعتها، خاصة عند تحريك اليد إلى مستوى أعلى من مستوى الرأس، حيث تنتقل العظمة باتجاه العظم فوق الكتف وتضغط على الأوتار مع الجراب الزلالي. في كثير من هذه الحالات، يسبب رد فعل الجهاز المناعي التهابا مؤلما يحتاج إلى علاج دوائي. ويجب على المصاب ب"متلازمة الانحشار" توخي الحذر والكف عن تحميل الكتف فوق طاقته أو إصابته كما يقول الدكتور روديجر آرينس، كبير الأطباء في مركز جراحة الكتف وجراحة الإصابات الرياضية بمستشفى رولاند بمدينة بريمن الألمانية: "من المهم أولاً الحد من الحركات والأعمال المسببة للوجع وثانياً من الضروري معالجة الآلام بالأدوية المناسبة"، عدا ذلك ينصح الأخصائيون بأن تتضمن الخطة العلاجية إجراء تمارين خاصة لإعادة المفصل إلى وضعه الطبيعي. أما عند الإصابة بالكتف المتجمدة (التهاب المحفظة اللاصق) يكون الكتف شديد الاحمرار ما يدل على التهاب حاد ويتسبب بألم شديد، ويوصي الأطباء في هذه الحالة بعلاج دوائي، وبعد أشهر تعمل قوى الشفاء الذاتية في الجسم على تليين المفصل، ومن ثم ومن خلال العلاج الحركي اللطيف، يمكن استعادة حركة الكتف، ويبدأ الألم بالانحسار. تكلسات الوتر العضلي يمكن أن تكون هي الأخرى سبباً في آلام الكتف ما ينتج عنه التهاب حاد في "الجراب الزلالي"، ويتم العلاج بالمسكنات وإذا اشتد الحال يُحقن المريض بالكورتيزون ثلاث مرات كأقصى حد، أما البديل فيمكن العلاج بالموجات الصادمة التي تُحفز الأنسجة على تكوين أوعية دموية جديدة، ما يساعد على الحد من الالتهاب، وتفكيك التكلسات بشكل أفضل. عند الإصابة بآلام في الكتف فهذا لا يعني أن الكتف السبب، لأن نظامه مع الرقبة والعنق معقد جداً وأسباب الآلام يمكن أن تكون مختلفة جداً، ويرى الدكتور سباستيان هيرمان، بمستشفى هيليوس إيميل فون بيرينج في برلين، أنه من المهم الذهاب إلى الطبيب بعد وقوع حادث مثلاً، أو وجود تمزق في الكتف، أو القيام بحركة يصبح من غير الممكن بعدها تحريك الذراع، أو الكشف عن تشوه ما، أي أن الكتف في شكل مختلف عما كانت من قبل، أو عند الشعور بخدر في منطقة الكتف، كل هذه مؤشرات تحذيرية يمكن أن تدفع للتوجه إلى الطبيب"، في حال استمرار الآلام ومشاكل الحركة رغم التمارين والعلاج الفيزيائي والأدوية، حينها يجب التفكير في اللجوء إلى إجراء عملية جراحية للتخلص من آلام الكتف نهائياً.