نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الأزهر الشريف بالقاهرة (بث مباشر)    8 قرارات جمهورية مهمة ورسائل حاسمة من السيسي بشأن أضرار سد النهضة الأخيرة    التعليم العالي: توقيع 42 اتفاقية بين الجامعات المصرية والفرنسية    محافظ الشرقية من داخل غرفة المتابعة: تعريفة الركوب مناسبة لخط سير وراعينا البعد الاجتماعي للمواطنين    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة في بورصة الدواجن    معهد بحوث الإلكترونيات يستقبل وفدًا صينيًا لتعزيز الشراكة    مصر والبنك الأوروبي يجددان الالتزام بالشراكة لدعم «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»    القوات الروسية تحرير بلدة بريفوليه في مقاطعة دنيبروبيتروفسك    مسؤول إسرائيلي: نلتزم بخطة ترامب وحماس تنتهك الاتفاق وتحتجز رفات 19 أسيرا    سيارتو يكشف موعد وتفاصيل القمة الروسية الأمريكية في المجر    انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين مصر والهند    3 ألقاب متتالية تتوج هنا جودة ملكة على العرش الأفريقي في تنس الطاولة    كريم وليد: صعب أنتقل للزمالك.. كولر مدرب عادل وموسيماني لم يتحمل الضغوط    دوري أبطال إفريقيا| محاضرة فنية للأهلي اليوم استعدادًا لخوض مباراة «ايجل نوار»    محمد صلاح يقترب من إنجاز تاريخي أمام مانشستر يونايتد    الدكتورة مي التلمساني في ضيافة مكتبة مصر الجديدة العامة غدا    خال ضحية سفاح الإسماعيلية ينفي الأكل من جثمانه: أرحمونا من الشائعات كفاية إللى إحنا فيه    طقس اليوم.. خريفي ونشاط رياح وأمطار ببعض المناطق والعظمى بالقاهرة 29 درجة    سميح ساويرس: النجاح الحالي لمدينة الجونة لم يكن في الأحلام (فيديو)    نقيب التشكيليين يفتتح معرض "أطلال" للفنان حسين قطنه بجاليري ضي غدًا    الرعاية الصحية: تشغيل وحدة مناظير الجراحة بمستشفى كوم أمبو ب28 مليون جنيه    استشارى تغذية: الثوم على الريق يسبب قرح المعدة    جامعة قناة السويس تطلق دورة تدريبية لمواجهة الأزمات والكوارث بالتعاون مع "الكشافة الجوية"    ارتفاع عالمي جديد.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 بعد ارتفاع 60 جنيهًا ل عيار 21    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الفيوم لانتخابات مجلس النواب 2025    مصرع 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين إثر تصادم «ملاكي» بالرصيف على طريق «شبرا- بنها» الحر    الأونروا: جميع الأراضى الزراعية فى غزة تقريبا مدمرة أو يتعذر الوصول إليها    السوبر الأفريقي.. موعد مباراة بيراميدز ونهضة بركان المغربي    المتحف المصري الكبير يكشف موعد افتتاح قاعة توت عنخ آمون    سبب غياب حمدالله عن مباراة أهلي جدة    اليوم.. المصري في ضيافة الاتحاد الليبي بذهاب الكونفيدرالية الأفريقية    مواعيد مباريات اليوم 17 أكتوبر.. عودة الدوري والمصري في الكونفدرالية    حقيقة ارتفاع أسعار مواد البناء خلال الفترة المقبلة بسبب إعمار غزة    الطفولة والأمومة ينعى الأطفال ضحايا حادث التروسيكل بأسيوط    شعبة المخابز: سعر الخبز المدعم ثابت ب20 قرشا للرغيف ولن يتأثر بتحريك أسعار الوقود    5 أبراج تحب قضاء الوقت مع الأطفال    إطلاق قافلة زاد العزة ال52 إلى غزة بحمولة 4 آلاف