لندن : اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء بنبأ وفاة الزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونج ايل ، لكن الشؤون العربية كانت حاضرة كذلك في الصفحات الداخلية، حيث نشرت صحيفة "الاندبندنت "تقريرا عن الدعوى القضائية التي يرغب قائد ليبي عسكري في رفعها ضد الحكومة البريطانية، بينما تناولت الفاينانشيال تايمز الانسحاب الأمريكي من العراق. واختارت الصحف البريطانية صورا مختلفة تعكس وفاة الزعيم الكوري الشمالي ، فبينما نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" صورة للزعيم السابق مع ابنه الذي خلفه في حكم البلاد كيم جون اون خلال احتفال وهما يؤديان التحية العسكرية، اختارت صحيفة "الاندبندنت" صورة احتلت معظم مساحة صفحتها الأولى لعدد من السيدات والفتيات وهن يبكين بحرقة، أما "الجارديان" فاكتفت بصورة أصغر نسبيا لمجموعة من المواطنين الكوريين الذين انخرطوا في البكاء.
"دموع من أجل القائد العزيز، لكن ما التالي بالنسبة لمواطني كوريا الشمالية؟"، كان هذا عنوان تقرير صحيفة "الجارديان" البريطانية ، ويصف التقرير حال الكوريين الشماليين بالقول إنهم "ينتحبون ويبكون ويكفكفون دموعهم بأياديهم". غير أن الكاتب يستدرك قائلا "لكن لا أحد خارج كوريا الشمالية يعلم حقيقة ما يحس به الكوريون الشماليون تجاه خبر وفاة كيم جونج ايل". ويضيف التقرير أن "البعض قد بكوا حزنا على قائدهم العزيز، وآخرون بكوا حزنا على انفسهم". أما صحيفة "الفاينانشيال تايمز" فقد اختارت لتقريرها عنوان "خليفة عظيم يتولى السلطة". وتقول الصحيفة، في التقرير الذي أعده مراسلها كريستيان اوليفر من سيول إن نقل السلطة إلى كيم جونغ اون "يمكن أن يهدد الاستقرار في شرق آسيا" لأنه ربما يواجه مصاعب في حكم بلد. محاكمة بريطانيا وفي الشأن العربي ، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" أن القائد العسكري الليبي عبد الحكيم بلحاج يشرع في مقاضاة الحكومة البريطانية لدورها في تسليمه إلى السلطات الليبية السابقة ليواجه التعذيب.
وتنقل الصحيفة، في التقرير الذي أعده مراسلها لشؤون الدفاع كيم سينغوبتا، عن بلحاج قوله إنه لجأ إلى الاجراءات القانونية بعد أن انتظر الحكومة البريطانية، بلا جدوى، كي تعتذر له عن سنواته السبع التي قضاها في السجن. ويضيف التقرير أن البند الرئيسي في قضية بلحاج سيكون معلومات في ملفات كشفت عنها صحيفة "الاندبندنت" في العاصمة الليبية طرابلس عقب سقوط نظام العقيد القذافي. وتقول الصحيفة إن هذه الملفات احتوت على خطابات من السير مارك الان، الذي شغل حينها منصب شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات الخارجية البريطاني، إلى موسى كوسا رئيس المخابرات الليبية حينها. ويضيف التقرير أن المسؤول الأمني البريطاني بدا "مفتخرا بشأن الدور الرئيسي" الذي لعبته قواته في القاء القبض على بلحاج وترحيله. وتقول "الاندبندنت" إن من المتوقع أن يعين بلحاج، الذي يشغل الآن منصب القائد العسكري للعاصمة طرابلس، في منصب وزير الدفاع. نهاية الحرب وحول الانسحاب الأمريكي من العراق ونهاية الحرب هناك ، نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" مقالا للكاتب غوديون راتشمان بعنوان "نهاية الحرب الخرقاء في العراق". يرى الكاتب أنه "لنصف عقد من الزمان، ظلت الحرب في العراق أكثر القضايا أهمية وإثارة للجدل في السياسة الدولية"، لكنه يستدرك قائلا إن انسحاب الجيش الامريكي من البلاد الاسبوع الماضي لم يحظ بالاهتمام الذي يتناسب مع حجم الحدث. ويفسر الكاتب هذا الانصراف بأن أوروبا مشغولة بالأزمة الاقتصادية، بينما صارت دول الشرق الأوسط أكثر اهتماما بالربيع العربي من تطورات الأحداث في العراق. ويضيف الكاتب أنه "حتى الولاياتالمتحدة توقفت مع الانسحاب لفترة قصيرة فحسب، قبل أن تعود مجددا إلى الهموم الاقتصادية الداخلية". ويقول الكاتب إن أكثر من 100 ألف مدني عراقي قتلوا نتيجة لهذه الحرب وفقا لبعض التقديرات، وإن ملايين العراقيين صاروا لاجئين، كما قتل وشوه الآلاف من القوات الأمريكية والحلفاء. ويتساءل الكاتب عن مقابل كل هذه الخسائر التي اوقعتها الحرب، قبل أن يحاول الإجابة على هذا السؤال في الفقرات اللاحقة. يقول الكاتب إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "الذي كان منتقدا متشددا للحرب، بذل قصارى جهده لإبراز الجوانب الإيجابية في كلمة أمام القوات الأمريكية الاسبوع الماضي". ويرى الكاتب أن "حكم المرشح أوباما، بأن حرب العراق حرب خرقاء، أكثر اقناعا".