يعتبر الطفل حميد العاتي الريمي هو أصغر شهيد في صفوف الجيش اليمني ضد الحوثيين، حيث استشهد جراء إصابة قاتلة بشظايا قذيفة هاون، قطعت قصبته الهوائية فمات على الفور، ولكنه قبل استشهاده سجّل أروع قصص البطولة، بحسب ما ذكر موقع "المشهد اليمني". يضيف الموقع، نقلًا عن أحد أقارب الطفل الشهيد: "كان أكبر من عمره بكثير.. في إحدى المرات وقعت غارة على جبل نقم وكان هناك، فارتمى على الأرض وأصيب شخص آخر كان بجانبه. هرب الناس من السوق بعد سماع أصوات الانفجارات الهائلة نتيجة تفجر مخزن هائل للأسلحة من ضمنها صواريخ، لكنه قام وسحب الشخص الجريح بعيدًا عن المكان. انتبه له الناس فعادوا إليه وأخذوه هو والجريح". وانتشرت قصته في تلك المنطقة بعد ذلك اليوم، فعاد إليه أفراد من الميلشيا وطلبوا منه الانضمام إلى صفوفهم، فرفض ذلك، فقاموا باحتجازه لفترة من الزمن، قبل أن يعودوا لإطلاق سراحه بعدها بفدية مالية دفعها أهله وقدرها (خمسمائة ألف ريال). ويتابع قريب الطفل روايته بالقول: "قرر بعدها السفر إلى مأرب والالتحاق بصوف الشرعية، نتيجة ما تعرّض له من معاناة في سجن الحوثي، ولم تنجح محاولات أهله المتكررة بإقناعه بالبقاء، فرحل إلى مأرب وصار جنديًا في صفوف الجيش". ويضيف: "فوجئ زملاؤه وقاداته بالشجاعة الفريدة التي يبديها هذا الطفل في المعارك ضد الحوثيين، فكلفوه ببعض المهام الخطيرة جدًا، لعل أبرزها التسلل إلى إحدى مناطق الميلشيا، حيث استطاع سحب وإخراج جثة مرافق العميد أحمد البعداني، قائد اللواء 314". واستطرد: "في إحدى المرات، وأثناء تمركزه مع عدد من الأفراد في جبل "الشبكة" بمديرية نهم، شن الحوثيون في المساء هجومًا عنيفًا على الموقع، قُتل على إثره رفاقه، وظل وحيدًا في المعركة، لكنه صمد منفردًا، وظل طيلة الليلة يطلق النيران بسلاحه وسلاح رفاقه، ما أوهم الحوثيين بأن الجنود لا يزالون متمركزين في التبة ولم ينسحبوا، حتى صباح اليوم التالي، حينما وصل المدد إليه من الجنود المرابطين في المنطقة". وأكمل: "تلك الشجاعة النادرة تسببت في تكريم الشهيد اللواء عبد الرب الشدادي له، والذي قام بإعطائه رتبة "ملازم ثاني"، خاصة وأن الموقع الذي صمد فيه كان مطلًا على فرضة نهم، ولو سيطر عليه الحوثيون فإن الفرضة ستكون تحت نيران مدافعهم". وتابع: "استمر الفتى في قتال الحوثيين وجرح في نهم عدة مرات، لكنه يعود إلى الجبهة بمجرد تعافي جسده، وقبل يومين جاءنا نبأ استشهاده بقذيفة هاون، حيث كان في الصفوف الأمامية في "نهم" بعد أن نفذ هو ورفاقه عملية اختراق في صفوف الانقلابيين".