طن مساعدات غذائية    مارشال صاحب فيديو كلب الأهرامات يشارك فى مظلات الباراموتور بالأقصر.. فيديو    محافظ بورسعيد يعتمد تعريفة الركوب الجديدة بعد زيادة البنزين والسولار الجديدة    الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين لانتخابات النواب بالأقصر    حمزة نمرة: وفاة والدتي في التاسعة من عمري أورثتني القلق.. وقضيت عاما كاملا أنتظر معجزة لشفائها    فى ذكراه.. منير مراد الموسيقار المنسى من وزارة الثقافة والغائب عن حفلات ومهرجانات الأوبرا    فلسطين.. الاحتلال يدمر سيارة مواطن خلال اقتحام حي المخفية في نابلس    ترامب يتحدى بوتين: "آلاف توماهوك بانتظار خصومك".. فما سر هذا الصاروخ الأمريكي الفتاك؟    أشرف زكي: لا يوجد أي منصب في الدنيا يجعلني أترك النقابة.. والاستقالة لسبب داخلي    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتقد ثورة يوليو ودافع عن محفوظ..مواقف بحياة عميد النقاد
نشر في محيط يوم 05 - 04 - 2017


الصحافة أكبرأسباب إفساد ذوق الجمهور
سلّط الضوء على السينما المعادية للصهيونية
هاجم الإخوان والصناديق وهتلر!
نفى عن محفوظ اتخاذه السينما بديلاً للأدب
"الأنظمة العربية تخشى السينما لأنها أكثر تأثيرا على مختلف فئات الجمهور كما أنها محببة لسهولة تلقيها".
هكذا كان يردد عميد النقاد السينمائيين العرب سمير فريد الذي غادر دنيانا أمس، تخرج سمير فريد في قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965، ألّف أكثر من 53 كتاباً عن مواضيع مختلفة حول السينما المصرية والعربية والعالمية منذ عام 1966، كما أصدر 12 كتاباً عن السينما العربية، وثلاثة كتب عن الصراع العربي الصهيوني في السينما، وعن السينما الصهيونية، وسينما الأرض المحتلة، كما ألف أكثر من عشرة كتب عن السينما الأوروبية والأمريكية، اتجاهاتها ومخرجيها وأدبائها، وأصدر أربعة معاجم عن سينما دول الاتحاد الأوروبي، عن تاريخها ومخرجيها وتياراتها ومؤسساتها السينمائية. وأصدر أربع مجلات سينمائية عربية وعالمية، وشارك في عدة ندوات ومحاضرات، وأعدّ برامج سينمائية في أكثر من 12 مهرجاناً، وشارك في لجان تحكيم في أكثر من 15 مهرجاناً مصرياً وعربياً ودولياً.
نشر مقالاته ودراساته في أكثر من 106 صحف ومجلات عربية وعالمية، واشترك في 27 كتاباً جماعياً باللغات العربية والفرنسية والإيطالية والهولندية واليابانية، صدرت في مصر وليبيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وكندا وقبرص واليابان.
واختير عضواً في اللجنة الدولية لكتابة تاريخ السينما في هيئة الأمم المتحدة 1980، وفاز كأول ناقد عربي بميدالية مهرجان "كان" الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة في القرن العشرين في عام 2000. وفي عام 2012 فاز بجائزة "إنجاز العمر في الكتابة عن السينما" في مهرجان سينما الآسيوية والعربية في الهند.
تم تكريمه من قبل مهرجان برلين السينمائي الدولي بجائزة "كاميرا البرلينالي" التقديرية. وتعد هذه هي المرة الاولى التي تكرم فيها شخصية صحفية عربية على مدى تاريخ المهرجان. واشاد بيان صحفي صادر عن إدارة المهرجان بالخبرة السينمائية لفريد قائلا : "إن آراءه يؤخذ بها في جميع انحاء العالم كما إنه من نقاد السينما البارزين في العالم العربي."
