توالت ردود الأفعال اللبنانية المستنكرة للحادثين الإرهابيين اللذين طالا كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية. فكتب نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان السابق - عبر موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي - "حمى الله مصر الغالية وحفظها من المؤامرات والفتن"، معربا عن ثقته بأن مصر بقيادتها ووحدة شعبها ستتجاوز هذه الأيام العصيبة. واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان التفجيرين الإرهابيين، واعتبره اعتداء على المسلمين والمسيحيين على السواء، وأنه لا يستهدف مصر وحدها بل كل الدول والشعوب العربية والإسلامية، إذ يشكل انتهاكا لحرمة الإنسان ودور العبادة وينافي تعاليم كل الأديان السماوية التي تنبذ العنف وتشجب الإرهاب وتحرم العدوان على الإنسان. وقال قبلان: "إن الجماعات التكفيرية فئة مجرمة خرجت عن الإسلام وانحرفت عن تعاليمه، وهي تعبر عن منتهى الوحشية بتحويلها فرحة الأعياد إلى مجازر دموية تحصد من خلالها الأبرياء المدنيين إشباعا لغريزتها الإجرامية التي جعلت منها عدوا للإنسانية جمعاء، مما يحتم أن يتضامن المسلمون والمسيحيون في معركة مكافحة الإرهاب". وأعرب عن العزاء لمصر رئيسا وكنيسة وشعبا في هذا المصاب الجلل، سائلا المولى أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل ويتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهم ذويهم جميل الصبر، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء. بدوره، أدان "حزب الله" اللبناني الاستهداف الإرهابي البشع للكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية، متقدمًا بأحر التعازي لأهالي الضحايا، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. وأعلن حزب الله - في بيان أمس الأحد - وقوفه في هذه اللحظات المؤلمة إلى جانب مصر وشعبها، داعيًا الجميع إلى الوعي بالمؤامرة الكبرى التي تستهدف أمتنا العربية، وإلى الالتفاف في حلف حقيقي واحد في مواجهة الإرهابيين ورعاتهم الإقليميين والدوليين، مضيفًا أن استهداف المؤمنين في كنائسهم صباح العيد هو تجسيد للهمجية بكل معانيها، ودليل على فقدان هذه المجموعات الإرهابية لأية ملامح إنسانية. ورأى أن القتل المستمر الذي تقوم به عصابات إجرامية تتغطى بلباس الدين هو من أكبر المصائب التي ابتليت بها أمتنا والتي خططت لها قوى كبرى وأخرى إقليمية تدعم الإرهابيين سياسيًا وماليًا وإعلاميًا، وترسم لهم الأهداف الإجرامية التي تتمثل بتفكيك مجتمعاتنا وزرع بذور الشقاق والفرقة بين أبنائها الذين عاشوا على مدى قرون إخوة يتشاركون خيرات هذه البلاد ومهمات إعمارها والدفاع عنها. من جانبه، توجه وزير المهجرين ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بالتعازي للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري وذوي الشهداء، راجيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته. وقال أرسلان: "ما يحدث في مصر هو امتداد لفكرة زعزعة الاستقرار الشامل التي لم يتخل عنها داعمو الإرهاب ومنتحلو صفة الاعتدال، فمن سوريا إلى مصر وإلى كل دولة لها كرامة واستقلال نرى استهدافا لمكونات الصمود الأساسية وأولها التعايش بين الطوائف المسيحية والإسلامية، وهذا التعايش مستهدف اليوم وعلى رأس أجندة الإرهاب". كما شجب شيخ طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن بشدة التفجيرين اللذين طالا الشعب المصري بجميع فئاته، متوجها للرئيس السيسي والبابا تواضروس الثاني والكنيسة القبطية وجميع المصريين بالتعزية في الضحايا الأبرياء الذين استشهدوا ، راجيا الله تعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يمد يد العون لمصر حكومة وشعبا لمواجهة كل التهديدات الإرهابية. وشدد على أن ما أصاب المصريين الأقباط اليوم إنما أصاب كل مسلم حقيقي، داعيًا جميع القيادات الروحية إلى التمسك بما ينتهجه الأزهر الشريف في مصر لتعميم لغة الحوار والوحدة والتضامن والتعاون والانفتاح والتسامح والمحبة في وجه كل أشكال العنف والتطرف والانغلاق ، مؤكدا أن الأمر يتطلب بذل كل الجهود على مختلف المستويات لمنع الفتنة ومدبريها من الوصول إلى مآربهم. بدوره، قال المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد إن مصر وشعبها سينتصران على هذه المحنة، معتبرا أن الإرهاب الذي ضرب كنائس في مصر، والذي يطال سوريا والعراق واليمن وليبيا منذ سنوات، وكذلك الذي طال مؤخرا روسيا والسويد وغيرها، هو إرهاب واحد مهما اختلفت تسمياته. كما أدان المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور التفجيرات، وقال: "إن هذين التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستين في مصر يؤكد أن هناك مخططًا مشبوهًا يستهدف ضرب الأخوة الوطنية والقومية بين المسلمين والمسيحيين، وضرب أواصر الوحدة بين المذاهب الإسلامية وداخل كل مذهب". وأكد أن الرد الحقيقي على هذه المخططات لا يجوز أن يبقى محصورا بالجانب الأمني والعسكري فحسب، بل بشحذ الوعي الثقافي الديمقراطي الوطني والقومي الجامع لكل مؤسسات الوطن ومنابره وهيئاته الفاعلة. من جانبها، استنكرت "حركة الأمة"، في بيان، التفجيرين الإجراميين، وقالت: "إن هذا العمل الجبان انتهاك لأبسط المعاني والقيم الإنسانية ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف"، داعية الشعب المصري الشقيق إلى قطع الطريق أمام محاولات استغلال هذا العمل الإجرامي وتداعياته لبث الفرقة وضرب الوحدة الوطنية ، وضرورة توخي الحذر واليقظة لخطورة المشاريع التي تستهدف أمتنا. وقال رئيس حركة "التغيير"، إيلي محفوظ: "إن ما أصاب المصريين اليوم لم يصب الأقباط فحسب ولا الكنيسة المصرية لأن المجرم لا يميز بين مسلم ومسيحي ولا بين مسجد وكنيسة."