تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين ، ففي الوقت الذي أكدت فيه صحيفة "الثورة" اليمنية أن البلاد تترقب نتائج قمة التعاون الخليجي ، دعت صحيفة "الدستور" الأردنية الى عد التدخل الدولي في حل الأزمات العربية ، فيما تساءلت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن من المستفيد من حرق المجمع العلمي . وأكدت صحيفة "الثورة" اليمنية أن الشعب اليمني يترقب نتائج قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تعقد اليوم بالعاصمة السعودية الرياض، لدعمه ومساعدته علي تجاوز تداعيات الأزمة السياسية الراهنة في اليمن وآثارها السلبية المستمرة منذ عشرة أشهر .
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي تحت عنوان "اليمن وقمة الأشقاء" إن الشعب اليمني يتطلع إلي ما تصدره القمة من قرارات بشأن دعم اليمن في المجالات التنموية والاقتصادية وبما يمكنه من تجاوز تداعيات وانعكاسات الأزمة اليمنية ، واستعادة عافيته والخروج من عنق الزجاجة، وبدء مرحلة جديدة من البناء والنهوض.
وأضافت أن المراقبين يتطلعون أيضا إلى وقوف القمة ال32 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي أمام احتياجات اليمن العاجلة والحيوية من وسائل الدعم والإسناد في هذه الفترة الحساسة، مؤكدة أن قادة دول الخليج الذي وقفوا إلي جانب اليمن في الأزمة السياسية لن يدخروا جهدا بشأن دعم اليمن واعتماد التمويل اللازم للتغلب علي التحديات والمصاعب الاقتصادية والتنموية.
وأكدت الصحيفة أن تغلب اليمن على معضلتي الفقر والبطالة نتيجة قلة الموارد والانفجار السكاني الهائل، سينعكس بإيجابياته على أشقائه، وقالت إن يمنا آمنا ومزدهرا سيجعل منه رافدا لقوة أشقائه، ولما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة، وصيانة حاضر ومستقبل أبنائها.
واختتمت الصحيفة مقالها إن أبناء الشعب اليمني سيذكرون لأشقائهم وقوفهم إلى جانبهم في السراء والضراء وما قدموه من عون وإسناد خلال الأزمة الأخيرة التي مر بها اليمن حتى تحقق الانفراج السياسي والتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي شكلت مخرجا مشرفا لجميع الأطراف ومنحت اليمنيين الفرصة للخروج من النفق المظلم بتوافق سياسي لا غالب فيه ولا مغلوب.
ومن جانبها ، أكدت صحيفة "الجمهورية " اليمنية أن الانتشار العسكري الأمريكي وسعيها لإقامة قواعد عسكرية في العديد من مناطق العالم يهدد السلام العالمي ، كما يؤدي إلي استفزاز دول أخري تسعي إلي امتلاك السلاح لتحقيق التوازن مع التواجد العسكري الأمريكي.
وقالت الصحيفة في مقال رئيسي للكاتب عبد الله سلطان تحت عنوان "تهديد السلام العالمي" إن انتشار السلاح البري والبحري والجوي في بحار وبراري العالم يهدد السلام العالمي، ويؤدي إلى التوتر الدولي، والعودة إلى سباق التسلح إذا لم تكن قد عادت بالفعل بين العديد من قوى العالم.
وأضافت الصحيفة أنه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي معه انفردت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلف الأطلسي بالعالم ليفقد العالم التوازن الدولي الذي يقوم أساسا على توازن القوى العالمية أو ما يسمى بتوازن الرعب، ما أدى إلى فوضى عالمية وانهيار الأمن الدولي تحت وطأة الانتشار العدواني التجسسي التآمري الأمريكي في العديد من مناطق العالم، سعيا للهيمنة والسيطرة على العالم، وإلحاقه بالنظام العالمي الرأسمالي بالقوة والقهر.
وتابعت الصحيفة :"إن التصرفات الأمريكية العسكرية والسياسية والإعلامية المعادية لشعوب وحكومات العالم أدت إلى ردود فعل خطيرة على السلام الدولي، لأن الوجود العسكري الأطلسي في أفغانستان والعراق ومنطقة الخليج والفلبين وكوريا الجنوبية، وأوروبا وسعيه للتمدد نحو أوروبا الشرقية وتركيا يستفز العديد من القوى الآسيوية مثل "الصين، وروسيا، والهند ، وإيران" ويدفعها إلي امتلاك السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل، وهو ما يهدد الأمن والسلام الدوليين.
التدخل الدولي
وتعليقا على الأزمات التي تشهدها البلاد العربية، دعت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى ضرورة رفض التدخل الدولي لحل الأزمات العربية وعلى رأسها الأزمة في سوريا.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الاثنين إن الرفض العربي للتدخل الدولي لحل الأزمات العربية وعلى رأسها الأزمة السورية يجب أن يبقى ثابتا ومرتكزا رئيسيا في السياسة العربية لا يجوز تجاهله أو القفز من فوقه تحت أي ظرف وبأية صورة.
ودعت الصحيفة النظام السوري إلى الكف عن سياسة المماطلة وإعلان قبوله بالمبادرة العربية كسبيل وحيد لإنقاذ القطر الشقيق من الحرب الأهلية ولقطع الطريق على القوى المعادية التي بدأت رياحها تتزاحم في سماء الشام.
وقالت الصحيفة إن الأحداث والوقائع المؤسفة أثبتت وعلى امتداد أكثر من عشرة أشهر فشل الحلول الأمنية وفشل الاستقواء بالآلة العسكرية لقمع الثورة والتي كانت نتيجته سقوط آلاف الشهداء والجرحى وتدمير الاقتصاد الوطني وفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات خطيرة تبدأ بالحرب الأهلية وتنتهي بالتدخل الأجنبي وهذا ما يفرض على النظام السوري أن يكف عن المناورة وعن سياسة كسب الوقت والمماطلة ويعلن قبوله بالمبادرة العربية ويعمل فورا على تطبيقها بسحب الجيش والدبابات من المدن السورية.
ودعت الصحيفة النظام السوري إلى البدء في حوار مع كافة أطياف المعارضة للخروج بحل جذري ينقل البلاد من مرحلة الى مرحلة لبناء سوريا الحديثة ودولة المواطن والحرية والديمقراطية والتعددية والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص وتداول السلطة والحكم الرشيد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجماع الرسمي والشعبي العربي برفض تدويل الأزمات العربية لم يكن ينطلق من فراغ أو يعبر عن قصر رؤية، بل يستند الى تجربة غنية تضرب في أعماق التاريخ، مذكرة بأطماع الدول الكبرى في الوطن العربي وفي السيطرة على مقدراته وثرواته الهائلة، وفي مقدمتها النفط، ما يخدم أهدافها الإستراتيجية.
الخطوط الجوية
الى ذلك ، ذكرت صحيفة "الصباح" العراقية في عددها اليوم أن وزارة النقل أرجعت أسباب عدم تسيير رحلات جوية مباشرة مع الدول الاوروبية لامور تخص القضايا العالقة مع الكويت كاشفة عن وجود مباحثات جدية ومستمرة مع الجانب الكويتي لايجاد الحلول المناسبة لحل هذه القضايا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة كريم النوري في تصريح خص به الصباح إن مكاتب الخطوط الجوية العراقية منتشرة في أنحاء أوروبا الا أنها مغلقة منذ عقود بسبب القضايا العالقة بين العراق ودولة الكويت ما حال دون امكانية فتح الاجواء الاوروبية لتسيير رحلات طيران متبادلة مع العراق.
ونبه على أنه لا توجد نية لدى الوزارة في الوقت الحالي بفتح خطوط أو تسيير اية رحلات مباشرة مع أوروبا أو فتح مكاتب جديدة في بعض الدول الغربية مشيرا الى أن هذا الامر مرهون بحل القضايا العالقة مع الكويت.
حرق مصر
وتساءلت صحيفة "الخليج " الاماراتية في عددها الصادر اليوم من أحرق المجمع العلمي المصري؟، ومن يملك الجرأة على إشعال الحريق في 213 عاما هي عمر هذا المجمع الذي يعد جزءا غاليا من تاريخ مصر؟، وأي خدمة يقدمها "الحارق" من إحراق 200 ألف كتاب يحتضنها المجمع؟.
وقالت الصحيفة ، فى افتتاحيتها اليوم الاثنين تحت عنوان "حريق مصر" - "إن من يجرؤ على إضرام النيران في مجمع علمي لن يتورع إن توافرت له الظروف والوسائل والحماية عن إحراق مصر، لذلك لا يجوز أن يكون هناك تهاون في ملاحقة هذه الجريمة واعتقال مرتكبيها ومن يقف وراءهم".
وأضافت أن في مصر من يريد إحراق الثورة ومنجزاتها وتغيير وجهتها الإنقاذية والتغييرية والتطويرية والسلمية من خلال مجموعة حرائق متنقلة في "عاصمة المعز" لمنع اكتمال ما هدفت إليه ثورة 25 يناير، إضافة إلى قطع الطريق على إنجاز تغيير فعلي ذي تأثير في مصر وعلى مستوى المنطقة والإكتفاء بإطاحة رأس النظام وإبقاء القديم على قدمه.
وأعربت الصحيفة عن خوفها على مصر وثورتها عشية الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق الثورة، مؤكدة أن الحرائق بفعل فاعل وأنه من المخيف جدا أن تظل تقيد ضد مجهول.
وشددت على أن تجهيل الفاعلين كائنا من كانوا جريمة في حق مصر والمصريين، وأنه من غير الجائز في دولة كبيرة كمصر أن تكون هناك روايات متناقضة.
ووصفت الصحيفة ما يجري في مصر بعد مرور أكثر من 11 شهرا على الثورة بأنه "مريب ومؤلم"، موضحة أنه مريب في ظل مجلس عسكري حاكم ومقتدر، وفي ظل حكومة كاملة الصلاحيات ومجلس استشاري يضم نخب سياسية، وفي ظل شباب أطلقوا ثورة مشهودة وقوى سياسية أثبتت أن لها القدرة على التنظيم والحشد.
كما أوضحت أنه مؤلم فى أن تترك الأمور هكذا دون هيئة تحقيق مستقلة كاملة الصلاحية لا سلطة لأحد عليها سوى سلطة القانون ومصلحة مصر العليا حاضرا ومستقبلا، مطالبة جميع المصريين بإطفاء الحريق والإرتقاء إلى مستوى مصر، بدلا من أن يسعى كل طرف إلى تصغيرها على قدر مقاسه.