عادت المصادمات ما بين المتظاهرين في ميدان التحرير وقوات الأمن التي تستميت من أجل السيطرة على المنطقة ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 300 شخص. من جهة أخرى ارتفع عدد المصابين من مجندى الأمن المركزى المتمركزين بالقرب من مبنى وزارة الداخلية إلى 3 ضباط و100 مجند، جراء استمرار بعض المتظاهرين فى رشقهم بالحجارة والزجاجات الحارقة "المولوتوف" بالمنطقة الواقعة بتقاطع شارعى الشيخ ريحان وقصر العينى بوسط القاهرة.
المتظاهرون تجمعوا في ميدان التحرير وفي أول شارع القصر العيني وخيم البعض منهم في نفس المكان الذي خيموا فيه في يوم 25 نوفمبر وبعدما قامت حشود الجنود بتطويق المنطقة بدأ المتظاهرون يلقون عليهم المولوتوف والحجارة.
بعدها تفرق المتظاهرون إلى الشوارع في ظل مطاردات عنيفة واشتباكات بالنيران الحية وفقاً لشهود عيان حيث استخدمت قوات الشرطة العسكرية القوة المفرطة دون التفريق ما بين الشباب والعجائز أو اكتراث بالأطعمة او الشراب الذي معهم.
وانقضت القوات الأمنية على الخيام محرقة إياها بكل عنف ما أشعل غضب المتظاهرين الساعين لنقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة يرضى عنها الشعب.
ووفقاً لأحد المحللين السياسيين والشهود العيان على الأحداث ترددت أنباء عن أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقوم بإشعال الاضطرابات الأمنية من أجل إقناع الرأي العام المصري استمرار بقاءه على كرسي السلطة وعدم نقلها لتلك الأسباب.
من جانبه أصدر المجلس العسكري البيان رقم 90 أمس يؤكد فيه استمرار بقاءه في السلطة من أجل الحفاظ على الاستقرار والانتقال الديمقراطي حتى انتخاب الرئيس في يونيو القادم وبعد الانتهاء من الانتخابات التي بدأت فعلاً، يذكر أن عدد القتلى قد ارتفع إلى 42 شهيد خلال أسبوع منذ بداية الانتخابات البرلمانية حتى الآن.
وأكد مصدر أمنى إن معظم الإصابات تتمثل فى جروح وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم وكسور وحروق .. مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية مازالت تتعامل فى إطار كامل من ضبط النفس تجاه المتظاهرين خاصة وإن جميع مجندى الامن المركزى غير مسلحين ولا يحملون سوى الدروع الواقية وأغطية الرأس .
وكانت قوات من قطاع الأمن المركزى قد قامت فى تمام الساعة ال 12 ظهر اليوم بالدخول إلى شارع الشيخ ريحان بدلا من رجال القوات المسلحة الموجودة به، وعلى الرغم من عدم تسليحهم بأى أنواع من الأسلحة المتنوعة وتزويدهم فقط بالدروع الواقية وأوقية الرأس، إلا أن أعداد المتظاهرين بدأت فى الزيادة؛ حيث قام بعضهم برشق القوات بالحجارة والزجاجات الحارقة "المولوتوف" فى محاولة للوصول إلى مبنى وزارة الداخلية، وهو ما أسفر عن إصابة 24 مجندا من قوات الأمن المركزى فى بداية الأحداث وارتفع عددهم إلى 43 ، ثم إلى 3 ضباط و55 مجندا ، وارتفع العدد حاليا الى 100 مجند ، فى الوقت الذى قامت فيه القوات بإنشاء حائط صد جديد بشارع الشيخ ريحان لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية.