الجيش الباكستاني يواجه معركة صعبة في وزيرستان حكيم الله محسود الزعيم الجديد لحركة طالبان إسلام أباد : أعلن الجيش الباكستاني اليوم الأحد مقتل 60 مسلحا في العملية العسكرية التي بدأها في منطقة وزيرستان القبلية . وكان الجيش الباكستاني بدء عملية عسكري واسعة في المنطقة المضطربة ، فيما توصف بأنها إختبار حقيقي لقدرات هذه الجيش نظرًا لطبيعة المنطقة الوعرة وانتشار ثقافة الحرب بين سكانها. وأعلن الجيش أمس الاستيلاء على مرتفعات كوتكاي الإستراتيجية ، ، فيما اعترف بمقتل أربعة من جنوده وإصابة ثمانية آخرين في الهجوم البري الموسع الذي بدأ من ثلاث جهات على جنوب وزيرستان، قرب الحدود الأفغانية. وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الجيش لم يتقدم حتى الآن خطوة واحدة داخل حدود وزيرستان، واكتفى باستخدام الطائرات المقاتلة لقصف مواقع لمعاقل طالبان وتحديدا مواقع قبيلة محسود التي تشكل أكثرية عناصر طالبان. وأضاف أن الوضع ما زال على ما هو عليه في جنوب وزيرستان، من فرض الجيش حظرا للتجوال على مداخل ومخارج المدينة والمناطق التي تحيط بوزيرستان ، فيما تواردت أنباء عن فرار عشرات الالاف من المدنيين من مناطق القتال رغم ان الجيش الباكستاني اغلق كل الطرق. ومن جانبه ، قال مسئول استخباراتي طلب عدم الكشف عن هويته إن القوات البرية المدعومة بالدبابات والمدفعية واجهت مقاومة شديدة من المسلحين الذين اتخذوا مواقع لهم في الجبال, واستهدفوا قوات الجيش من الخنادق الحصينة تحت الأرض في الغابات. وكان الجيش الباكستاني قال في بداية العملية العسكرية أمس السبت إن نحو 28 ألف جندي تأهبوا لمواجهة ما يقدر بعشرة آلاف من مقاتلي حركة طالبان ، فيما رفض المتحدث باسم الجيش أطهر عباس كشف تفاصيل عن المدة التي ستستغرقها العملية. وجنوب وزيرستان جزء من منطقة القبائل الواقعة في شمال غرب البلاد والخارجة عن سلطة باكستان. وتعتقد الولاياتالمتحدة ان قادة القاعدة بينهم أسامة بن لادن نزحوا مع الاف من عناصر طالبان إلى هذه المنطقة اثر الاطاحة بنظام هذه الحركة في افغانستان أواخر 2001. مهمة صعبة ويؤكد محللون إن مهمة الجيش الباكستاني لدحر شبكات طالبان في جنوب وزيرستان صعبة جدًا ، نظرًا لثقافة الحرب المنتشرة في هذه المنطقة حيث ان قبائلها عرفت بمقاومة البريطانيين في القرن التاسع عشر، ولان ارضها الجبلية مليئة بالكهوف والغابات الكثيفة. ونقلت جريدة "القدس" الفلسطينية عن الخبير في شئون القبائل رحيم الله يوسفزاي ان "الحرب في وزيرستان لن تكون سهلة، انها اصعب بكثير من سوات ، وزيرستان تشبه ثقبا اسود. ويعاني الجيش اساسا من نقص في معلومات الاستخبارات". وأضاف :" مقاتلوا طالبان في هذه المنطقة معتادون على المعارك ومدرب بشكل جيد، فيما الجيش تنقصه القدرات الجوية الحيوية والخبرة المتطورة جدا في مكافحة التمرد". وتطرح الثلوج الكثيفة المرتقبة في الشهرين المقبلين مع بدء فصل الشتاء تحديا اخر للجيش الذي حدد قادته مهلة ستة الى ثمانية اسابيع لاستكمال المهمة. ويقول الجيش إن العملية ستكون محصورة بمعاقل بيت الله محسود، زعيم الحرب الذي قتل بصاروخ امريكي ودفع بعناصر طالبان الى ان ينشطوا في قتل رجال الامن والمدنيين في باكستان.
وجاءت تلك العمليات بعد سلسلة هجمات مسلحة في باكستان بدأت في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بتفجير انتحاري على مكتب للأمم المتحدة في إسلام آباد. كما استهدفت تلك الهجمات مقار للجيش والشرطة وأماكن عامة ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا.