إيران تفاجئ العالم بمحطة نووية سرية ثانية مفاعل نووي نيويورك: أعلنت إيران الجمعة عن وجود منشأة أخرى لتخصيب اليورانيوم، وذلك من خلال الرسالة التي بعثت بها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينتظر أن يدلي الرئيس الأمريكي بتصريح محدد حول هذه الأنباء. ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية عن دبلوماسية أمريكية قولها :"إن الرسالة الإيرانية للوكالة الذرية أوضحت أن منشأة التخصيب الثانية موجودة ضمن قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة قم المقدسة لدى الشيعة". ويعتقد أن المنشأة الثانية يمكنها استيعاب 3000 جهاز للطرد المركزي، وهي لا تكفي لتخصيب كميات كافية من الوقود لتشغيل مفاعل نووي، لكنها تكفي لتصنيع مادة لصنع قنبلة. وذكرت الدبلوماسية أن المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية والفرنسية كانوا على علم بشأن هذه المنشأة منذ شهور عديدة. وأوضحت أنه عندما علمت إيران بأن الدول الغربية تعرف بشأن هذه المنشأة، أرسلت برسالة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلمها بذلك. من جهته، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مارك فيدركير، رداً على استفسارات الصحفيين، إن إيران أرسلت رسالة للوكالة في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الداري، كشفت فيها عن وجود منشأة جديدة قيد البناء لتخصيب اليوارنيوم. وأشار إلى أن الرسالة الإيرانية أوضحت أن عمليات التخصيب ستصل إلى 5 في المائة، منوهاً إلى أن إيران أكدت للوكالة "أنه سيتم توفير مزيد من المعلومات الكاملة في الوقت المناسب." ورداً على ذلك، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران تزويدها بمعلومات محددة حول المنشأة وكذلك السماح بتفتيشها في أقرب وقت ممكن. كذلك فهمت الوكالة من إيران أنه لم يتم إنتاج أي مواد في هذه المنشأة. موقف أوباما اوباما على الجانب الأخر اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ايران ،خلال تصريحه اليوم الجمعة على هامش قمة 5+1 فى مدينة بتسبرج بانها تخرق القواعد التي يجب أن تلتزم بها الامم، كما انها تهدد الأمن والاستقرار فى العالم. واضاف اوباما بشأن الأنباء الأخيرة حول منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في إيران، انه على ايران الالتزام بشكل تام بقرارات مجلس الامن خلال اجتماع 5+1 والالتزام بالمعايير والقوانين الدولية. وكان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد أعلن في أوائل شهر سبتمبر/أيلول الحالي أن بلاده أصبح لديها الآن أكثر من ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي، يتم استخدامها في أنشطة تخصيب اليورانيوم في بلاده، التي يثير برنامجها النووي قلقاً دولياً متزايداً. نجاد يتوعد ونقلت وكالات أنباء ووسائل إعلام رسمية في طهران، عن الرئيس نجاد قوله: "الغرب كان يعتقد أن إيران سترضخ لتهديداتهم وتوقف المضي قدماً ببرنامجها النووي، ولكننا الآن اتخذنا خطوة أخرى للأمام، وقمنا بتركيب ما يزيد على 3000 جهاز طرد مركزي، وستكون هناك خطوات أخرى كل أسبوع". وأضاف إن بلاده ستقطع أيدي "أي مهاجم قبل ان يضغط على الزناد". وأكد نجاد في كلمته امام حشد عسكري في ذكرى بداية الحرب العراقية الايرانية "انه لا توجد أي دولة تجرؤ على الهجوم على ايران"، واضاف "ان قواتنا المسلحة مستعدة لمواجهة قوى الظلام". وجاءت كلمة نجاد قبل بداية عرض عسكري ضمن فعاليات اسبوع "الدفاع المقدس" لاحياء ذكرى الحرب. وشهد العرض العسكري تحطم طائرة عسكرية حسبما نقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية "ايرنا"، والتي افادت بتحطم الطائرة اثناء قيامها بمناورة