يرسل الله سبحانه وتعالي إلي الإنسان العديد من الرسائل التي ترشده إلي طريقه الصحيح وغايته التي ينشده أو تكون رسالة للإفاقة من الغي إلي الهدي، وتختلف أشكال هذه الرسالة فقد تكون موقف يحدث لصديق أو رسالة عابرة أو حادث سيارة كما جري مع مارك هانس الذي غيرت هذه الحادثة مجري حياته فأصبح الداعية الإسلامي " يوسف حمزة "
ولد يوسف حمزة "مارك هانس" في عام 1960 بكاليفورنيا الشمالية ونشأ في عائلة يونانية أرثوذوكسية مثقفة ، فوالده أستاذ لمادة الإنسانيات في جامعة هارفارد، ووالدته خريجة جامعة بركلي العريقة، أما جَدُّه فكان عمدة لإحدى مدن كاليفورنيا، ،وبدا في دراسة الفلسفة بالجامعة وتعرض خلالها لبعض المعرفة عن الشرق والعالم والأفكار الإسلامية ، ثم قابل بعض المسلمين من الأمريكيين السود الذي أثروا فيه فقرر البحث في الدين الإسلامي ، وفي أثناء ذلك تعرض إلي حادث سيارة كاد أن يودي بحياته ، و قرر بعد نجاته أن يعود إلي الاطلاع والبحث في الأديان للتعرف على حقيقة الحياة والموت، وقد انجذب بشدة لقراءة القرآن، وفي نهاية هذه الرحلة البحثية اعتنق الإسلام وهو في سن السابعة عشر من عمره عام 1977 م في سانت بربرا في كاليفورنيا . وقرر حمزة أن يترك دراسته الجامعية التي كان قد أوشك على الانتهاء منها ليذهب في جولة لعشر سنوات في المنطقة العربية، تعلَّم فيها الفقه في الإمارات، وحفظ القرآن الكريم في المدينةالمنورة، ودرس اللغة والشعر العربي في المغرب والجزائر، وعاش التصوف مع مرابطي موريتانيا. وتتلمذ على يد مشايخ عدة من أبرزهم المرابط الحاج والعلامة عبد الله بن بيه الشيخ لشيباني محمد أحمد، الشيخ محمد عبد الله وخاصة الشيخ بيه بن السالك رئيس المحاكم الشرعية الذي يعتبر هو شيخه الحقيقي فبل توجهه إلي موريتانيا وطلب العلم في محضرة العلامة المرابط الحاج ولد فحفو وبعد قدومه إلي السعودية لازم الشيخ عبد الله بن بيه ونهل من علمه في بدايات 1990م بدأ حمزة التدريس لبعض التجمعات الإسلامية في سان فرانسيسكو، وفي 1996م أسَّس معهد الزيتونة للعلوم الإسلامية في كاليفورنيا، وأصبح يُحاضِر فيه. ويصدر معهد الزيتونة الكتب والمواد الصوتية التي تتحدث في القضايا المعاصرة التي تواجه الأمريكيين كما أنَّ للشيخ حمزة أيضًا مؤلفات عديدة، منها:قانون الجهاد - تعليم الأطفال في العصر الحديث - جدول أعمال لتغيير ظروفنا من أقواله : يقول: "إذا كان الناس في أمريكا يعتقدون أن أمريكا هي المجتمع المثالي، فلا أعتقد أنهم يطالعون نفس المصادر التي أطالعها: معدلات الاكتئاب، والانتحار، والاغتصاب، والجريمة، ووضع المدارس والإجهاض، والتفسخ الأسري، والطلاق". لكنه في ذات الوقت لا يجامل المسلمين، فهو يرى بوضوح أن "العقبة الأساسية أمام الدعوة الإسلامية في هذه الأراضي هم المسلمون أنفسهم بسلوكياتهم". ويُشخِّص مرضهم فيقول: "صراحة إن الذين هاجروا بمشاكلهم، وعمروا مساجدهم بها، والمسلم الجديد يتعب جدًّا من هذه التناقضات". داعية متميز ومجدد يحب التجديد ويجيد مخاطبة الجمهور، ولا يعرف الكثيرون أنه صاحب فكرة برنامج (يالاَّ شباب) الذي أذيع على mbc، وهو البرنامج الذي نجح في مخاطبة جماهير الشباب من خلال محتوى ديني جذاب ،حيث أن فكرة البرنامج نبعت من نصيحة قدمها الشيخ حمزة يوسف. كما قدم برنامجًا اسمه (رحلة مع حمزة يوسف)، واشترك في بعض حلقات (يالاَّ شباب)، حيث تجول مع فريق البرنامج في عدد من المدن الإسبانية للحديث عن حضارة المسلمين ومعالمها. وكذلك التقى مع عدد من الشخصيات المؤثرة في مسلمي الغرب، مثل يوسف إسلام الفنان البريطاني الذي أسلم في سبعينيات القرن الماضي.
ورغم هذا التجديد في الخطاب فإنه يرى أهمية التقيد بالمذاهب الأربعة، فيقول: "لا بد لكل مسلم أن يلتزم بأحدها". وهو يحمل على من يتجاهل تلك المذاهب، فيقول: "يدعون إلى تجاهل المذاهب الأربعة، وأخذ الأحكام من القرآن والسنة، كيف يرجع كل واحد إلى القرآن، وهو حتى لا يتقن العربية؟!