توالت اليوم الاثنين، ردود الأفعال اللبنانية المستنكرة والمنددة بالتفجيرين الإرهابيين لكنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، اللذين وقعا أمس وأسفرا عن مقتل وإصابة عشرات الضحايا. وندد رئيس جمعية "الوسط الإسلامي اللبناني" الشيخ حسين إسماعيل بهذا العمل الإرهابي الجبان الذي لا دين له، مشيرا إلى أنه لا ينفصل في أهدافه عن مسلسل الإرهاب الذي يستبيح القيم السمحاء للرسالات السماوية، وتقدم إلى مصر رئيسا وحكومة وشعبا ومن الطائفة المسيحية بأحر التعازي، متمنيا للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل. من جانبه، استنكر المركز الإسلامي للإعلام والتوجيه اللبناني، على لسان أمينه العام الشيخ محمد سليم اللبابيدي، العمل الإجرامي البشع الذي طال الآمنين العزل في كنائسهم، أثناء تأديتهم شعائر صلاة أحد السعف في مصر الغالية. ودعا المسيحيين في أرض الكنانة الأبية إلى التحلي بضبط النفس وتخطي الفترة الحرجة التي تتبع الحادث، مطالبا أصحاب العقول الطيبة من أبناء الأمة العربية وخصوصا الأزهر الشريف بالعمل على تصويب الأفكار المنتشرة بشكل خاطئ عن الإسلام والتعايش المشترك والعمل الصادق على تطوير الخطاب الديني في المساجد. بدوره، أكد تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن الجريمة الإرهابية المروعة ضد كنيستي الإسكندريةوطنطا التي استهدفت أناسا أبرياء يحيون شعائر دينية خاصة بهم لا تستند إلى المفاهيم الإسلامية القرآنية بل هي "ممارسات تشبه ممارسات الصهاينة في جرائمهم ومجازرهم التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين". واستنكر التجمع هذين التفجيرين الإرهابيين، وتقدم بالعزاء للبابا تواضروس الثاني والمسيحيين في مصر، مطالبا الدولة المصرية باتخاذ الخطوات المناسبة لاستئصال الإرهاب في مصر من جذوره. ونوه تجمع العلماء المسلمين في لبنان، بما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ضرورة محاربة الدول الداعمة للإرهاب، ودعاه إلى إعلان ما بات يعرفه الجميع عن أسماء هذه الدول، مطالبا الأزهر الشريف بإعادة النظر في المناهج التي تُعطى للطلاب وخصوصا طلاب العلم الديني والانتباه لمن تسلل إلى المنابر من هذه الجماعات. بدوره، توجه حزب الوطنيين الأحرار اللبناني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والكنيسة القبطية والشعب المصري وأهالي الشهداء بأحر التعازي في ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين هزا أمس مصر والعالم متمنيا الشفاء العاجل للجرحى. واعتبر أن هذا العمل الإجرامي يثبت مرة أخرى أنه لا دين للإرهاب وأنه وحش أعمى يستهدف الجميع دون أي تمييز ديني أو عرقي، مطالبا الجميع بالوقوف وقفة واحدة في وجه الإرهاب مع التشديد على عدم الوقوع في فخ تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية لأنها الأرض الخصبة التي يستثمرها الإرهابيون في بناء مخططاتهم الإجرامية. من ناحيته، رأى حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي أن ما تعرضت له الكنيستين في طنطاوالإسكندرية في أحد الشعانين هو إجرام إرهابي بامتياز يخدم أعداء الأمة على اختلاف مشاربهم ومواقعهم. واعتبر أن حدوثه في مثل هذا الوقت بالذات "لا يخرج عن السياق العام لسلوك قوى الترهيب السياسي والتكفير الديني التي تنفذ أجندات القوى التي تتربص بالأمة العربية وتهدد أمنها القومي، إذ إن تهديد أمن مصر الوطني والاجتماعي هو تهديد للأمن العربي، وعليه فإن تحصين ساحة مصر من هذه الاختراقات المعادية لا يشكل حصانة لأمنها الوطني وشعبها بكل فئاته وأطيافه فقط، بل هو عامل أساسي لتوفير حصانة للأمن العربي الذي يتعرض للتخريب في أكثر من ساحة عربية".