بدأ ينشر مقالاته في الصحف المصرية ثم العربية أوائل سنوات الستينات، ومنذ ذلك الحين وسمير فريد حاضر يكتب ويصدر الكتب ويتابع المهرجانات ويُستشار في شؤون السينما من دون انقطاع.
كرّمه مهرجان دبي السينمائي بمنحه جائزة "إنجازات الفنانين" في سابقة بالنسبة إلى ناقد سينمائي لا فنان، واعتبر الراحل أن التكريم لفتة قوية تضع الناقد في موقعه الطبيعي لأنه جزء من صناعة السينما.
حياة ناقد
في الثالثة والعشرين من عمره سافر أول مرة إلى مهرجان " كان" السينمائي الدولي عام 1967.. وقتها من يذهب إلى هذا المهرجان كان يحصل على رتبة في النقد السينمائي على مستوى العالم .. في هذا العام شاهد " أنتونيوني " وتحدث معه بعد عرض فيلم " بلو آب ". وربما لهذا السبب كما يقول "فريد ": "لم تعد الأسماء الكبيرة في عالم السينما بالنسبة إليه مثل آلهة اليونان القدماء."
بسبب حضوره المهرجان انهالت عليه دعوات من مهرجانات سينمائية آخرى في عام 1968.. ساعدته الصدفة في نشر مقالاته الأولى وهو تحت التمرين عام 1964 وكان لا يزال طالب.
كانت تجمعه الجلسات بأساتذته على المقاهي يتحدث معهم في الأدب والفن والثقافة, هناك تعرف على "رجاء النقاش " الذي أقنعه بضرورة أن يهتم بالسياسة قدر اهتمامه بالأدب والفن .. أما موقفه اليساري فجاء من ممارسة التمرد والمعارض خاصة بعد هزيمة 1967.
في بداية عمله بالنقد السينمائي كانت وجهة النظر السائدة بين الكتاب والمفكرين أن السينما تُوضع في مرتبة أدنى من المسرح.. يقول "سمير فريد ": " لم يكن هناك من اهتم بالسينما غير "محمد حسنين هيكل" على نحو ما .. الوحيد الذي رأى السينما كان " طه حسين " الذي لا يُبصر, لكن كانت لديه "البصيرة الأعمق.
كان حلم "فريد" أن يستقل النقد السينمائي, أن يُصبح مثل نقد الأدب أو المسرح. لهذا جمع مقالاته ونشرها في عام 1966 في كتاب "سينما 65 ", دون النظر إلى أهميتها, لكن ليتساوى مع نقاد الأدب والمسرح .. وحينما دعاه لطفي الخولي للنشر في " الطليعة " طلب أن يتساوى أجر مقال النقد السينمائي مع مقال النقد الأدبي..
يعترف "فريد "أنه مسئول عن تسييس السينما ويقصد أنه أعطى قيمة لأعمال أكبر من قيمتها, لأنها لاقت هوى سياسي أو لعبت على أفكار من العيار الثقيل. كما يعترف أنه ساهم في ترويج أفكار عن السينما مثل " سينما المثقفين " التي تلعب على فكرة غامضة هي "المتعة الذهنية ". في ترويج مصطلحات احتقرت متعة الحواس واستسلمت لفكرة تبعية السينما إلى مؤسستي السياسة والفكر.. يعترف أنه بالسياسة ظلم مخرجين مثل حسن الإمام وحسين كمال, أنه بالغ في تقدير قيمة صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح على حساب مخرجين آخرين عظام مثل هنري بركات وكمال الشيخ.
آراء سينمائية
أثنى الراحل كثيرا على حركة السينما المستقلة، معتبرها في ازدهار كبير في الوطن العربي، والمشكلة كما يقول لا تكمن في وجود المبدعين أو الابداع إلا أنها تتمثل في علاقة الحكومات العربية بالسينما.
ولا يرى سمير أن الرقابة تمثل مشكلة للأبداع لان الفنان يجب أن يتحايل على الرقيب ليظهر مدى موهبته.
قال فريد إنه من جيل شهد حرب 67 وفشل الاشتراكية وفشل الانفتاح مما جعله ينغمس في السياسة ولكن هذا ليس ضرورة للناقد الفني الناجح، مؤكدا أن معيار الناقد الناجح هو أن يكون له منهجا محددا يحكم عمله.
السينما عنده، ليست فقط فناً جميلاً ومتعة مشاهدة أفلام، بل تعني أيضاً تغييراً في العلاقات الاجتماعية، وتعني ايضاً أن تكون لدى الشعب الشجاعة لمشاهدة عيوبه على الشاشة. ولهذا السبب وجدت السينما في مصر قبل الدول العربية الأخرى.
فبعد ثورة 1919 صارت عند المصريين ثقة بأنفسهم لمواجهتهم الاحتلال البريطاني، وتمكنوا من وضع دستور عام 1923 ونجحوا في ثورتهم، وبالتالي حين وجدت السينما سنة 1927 لم يخشوا من رؤية امرأة منحرفة على الشاشة أو قاضٍ مرتشٍ أو ضابط شرطة فاسد.
واعتبر أن أكبر نجاح للسينما المصرية يتمثل في تسلل عبارات الأفلام الى الحياة اليومية. ففي أحد الأفلام مثلاً، جسد استيفان روستي دور نائب رئيس عصابة يموت من طريق الخطأ على يد رئيس العصابة، فيقول له روستي وهو على فراش الموت: "نَشِنت يا فالح". وسرعان ما اضحت هذه الجملة تقال في الشارع للحديث عن نيران صديقة. والامر ذاته يقال عن عبارة "أنت بقيت من الأحرار يا علي" التي ترددت في فيلم"رد قلبي" أو عبارة "أخدها الوبا" في فيلم "دعاء الكروان".
فساد ذوق الجمهور
برأي الراحل، عوامل كثيرة أدت الى إفساد ذوق الجمهور أو تراجعه مقارنة بجمهور الستينات والسبعينات، أولها الصحافة، وتحديداً الصحافة اليومية كونها مؤثرة أكثر.
كل الصفحات التي تدنو من المادة السينمائية في العالم العربي، تتعامل معها باعتبارها مادة لتزيين الصفحة بصورة ممثلة جميلة. وهذه كارثة كبرى. التلفزيونية أما البرامج – فيقول في أحد حواراته - فلا يوجد برنامج واحد أستطيع ان أخرج بعد مشاهدته بجملة مفيدة. حتى القنوات الرصينة التي تلاحق أخبار السياسة والاقتصاد، حين يصل الأمر الى السينما، يختلّ إيقاعها، ما يخلق وعياً عند الناس بأن السينما كلام فارغ.
مهرجان القاهرة
يقول الراحل: حين تسلّمت مهامي كرئيس للمهرجان ، طلبت موازنة السنوات العشر الماضية. والمضحك ان المسؤولين في المهرجان قالوا لي انها في الوزارة وفي الوزارة قالوا انها في المهرجان، فلم يكن امامي إلا التوجه الى مراقب الحسابات، وبالفعل سلّمني الموازنات.
أنا لا أستطيع أن اتهم أحداً بالفساد. كل ما يمكن ان أقوله ان المهرجان ليس فقيراً، فموازنته تصل الى 14 مليون جنيه في السنة، وهو رقم جيد جداً لإقامة المهرجان خلافاً للصورة التي كانت تقدم حول انه مهرجان فقير.
وفي أحد مقالاته يؤكد على حرية التعبير فيقول: هي "ريشة" على رأس أى دولة تتباهى بها أمام العالم. بل ومن دون هذه الحرية تقلّ الاستثمارات المحلية والأجنبية فى أى دولة، فالمستثمر يضمن بها استثماراته، ويحتمى من أى بطش أو ابتزاز "قوى الشر".