قرب بلدة "فالي عباد" بالقرب من طهران دون ذكر للخسائر الناجمة عن الحادث. وطالب نجاد الولاياتالمتحدة بالانسحاب من العراق وافغانستان قائلا "ننصحكم بالعودة الى بلادكم، فمنطقتنا لن تقبل ابدا وجودا طويل الاجل للاجانب". الرئيس الايراني احمدى نجاد وقال نجاد ان الحرب مع العراق كانت "اذلالا للقوى الشيطانية"، في اشارة تقليدية من جانب القادة الايرانيين الى الولاياتالمتحدة. ومضى نجاد يقول ان "القوى الشيطانية" قامت بتسليح صدام حسين ضد شعبنا، وعندما طالبناهم بالتوقف عن ذلك "استمروا يبيعون السلاح ويتحدثون عن السلام". تباين الموقف الدولي من جهتها عارضت الصين فرض عقوبات اضافية على ايران بسبب برنامجها النووى، ودعت الى بذل جهود دبلوماسية اكبر لحل القضية. وجاء اعلان بكين عن تأكيدها لموقفها السابق عقب تصريحات من الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف اشار فيها الى ان بلاده قد تقبل فرض عقوبات اضافية على ايران. وقال مدفيديف عقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العقوبات قد تكون "حتمية". واوضح مدفيديف "موقف روسيا بسيط، فنادرا ما تكون العقوبات مثمرة لكن احيانا تكون حتمية. انها مسألة اختيار"، في اشارة الى استمرار الرفض الايراني لوقف انشطة تخصيب اليورانيوم. وحث الرئيس الروسي المجتمع الدولي على ارسال الاشارات والحوافز الصحيحة الى طهران، مضيفا: "نحتاج الى مساعدة ايران على اتخاذ القرارات الصحيحة". ومن جانبه قال أوباما بعد الاجتماع أن روسياوالولاياتالمتحدة سوف تفرضان عقوبات على إيران إذا لم تثبت أنها لا تطور أسلحة نووية. و يأتي الموقف الروسي بعد اسبوع من اعلان اوباما الغاء خطط اقامة الدرع الصاروخية التي اعترضت عليها روسيا بشدة. وقال مراقبون ان الغاء الدرع الصاروخية ربما تم في اطار صفقة مع روسيا تتضمن قيام موافقة موسكو على تشديد الضغوط على ايران. وقال عضو بارز في الوفد الروسي المرافق للرئيس مدفيديف في وقت سابق من يوم الأربعاء إن موسكو ستتعاون مع مجلس الأمن الدولي إذا قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "اسسا كافية" لاثبات ان ايران لا تزال تواصل تخصيب اليورانيوم. ضغوط اوروبية الرئيس الفرنسى ساركوزى من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن على إيران ان تبدي تجاوبا في محادثاتها مع الدول الكبرى خلال شهر ديسمبر/كانون أول المقبل. وقال ساركوزي "إن الحوار لا يتقدم، وإن من الضروري أن تكون هناك مهلة محددة، ولتكن شهر ديسمبر/كانون اول". واضاف ساركوزي خلال تصريحه على هامش قمة 5+1 "لن نسمح لقادة ايران من الاستفادة بالوقت وعليهم الالتزام بالقرارات الدولية"، متوقعا تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل صارم وجدي على المنشات الايرانية. من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ان بلاده مستعدة لفرض مزيد من العقوبات وتشديدها على ايران. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، إن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني اتفقت على أن إيران يجب أن تقدم "ردا جديا" بشأن برنامجها النووي المثير للجدل خلال مباحثاتها المنتظرة يوم 1 أكتوبر/تشرين الثاني المقبل في جنيف. وأضاف قائلا وهو يقرأ بيانا اتفقت عليه كل من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسياوالولاياتالمتحدة "نتوقع ردا جديا من إيران وسنرد، في سياق مقاربتنا المزدوجة، بشأن الخطوات المقبلة على ضوء نتائج الاجتماع". وتابع أن الدول الست اتفقت على أن إيران ينبغي أن "تتعاون أكثر فأكثر مع الوكالة الدولية لحل القضايا العالقة التي تحتاج إلى توضيح بهدف استبعاد الأبعاد العسكرية من البرنامج النووي الإيراني".