هاجم عشرات المواطنين وقفة الإعلاميين التي نظمت ظهر اليوم أمام نقابة الصحفيين، احتجاجا على ترويع وقتل الصحفيين المصريين والمتهم فيها أفراد بالشرطة والجيش، وحدثت مشادات كلامية حامية بين الطرفين، دفعت محمد عبدالقدوس رئيس لجنة الحريات بالنقابة لأن يسألهم عمن قتل أبناءنا في ميدان التحرير، محملا المجلس العسكري مسئولية كل ما يجري وهتف يقول "يسقط البلطجية ويسقط حكم العسكر" . وقد فوجيء المشاركون بالوقفة بتجمع مواطنين أمام ساحة النقابة وهم يرددون شعارات "الجيش والشعب والشرطة يد واحدة" و"يسقط الإعلام الخائن" ، وتهجموا على الإعلاميين متهمين إياهم بإثارة الفوضى وتحريض من أسموهم "بلطجية ميدان التحرير" لإحراق مصر . وعلى النقيض وقف عبدالقدوس ممسكا بميكروفون وهتف : في ظل حكم العسكر الأمن مفتقد تماما، ولذلك نتضامن مع زملائنا الذين تلقوا تهديدا بالقتل، وهناك أناس ماتوا في التحرير، منهم إبن دار الإفتاء والذي لا يمكن أن يكون بلطجيا أبدا، وطالب جامعة عين شمس الذي تعرض للقتل أثناء إسعافه المصابين ، والمجلس العسكري هو المسئول عن قتل هؤلاء، ولابد أن تتوقف هذه الفوضى. وقال عبدالقدوس رئيس لجنة الحريات ل"محيط" أن فلول العباسية جاءوا يهاجموا الإعلام ليفسدوا وقفتهم، وكأن الإعلام هو شماعة الأخطاء، ووجه اتهاما صريحا للمجلس العسكري بإنتهاك المتظاهرين وقتلهم، والدليل على ذلك أنهم يهملون في ضبط الجناة، على فرض أن الجناة ليسوا من الشرطة العسكرية . وأشار بعض المشاركين بالوقفة إلى أن هناك دفع متعمد من قبل جهات الأمن بهؤلاء المواطنين للإصطدام بالصحفيين في هذا التوقيت، كما أكدوا أن هناك مندسين أشعلوا الحرائق وليس المتظاهرين والثوار . وخلال المؤتمر الصحفي، قال الكاتب عبدالله السناوي ( فيديو) أن العيب الحقيقي فيمن سحل المتظاهرين السلميين، وفعل ذلك مع المعتصمات في مشهد بشع، وفخر للإعلام أن يسجل هذه الأحداث بالصور والكلمات لينقلها للجمهور، وأكد أن حرية الصحافة ضمانة للشعب بأكمله وليس للصحفيين، مؤكدا أن هناك خطرا كبيرا على الحريات بوجه عام بعد تولي المجلس العسكري حكم البلاد . أما الإعلامي عادل حمودة ( فيديو) فأبدى استيائه من نقيب الصحفيين الحالي ممدوح الولي، قائلا أن الصحفيين لن يجدوا نقابتهم مفتوحة في القريب العاجل، وأكد أن النقيب يتوجه للنيابة لبحث الشكاوى المقدمة إليه، وليس العكس، وقال أن مجلس النقابة يرأسه نقيب يرفض حرية الصحافة، وحينما بلغوه بحبس صحفيي الفجر، قال أنه ضد "الحنجورية" . وقال حمودة أن الصحفيين سيتعرضون للحبس بمنتهى السهولة، رغم أنهم ساهموا بدرجة هائلة في ثورة يناير من خلال الكتابات التي كشفت الفساد، فلا يمكن أن نعاقب المتظاهرين والصحفيين وهم صناع الثورة الحقيقيين، خاتما بأننا سنشهد "أيام سوداء" على الصحافة . من جهته قال الإعلامي عمرو الليثي (فيديو) أن عقارب الساعة لن تعود للخلف، لأن الإعلام تحرر، وخاصة بعد الثورة، وقال أن ما حدث من تهديدات للصحفيين بالقتل تؤكد أن هناك قوى تريد منع الإعلاميين من أداء عملهم ، وهو ما لن يتمكنوا منه ، مطالبا المجلس العسكري وحكومة الجنزوري بتأمين الصحفيين، وطالب نقابة الصحفيين بإصدار تشريعات ووثيقة تأمين لكل صحفي ، مطالبا ببلاغ باسم الصحفيين للنائب العام ضد من يهدد أرواحهم . وقال أحد المصورين بجريدة الدستور ( فيديو) أن كل من يحمل الكاميرا بميدان التحرير أصبح مستهدفا بالقتل أو الإصابة البالغة وخاصة في العين . وفي حديث ل"محيط" قال علاء العطار عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن هناك هجمة شرسة على حرية الصحافة ولابد أن يوقفها المجتمع نفسه . وأكد أنهم اتخذوا قرار بمنع مثول الصحفيين أمام المحاكم العسكرية، وتم تقديم بلاغ للنائب العام للإستماع لأقوال اثنين من المصابين الصحفيين من قبل المستشار عادل السعيد، وقد صدر أمس بيان يحمل المجلس العسكري بوضوح مسئولية حماية الصحفيين، خاصة أن الإعتداء عليه جرى وفق عملية مخططة ومتعمدة ، مؤكدا أن النقابة تنحاز للشعب والثورة، وأنهم يوثقون كل حالات الإعتداء على الصحفيين مع تقديم البلاغات لإعادة حقوقهم . أما الكاتب عبدالله السناوي فأكد في حديث للشبكة أنه جاء متضامنا مع الصحفيين الذين تلقوا تهديدات بالقتل، داعيا الجهات المسئولة لكشف هوية من يروعون الصحفيين وإعادتهم للقضاء، وكشف الجهات التي تقف وراءهم، وقال أن الوقفة تحتج على الحبس في قضايا النشر، ودعا لإنشاء لجنة قومية عليا تضم أعضاء من المجلس وشيوخ المهنة ونجوم البرامج الفضائية لفتح ملفات الإعلام والصحافة لتكون هناك منظومة ديمقراطية تضمن الإلتزام بمواثيق الشرف وتمنع الحبس في قضايا الرأي وتضمن سلامة الصحفيين ومؤسساتهم وعدم عرقلة عملهم .