آراء سياسية
كان يعتبر أن جيل الأربعينات باع الحرية حين أيد ثورة يوليو التي قطعت طريق الديمقراطية في مصر، هذا الجيل وجد في ثورة 52 أملا في التغيير لكن عندما أيدوا إلغاء الأحزاب والديمقراطية الوليدة التي كان عمرها آنذاك ثلاثين سنة قضوا بقية حياتهم يشعرون بالذنب ويحاولون تبرير هذا الموقف بمن فيهم جمال عبد الناصر نفسه لأن عبد الناصر إبن هذا الجيل هو إبن الحرية، لما دخل جمال عبد الناصر الكلية الحربية سنة 1935 دخلها بفضل الديمقراطية لأن الكلية كانت مخصصة لأبناء الباشاوات لا لإبن وكيل مكتب بريد الخطاطبة بالصعيد ، هو إبن المرحلة الليبرالية فخيانة هذه المرحلة بدأت مجسمة في ثورة يوليو، وبدت أنها خيانة بعد هزيمة 1967 .
وعن ثورة يناير يقول: الثورة لم تتوقف ، ثورة 25 يناير طالبت بالحرية ثم سرقت ومعها سرقت الحرية التي طالب بها المصريون من طرف الإخوان المسلمين.
وهاجك الإخوان بضراوة وحين سئل عن وصولهم للحكم بأصوات الشعب قال: حتى هتلر وصل إلى الحكم بإرادة الناخبين الألمان ، مسألة التصويت ليست مقياسا محددا حين إختار النمساويون اليميني المتطرف "هايدر" سنة 2002 هدد الإتحاد الأوروبي بطرد النمسا فاستقال هايدر وقال "بلدي أهم من حزبي" ووعد بعدم الترشح مستقبلا، هذه هي الوطنية، المفروض ان الوطن أولا.
سينما نجيب محفوظ
تناول فريد سينما نجيب حفوظ بكثير من الاهتمام، وفي أحد كتاباته يقول: الشائع أن محفوظ كتب للسينما عندما توقف عن كتابة الأدب بعد ثورة يوليو 1952، وحتى 1957، والشائع أنه كتب للسينما لأنها تحقق عائدات مالية أكبر من عائدات الأدب، وكلا الأمرين من الأخطاء الشائعة. فقد بدأ الكتابة للسينما عام 1946 أثناء كتابته للأدب، واستمر فى الكتابة للسينما بعد أن عاد إلى الأدب، وكتب "أولاد حارتنا" التى أتمها فى أبريل 1958، مما يؤكد أن السينما بالنسبة إليه لم تكن بديلاً عن الأدب، وإنما موازية للأدب.
ولعله فى الكتابة للسينما كان يستجيب لدعوة طه حسين فى مقاله عام 1946 بمجلة "الكاتب المصرى" الذى تناول فيه كتابة جان بول سارتر للسينما، ووجه الدعوة إلى كبار الأدباء فى مصر للكتابة لها، وقال إن عدم اهتمامهم بها يؤدى إلى نتيجة واحدة، وهى ترك الأفلام بين أيدى كتاب لا يرتفعون بمستواها رغم تأثيرها الكبير على جمهورها الذى يفوق عدد جمهور قراء الأدب.
ومن ناحية أخرى، فالمؤكد أن الكتابة للسينما تحقق عائدات مالية أكبر من عائدات الأدب، ولكن المؤكد أيضًا أن محفوظ لم يسع إلى حياة الرفاهية طوال حياته، وكان أجره عن الكتابة للسينما أو مقابل إعداد أحد أعماله الأدبية للسينما الأقل بين أجور الكتاب المعروفين حتى بعد فوزه بجائزة نوبل للأدب عام 1988.
ومن اللافت أن محفوظ كتب أو اشترك فى كتابة القصص والسيناريوهات السينمائية، لكنه لم يكتب أو يشترك فى كتابة حوار أى فيلم، ويرجع هذا إلى أن الحوار فى السينما المصرية بالعامية المصرية إلا فى الأفلام التاريخية أو الدينية، وأن محفوظ لم يكتب قط حوارًا بالعامية فى أى من أعماله الأدبية. وقد سألته عام 1965 عن قضية الحوار بين العامية والفصحى، وقلت له على سبيل المثال كيف يقول تاجر الغلال فى الجمالية فى نهاية "بين القصرين" لزملاء ابنه "علام" عندما يقول له أحدهم لقد جئنا لك بخبر لم نكن نحب أن يكون، وهو استشهاد الابن فى ثورة 1919، وكان رد محفوظ: تاجر الغلال فى عالم الواقع لا يقول "علام"، ولكنه يقول ذلك فى عالمى الذى لا ينقل الواقع، وإنما يصنع عالمًا موازيًا يعبر عنه.
السينما المعادية للصهيونية
يٌقسم الناقد الراحل السينما المعادية للصهيونية الى ثلاثة أقسام , أولا السينما الفلسطينية وهي السينما التي تتبنى أهداف منظمة التحرير الفلسطينية , ايا كانت جنسية أفلامها , ثانيا السينما المعادية للصهيونية التي قد تلتزم بأهداف المنظمة , وقد لا تلتزم بها، ثالثا السينما المعادية للصهيونية في اسرائيل أو بالاحرى التي تصنع بواسطة مخرجين اسرائيليين وهي سينما تنتج خارج اسرائيل وتمنع أفلامها داخل اسرائيل .
وتعتبر السينما المعادية للصهيونية في اسرائيل سينما هامشية بكل معنى الكلمة وهي تعبر عن أقلية يهودية معادية للصهيونية .
ويمثل المخرج الاسرائيلي ماريو أوفنبرج السينما المعادية للصهيونية في اسرائيل خير تمثيل . وهو مخرج يحمل جنسية ألمانيا الاتحادية الى جانب الجنسية الاسرائيلية ويعيش في برلين الغربية حيث ينتج أفلامه . وقد أخرج فيلمين تسجيليين الأول "الكفاح من أجل الأرض أو فلسطين في اسرائيل" عام 1977 , ومدته 47 دقيقة والثاني "الطريق الصعب الى فلسطين" عام 1978 , ومدته مائة دقيقة .
فيلم "الكفاح من أجل الأرض أو فلسطين في اسرائيل" , يتناول مشكلة الأرض وهي عصب الصراع العربي – الصهيوني . لقد قامت الصهيونية باحتلال أرض فلسطين العربية على أساس انها "أرض بلا شعب , لشعب بدون أرض" . ولكن ماريو أوفنبرج في فيلمه يحطم هذا الأساس تحطيما كاملا . لقد كان الشعب العربي الفلسطيني يعيش هنا على أرضه وقام رجال الجيش الصهيوني باحتلال هذه الأرض , وطرد سكانها من ديارهم وقراهم بالقوة .
هذه هي الحقيقة التي يعبر عنها أوفنبرج في فيلمه وذلك من خلال دراسته ثلاث حالات : قرية صفورية في الجليل وقرية عرعرة في المثلث , ثم مدينة تل أبيب نفسها قلب الدولة الصهيونية والتي تعتبر من رموزها الكبرى .
ويؤكد الفيلم على ألسنة المتحدثين فيه سواء من اليهود أم من العرب انه لا حل دون الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني , لا حل مع اسرائيل الصهيونية.
يقول ماريو أوفنبرج في حديث بالعدد الثالث من نشرة مهرجان لايبزج عام 1977 انه يوجه فيلمه الى الجمهور الاسرائيلي ليعرف تأريخ وواقع الشعب الفلسطيني الذي لا يعرفه بسبب التعليم الاسرائيلي والدعاية الاسرائيلية كما يوجهه الى الجمهور الفلسطيني ليعرف ان هناك يهودا يرفضون الصهيونية , ويؤيدون حقه في تقرير المصير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.